حين جَلَستْ ذات مرة، أمام رئيس النظام السابق، مع جملة من المعماريين في ندوة حية، بُثَتْ من تلفزيون بغداد، أواخر عام 2002، لم تجامل، ولم تتنازل عن رأيها، فانتقدت عمارة الدكتاتورية التي أخرجتها من معايير العمارة الواقعية الى نزوة الارتجال وعدم الانتماء، تعاطف العراقيون مع جرأتها عندما سمعوا آراءها، على شاشات التلفزيون، لكنهم كانوا متأكدين ان الدكتاتورية لن تسمح بمرور تلك الكلمات التي قالتها المعمارية المبدعة، دون عقاب. وشاء ان تكون الحقيقة اقوى، ففشلت يد الظلام، وولت الى غير رجعة، وظلت استاذة العمارة تتابع ابداعها وحضورها العراقي الباهر ممثلة لصورة المرأة الكردية في بنية المجتمع العراقي الجديد...
غربتها كمعمارية، وغربة الاسلوب العالمي في العمارة، وغرابته في بلد كالعراق، كما طرحتها في كتابها "الاسلوب العالمي في العمارة بين المحافظة والتجديد".لا تعادلها الا غربة إبي حيان التوحيدي في موطنه الانساني وغرابته في موطنه الفني . فالعراق الذي شهد خلال السبعينات، وبالضبط بعد الطوفان النقدي بسبب ارتفاع أسعار النفط، نمواً عجيباً ومفاجئاً في اتجاه الأفكار العالمية. وكانت العمارة في مقدمة التفاصيل، لا لحاجة حياتية فحسب، بل لحاجة تزينية ماسة. وها هو اليوم، في نهايات القرن، يكتفي، مظهرياً، بالحلم بإزاحة التراب عن هذا السطح. لذلك فإن الحديث عن اسلوب عالمي في العمارة لم يعد ترفاً، بل قسوة مضافة، غير أنه في الوقت نفسه، ومن جهة مقابلة يمثل عودة إلى الحياة، حتى وإن جاءت من جهة خيال مؤهل بامكانية حياة غائبة، ففي كتاباتها، لا تدافع عن حقائق معمارية بعينها، بل تسعى إلى ترسيخ فكرة الحاجة الملحة إلى هذه الحقائق. وهنا تكمن غربتها كمعمارية وغرابة كتبها .
درست في بغداد واوربا فكان اساتذتها من رواد العمارة الحديثة في العراق..محمد مكية، هشام منير، رفعت الجادرجي، جعفر علاوي، والكثير من المعماريين واساتذة العمارة، الذين نقلوا فكر العمارة الحديثة، والباو هاوس وما بعد الحداثة ايضا، فأغتنت بقراءة فكر العمارة العالمية ومدارسها واساتذة مشاريعها المعروفين، من لوكوربوزيه، الى رايت وميس فان ديروه، وغيرها من التجارب العالمية والعراقية التي اغنت هذه المعمارية الباحثة عن الجديد والاصيل بنفس الوقت. وهكذا حين انتدبت لتدريس العمارة في عقد السبعينات، راحت تلعب دور عقدة الربط بين أجيال العمارة العراقية والعالمية المختلفة. كانت أستاذة متمدنة، تمنح طلابها من معماريي الغد رؤية الحداثة وهوية التفكير، وتطلق قدرة الخلق التي تحفظ الهوية لتمنح المكان انتمائه بكل مافية من كتل وأفضية. وكانت كتبها التي أصدرتها دليل بحث وتقص..وثروة تعين دارسي العمارة والنقاد والمقيّمين لحظة التأمل والمعرفة..
نشرت شيرزاد اربعة كتب معمارية استخدمت كمراجع ومواد تدريس في الجامعات العراقية وبعض الجامعات العربية، بالاضافة الى عدد من البحوث والمقالات المنشورة، هي :
* مبادئ في الفن والعمارة
* الاسلوب العالمي في العمارة ...
* الحركات المعمارية الحديثة
ان دراسة الفلسفات والاتجاهات التي شكلت الحركات المعمارية المختلفة عبر العصور وأسباب اختلافها من خلال تعريفها للعمارة من جهة وتأثرها بالفكر السائد من جهة أخرى، مع التركيز في هذا المقرر على دراسة عمارة الحداثة وتياراتها من خلال التعريف بروادها وتحليل نتاجاتها. ... اما الأهداف فكانت :
في مطبوعاتها اكدت على أهمية تعريف الطالب المستجد في الدراسات المعمارية على تأريخ العمارة ونشوء الحركات المعمارية وتطورها، ولهذا الغرض هيّأت موجزها المصور لتأريخ العمارة، حيث اشتمل في فصله الأول على نبذة مختصرة عن تاريخ العمارة منذ نشوئها إلى نهاية القرن التاسع عشر، وفي الفصل الثاني عن الحركات المعمارية الحديثة، أما الفصل الثالث فقد خصصته للتعريف برواد الحركات المعمارية الحديثة وعرض بعض أعمالهم، وفي الفصل الرابع والأخير كانت لها محاولة أولية لعرض العمارة العراقية الحديثة .
لقد توصلت المهندسة المعمارية في دراستها لتطوير قلعة اربيل، إلى مجموعة من البدائل والمقترحات في اختيارها الأفضل للقلعة لتكون مركزا تاريخيا وآهلة بالسكان، ولطريق الحفاظ على سماتها الفريدة .