وداد الأورفلي من الواقعية الى الفنتازيا\ واو

2011-02-04
 أ
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/fb778ef5-7674-4927-b157-9d2ad8c1483c.jpeg
نها تعشق بغداد، فبغداد سحرتها وألهمتها لأنها مدينة جميلة، قديمة وحالمة، لذلك كانت دوماً تريد ان ترسم لبغداد شيئاً جديداً جميلاً لم يرسمه أحد، شيئاً ينصف تلك المدينة التي قضت فيها أجمل ايام حياتها. لذا طغت البيئة البغدادية على لوحاتها وتميزت بأسلوب خاص يشعر من يمشاهده  أنه جالس في بغداد يقرأ إحدى قصص ألف ليلة وليلة. في بعض الأحيان كانت قطعة القماش البيضاء تبقى أمام عينها شهراً كاملاً وهي تفكر بألموضوع الذي سترسمه على تلك اللوحة. كانت دائماً تبحث عن شيء جديد لترسمه .
 انها وداد الأورفَلي أشهر الرسامات العراقيات ولدت في بغداد وترعرعت فيها. تميزت رسومها بأسلوب خاص يجذب المشاهد. كما أن لوحاتها تتميز بألألوان المنسجمة والمتناسقة. وأغلب لوحاتها مستوحاة من مباني بغداد وعمارتها. كما زارت عدد من دول الخليج والدول الأوروبية وانجزت أعمال فنية في تلك البلدان . 
 
كانت زيارتها الى الاندلس عام 1973 نقطة تحول في مسيرتها الفنية حيث كان لمشاهداتها للحضارة الاندلسية بكل زخرفتها وأبداعها تأثير مباشر عليها ... اذ فجرت لديها رغبة في تغيير أسلوبها الواقعي في الرسم والتحول الى عالم تعبيري جعل من أعمالها اللاحقة احتفالية مبهجة وغريبة تمثلت في "مدن الحلم". وغيرت اسلوبها من الواقعية الى الفنتازيا بعد توقف 3 سنوات وهي تفتش عن اسلوب مميز، وعند عوتها للوطن اقامت معارضها التالية باسلوب مميز يختلف عن الاساليب الدارجة

 ولدت الأورفه لي في منطقة الأورفلية (البتاوين حالياً) وسط بغداد عام 1929 لأسرة ميسورة تهتم بالفن، مع ان والدها مكي عبد الرحمن كان رئيساً لمحاكم بعقوبة آنذاك.عندما كانت طفلة كانت مولعة بالرسم وقد كانت ترسم في أي مكان، على اثاث المنزل وعلى جدران المدرسة، لذا فقد كانت تتعرض للتوبيخ والضرب أحياناً، لكن هذا لم يمنعها أبداً من متابعة الرسم.وعندما كبرت، أصبح الرسم مهنتها، وحينما كانت اسرتها تنام، كانت تبقى مستيقظة حتى الصباح ترسم، حتى انها كانت تتمنى ان يكون اليوم 48 ساعة بدلاً من 24،لأن الوقت لم يكن كافي بألنسبة لها.

أنه
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/69f8a0e1-bc40-4bac-8db1-e6cd521c1ffc.jpeg
ت الأورفه لي دراستها في معهد الفنون الجميلة في بغداد عام 1960 حيث تتلمذت على يد أستاذها ومعلمها خالد الجادر. وواكبت في حياتها الفنية رواد الفن في العراق امثال فائق حسن وعطا صبري وإسماعيل الشيخلي وفرج عبو وعبد الرحمن الكيلاني. وفي 1956 شاركت في أول معرض في بغداد، وعندما زار الملك فيصل الثاني آخر ملوك العراق المعرض أعجب أشد الإعجاب بإحدى لوحاتها وطلب وضعها في قصره. بعد تخرجها تزوجت الديبلوماسي العراقي البارز حميد العزاوي الذي رافقته في رحلاته وعمله خارج العراق في عدد من الدول الأوروبية والعربية حتى عام 1980 لتعود إلى بغداد. 
 
