موقف النجاشي من المسلمين الذين هاجروا إليه نعرفه جميعاً .
والرسول الأكرم صلّى الله عليه وسلم.. لم يصلِ صلاة الغائب على غائب سوى النجاشي .
ومن المسلمين الذين قصدوا الحبشة : المرأة المسلمة رملة بنت أبي سفيان : امرأة ٌ آمنت بمحمد بن عبدالله رسول الله ومعها آمن زوجها عبدالله بن جحش وكان ضمن المهاجرين .
لكن زوجها ما أن وصل الحبشة حتى أرتد عن الإسلام وتنصّر وصار يسخر من الإسلام والمسلمين، ثم عاقر الخمرة حتى أدمن وقد خيّر الزوج زوجته رملة بين التنصر أو الطلاق ؟ هو رأى خيارين وهي رأت ثلاث طرق :
*الارتداد عن الإسلام والتنصر
*العودة إلى أبيها ذليلة
*البقاء على دين محمد والعيش مع ابنتها حبيبة في الحبشة .
فكان البقاء عصمتها في الدين والدنيا .
الخمر أوصل زوجها إلى الموت .
ورسالة وصلت من محمد الرسول الأعظم إلى النجاشي..
في يوم هادىء : طرقٌ على باب بيت رملة.. فوجئت رملة بأبرهة وصيفة النجاشي .
الوصيفة تخاطب رملة
: الملك يهديك السلام، ويخبرك إن محمد رسول الله قد خطبك لنفسه ووكل النجاشي أن يعقد له عليك فوكلي عنك من تريدين
استطارت فرحا رملة بنت أبي سفيان وصار وكيلها خالد بن سعيد بن العاص..
في قصر النجاشي تجمع الصحابة المقيمون ليشهدوا عقد أم حبيبة على الرسول..
يا لها من حكاية ثرة المغزى، امرأة فضلت الدين الجديد على وجاهة الجاهلية، فتوجها تفضليها بتاج لا مثيل له بين التيجان.. مثل هذا الموقف المشرّف يشترط علينا التوقف عند الموقف المعنوي الكبير الذي أغدقه الرسول الأكرم، على امرأة مسلمة عربية في غربتها المكانية أثناء مرحلة (فجر الإسلام). امرأة أصرت أن تواصل البقاء في الدين الجديد، مهما كانت الأحوال والظروف .
لا أدري وأنا أكتب عن هذا الموقف المشرف كيف انفتحت شاشة عراقية أمامي تعرض مشاهد موجعة لنساء الشهداء العراقيين الذين تصدوا بكل بسالة دفاعاً عن العراق ضد كل الهجمات .أعني الشهداء الأبطال من الحشد الشعبي والقوات المسلحة العراقية .
نساء فقدن المعيل ولا يمتلكن أسباب الحياة اليومية ...