عبر الفضاء التقني، انتشرت ظاهرة تصوير الراحلين وهم في لحظاتهم الاخيرة، على أسرة المرض، ثم تصويرهم في المغتسل وترافقهم الكاميرا في النواح والبكاء وصولا إلى انزاله في مثواه الأخير..!!
ولا أدري ماهو المبرر لإنتهاك هذه اللحظات الموجعة، وهل ما يجري من مكابدات بالنسبة للشخص وهو في لحظاته الاخيرة وما بعدها ... هل ما يجري.. في عوز لمثل هذا الإشهار ؟
كلما رأيت أو سمعتُ بذلك استعادت ذاكرتي شفاهيات أمي وهي تروي لنا عن جدتي حين مات زوجها : لم تبكي أمي جلست على ركبتيها وراحت تحكي معه وله، تستعيد أيام وأحوال وبصوت عال تعدد مناقبه معها ومع الأقارب والغرباء..
كأنها بهذه الكلمات تصنع له شموعا لوحشته وتشحنه وهو ذاهب إلى هناك.. تشحنه بشحنات موجبة تجعله مطمئناً : أن غيابه الجسدي غدى بتوقيت هذه اللحظة ملآنا بذكراه الطيبة وسمعته الناصعة..