عاشت وداد الاورفلي في بيت أحب الفن بانواعه وتلقت الدعم والتشجيع لصقل موهبتها الفطرية وميولها نحو الموسيقى والرسم. درست العزف على البيانو بعمر ست سنوات، واستمرت بعدها رحلة ثماني عقود أغنت خلالها الفنون بغزارة حيث اتخذت من الموسيقى والرسم توائم لروحها. وتتلمذت على يد أفضل أساتذة الموسيقى وظلت تنهل من خبرتهم لأكثر من نصف قرن، ومنهم أستاذ البيانو التركي بهجت دادا العواد والإيطالي ألدو كاني وأساتذة العود الكبار صلاح القاضي وعلي الإمام .وتعزف البيانو والاوكورديون والعود بمهارة كبيرة . وعندما منعتها ضروفها الصحية من الأستمرار بالرسم عادت الى عشقها الأول للموسيقى وبدات بتاليف المقطوعات الشرقية والغربية، ومؤخرا قدمت مجموعة من الحانها الى شركة EMI البريطانية للأنتاج والتوزيع . صدر اول البوم لها "انغام عربية" في فبراير 2011 .وتعتبر هذه اول سابقة في تاريخ الشركة ان تصدر الألبوم الأول لامراة فنانة عربية وعراقية ورسامة وموسيقية بهذا العمر. الألبوم يتناول "رحلة من الأندلس الى بغداد" وهو وجه آخر للوحات "مدن الحلم" من خلال الموسيقى.
 
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/c572021d-d226-4f52-be17-18b4e3b36bd8.jpeg
الى جانب الموسيقى تقوم وداد الأورفه لي الآن بالكتابة عن حياتها ومشوارها الطويل مع الفن . ومن خلال هذا الكتاب تسعى ايضا ان تؤرخ الحياة الأجتماعية البغدادية التي عاشتها من الأربعينات الى الستينات والتي كانت تُعتبرحقبة العصر الذهبي في تاريخ العراق الحديث بما حملته من انفتاح, ثقافي ورقيّ 
 
 إن العلاقة الوثيقة بين أعمال وشخصية الرسامة المبدعة وداد الأورفلي بمدينة بغداد، هو مفتاح فتنتها الفنية برسم مشاهد بغداد الأسطورية، إن رسوماتها لبساتين وأزقة بغداد، وتلك الجزر السحرية الغارقة في تهاويل الخيال، ترجعنا إلى عالم الفن العريق  إلى حيوية الخيال ببناء أساطيره ومدنه النائية .. لكن هذا المناخ المرتبط بتراث بغداد يضعنا في الزمن الحاضر .. في إعادة بناء ذاكرة متداخلة في الزمن. فهي تربط تاريخنا وذكرياتنا بحاضرنا وتدق فينا ناقوس الحنين إلى الذكريات والتمسك بها.
إن ما يميز المبدعة وداد الاورفلي، أنها تصيب كلَ من يعرفها ويتابعها، بعدوى الولع بالأشياء الجميلة وحب الحياة والإنسان، فهي تحرض عوامل القوة والأمل بالرغم من الصعوبات والأوجاع التي تواجهنا...

