ما زلت تِلك الطفلة التي تَبكي فرحاً، حين تَرى ذراعي والدها الحَنون
...ما زلت أختبىء في ثَوب أنثى عانَقت صِباها ،وأنا ما زلت طِفلة في
المهد...
أبحث عن نور الحياة بنَظرات هادئة باسمة...
نمت طويلا بين الصُخور !...داعَبت أهداب القَمر!..مرَّت الأعوام
تَحجَّرت أحلامي وتَفتت !...ضاعَت بين الرمال .....
شيَّدت مُدن الحُب،وحَصَّنت قِلاعها ،طال إنتظاري لفتح أبوابها فرحلتُ
مَع النوارس عَبر الغيم ،ونقشت الحُب على شعاع الشَّمس، لِتدفء
القلوب المُتجمدة ...
حَملتُ قناديل العشاق !.. ولَملمتُ غِلال العاشِقين عَصرتُ خُمور
الحَياة،وصنعتُ مِنها شَراباً طاهراً لكل نَفس خبيثة !...
قرأت سورة الفلق، وتَدثرت بأثواب خَصبة كي أعيد لحياتي بهجتها التى
ضاعت في لَيلة تعرَّيت فيها، ومشيت بأكفاني تحت أشعة الشمس ،فكان
نور حُبك دائما يُرفرف كَنورس أبيض خلاب أشعُر بنسماته فَينتعشُ
قلبي...
أبحر إليك في كل مساء ،وأعود لأنتظرك على شاطىء الزمان لأرمي
الماضي وأحمل الحاضر في حَقيبة المستقبل، وأعلن بداية زمن جديد...
زمن بلا ماض زمن يولد فيه الحُب كسُنبلة تحمِل ألف حَبة من حُب
صاف كلؤلؤ يُنثر بين الرمال فيضىء الكون....
التاريخ
يوم رميت أوراق الماضي وتدثرت
بأكفاني فأضاءت روحيا ً
بقلم ضحى عبدالرؤوف المل
من كتاب رسائل من بحور الشوق