ذهبت إلى بيروت لتدرس في الجامعة وأخذت دروساً في الفن، ولم تكمل السنة الرابعة فرجعت إلى بغداد ودرست 3 سنوات في مدارس نموذجية ودخلت كلية الملكة عالية، وكان هناك مرسم بعد الظهرالتقت فيه الدكتور خالد الجادر الذي تأثرت به جدا لإتقانه نوعا نادرا من الرسم، فرأى رسمها على الأسطوانات الغنائية القديمة.
وأقامت معارضها بأسلوبها القديم في ألمانيا ونيويورك، وفي عام 1967 أقامت معرض النكسة في صور من “وعد بلفور إلى سيعود لك صلاح الدين يا قدس” وكان معرضا ناجحا، وبعدها خرجت من طابع السياسة الى الطبيعة، وتوقفت 3 سنوات لأسباب التنقل وذهبت إلى فرنسا ثم عادت الى بغداد. وكانت إسبانيا وتحديداً في قصر الحمراء انطلاقة الرسم للأورفلي، حيث وجدت فيه أسلوبها .
أسست الاورفلي أول قاعة عرض تشكيلية خاصة في بغداد مطلع ثمانينيات القرن الماضي، والتي تحولت في ما بعد الى مركز ثقافي شهد العديد من المعارض لكبار الفنانين العراقيين، فضلا عن نشاطات ثقافية وفنية ودورات، ومحاضرات في مختلف ال
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/2bf32462-5de3-4de2-a826-391913cee855.jpeg
مجالات لم تتوقف لغاية حرب 2003.
في حالة قد تكون الأولى من نوعها في الوطن العربي؛ أطلقت الفنانة العراقية وداد الأورفلي، مساء السبت 28 فبراير/شباط 2011م، ألبومها الموسيقي الأول مع بلوغها 82 عاما. وأطلقت على ألبومها اسم “أنغام عربية” وذلك في حفل أقيم في جاليري “4 Wall دبي”، وصاحبه معرض تشكيلي للفنانة التي عرفت خلال الفترة الماضية كفنانة تشكيلية، وأقامت عديدا من المعارض في الإمارات وخارجها.
 
 شاركت في كل معارض الكلية والنقابة وجمعية الفنون التشكيلية وشاركت في اول معرض للفن العراقي للرواد والشباب عام 1957 .درست مادة الرسم في مدرسة الثانوية الشرقية . عينت في مركز وسائل الايضاح لرسم وسائل ايضاحية للمدارس، وعملت كمسؤلة للدعاية والأعلان في اكبر معمل البان في العراق

عملت في مديرية التراث الشعبي كمسوؤلة للمتحف واجرت دراسة ميدانية شاملة لتوثيقسوص الصفارين و حرفة الطرق على النحاس . درست فن المينة على النحاس في وفن الباتيك على القماش في باريس .

غادرت العراق ملتحقة بزوجها حميد عباس العزاوي وتنقلت بين الدول المانيا نيويورك وباريس وعمان واسبانيا والسودان وتونس ولندن واطلعت على المتاحف والكلريات في هذه البلدان
اول معرض شخصي لها عام 1964في قاعة لاريدوت في المانيا وحضر المعرض  الملك حسين ,كما زار المعرض واقتنى احد الاعمال المستشار الالماني اديناور . المعرض الشخصي الثاني في نيويورك بدعوة من اصدقاء الشرق الاوسط عام 1966 .و من المعارض الاخرى:
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/bee3e7fc-7b39-4d22-aa6c-834002fc0144.jpeg
معرض "النكسة في صور" في فندق الاردن بعمان عام 1968
معرض "النكسة في صور" في لندن بدعوة من السيدة مكاي النائبة البريطانية 1968
معرض "الربيع في الاردن" في عمان بكاليري قادس للسيدة حكمت حصا 1969
معرض مشترك في لندن مع السيدة موراك مكاي بدعوة من البرلمان البريطاني عام 1969
معرض "منمنمات من التراث العربي" في قاعة الواسطي بغداد عام 1980افتتحت اول قاعة خاصة في العراق "قاعة الاورفه لي للفنون" بمعرض شخصي "تهاويل تراثية" عام 1983
شاركت في معرض في الاردن لمجموعة من الفناين العرب عام1991
معرض شخصي "فانتازيا" في قاعة الاورفه لي للفنون في بغداد عام 1993
معرض شخصي في عمان" فانتازيا 2" في كاليري الاورفه لي للسيدة انعام الاورفه لي – عمان الأردن عام 1994
معرض شخصي "بغداد مدينتي" في قاعة الاورفه لي للفنون في بغداد العراق عام 1995
معرض شخصي "الف ليلة وليلة" في كاليري الاورفه لي للسيدة انعام الاورفه لي – عمان الأردن 1996
معرض شخصي "مدن الحلم" في كاليري المنزول ابو ظبي ,الأمارات العربية المتحدة عام 1997
معرض شخصي "مدن الحلم2" في كاليري الدار دبي,الأمارات العربية المتحدة عام 1998
معرض شخصي "شذرات من الزمن" فوتوغراف للأعمال الفنية في كاليري المنزول ابو ظبي,الأمارات العربية المتحدة عام 1999
معرض شخصي بدعوة من جمعية الفنانين القطرية في فندق الدوحة عام 1999
معرض استعادي "خمسون عام من العطاء" يغطي اعمال منذ عام 1950 الى 2000 بمناسبة افتتاح قاعة الأورفه لي الجديدة في بغداد عام 2000
معرض شخصي "مدن الحلم 3 " في قاعة الاورفه لي للفنون بغداد عام 2003
معرض شخصي " فنتازيا 3" في قصر اليونيسكو في بيروت لبنان عام 2004
"معرض العشرون" في كاليري المنزول ابوظبي ,الأمارات العربية المتحدة عام 2005

//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/69bd2521-346b-48e1-8188-3e935c15ec43.jpeg
قاعة الأورفه لي للفنون ببغداد
وداد الاورفلي هي أول من أفتتح قاعة خاصة في عام 1983 م وهي قاعة الأورفلي للفنون. ولقد اصبح ذلك صرحا احتضن كافه أنواع الفنون، الذي أضاف بعدا خاصا للواقع الفني العراقي على مدى عشرين عاما.حيث كانت تلك القاعة مركزا ثقافيا جامعا؛ فإلى جانب عرض كل أنواع الفنون التشكيلية كانت هنالك محاضرات ثقافية , امسيات موسيقية, سينما , مسرح ودورات تعليمية.

الجوائز التكريمية
كرمت عدت مرات من قبل وزارة الأعلام العراقية ونقابة الفنانين وجمعية الفنانين في العراق
جائزة العنقاء – حازت القلادة الذهبية عام 2006 في عمان
كرمت في مهرجان الرواد والمبدعين العرب من قبل الجامعة العربية عمان 2010
كرمت من قبل وزارة الثقافة والأعلام العراقية بدرع الأبداع في عام 2010
كرمت من قبل رابطة الفنانين التشكيلية لأردنيين كانون ثاني 2011
 
 تمكنت الفنانة من فتح معرض للوحات الفنية وأصبح هذا المعرض من أهم معارض بغداد الفنية. تمت سرقة محتويات المعرض عام 2003 أثناء الغزو الأمريكي على العراق. واضطرت الفنانة إلى الهجرة إلى خارج العراق نتيجة الظروف الأمنية المتردية.
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/bee3e7fc-7b39-4d22-aa6c-834002fc0144.jpeg

شاركت الأورفه لي التي نالت شهرة لم تحظَ بها غيرها من الرسامات في العراق، في معارض في كل من لندن,نيويورك,بون,بيروت,عمان,الدوحة,أبو ظبي ودبي إضافة إلى عشرات المعارض المحلية في بغداد.وأثناء تجوالها في المتاحف والمعارض الأوروبية كانت تحلم بافتتاح غاليري (معرض فنَي) كبير في بغداد، وهذا ما فعلته في 24 تشرين الأول (أكتوبر) 1983 ليصبح بذلك أول قاعة خاصة للرسم في العراق.وبعد فترة قصيرة أصبح غاليري الأورفه لي الرئة الثقافية التي يتنفس من خلالها المثقفون والفنانون والنقاد والأدباء.

وظلت أبواب الغاليري مفتوحة إلى ان جاء الغزو الأميركي للعراق إذ تعرض شأنه شأن بقية المعارض في بغداد، إلى عمليات نهب وسلب، ثم تمت مصادرته وتحول الآن إلى دائرة بلدية المنصور.وتقيم الرسامة منذ عام 2005 في عمّان عاصمة الأردن وهي تنسج وتنقش أحلامها الصغيرة فوق قطعة قماشة اللوحة البيضاء، الا انها بدأت تعاني منذ عام 2006 من صعوبة في متابعة الرسم بسبب آلام في اليد.وتأسف الأورفة لي لحال بغداد اليوم بعدما عانت سنوات طويلة من المآسي على أنواعها من حروب وحصار وعنف وقتل ودمار.
 

 



عالية كريم

رئيسة تحرير "معكم"

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved