رسالةٌ إلى حسن الخياط

2008-01-14

قد //api.maakom.link/uploads/maakom/originals/58db4105-9306-4274-9808-c5696bcb2224.jpeg تبدو الأمور ، يسيرةً تماماً ، لدى حسَني النيّةِ ، أمثالكَ ، أيها الصديقُ الكريمُ ، الشاعرُ في الأيام الأولى ، أيامَ كان الوردُ على الجبين !

أنت تحاولُ ، في طيبةٍ لا حدَّ لها ، أن توفِّقَ بين المثقف والسياسيّ .

ليس من إشكالٍ هنا .

السياسيّ ( على انحطاطه ) ، هو مثقفٌ على طريقته .

من هنا ، كان سعيُكَ مشكوراً ، لكنه بلا جدوى .

إذ أن السياسيّ الفعليّ اليومَ ، أي هذا النمط من المثقف ، هو في خدمة الاستعمارِ ، يتولّى قتلَ أبناءِ الشعب بُغْيةَ إخضاعِ العراق للمحتلين الأميركيين .

السؤالُ : لِمَ كلّفتَ نفسَكَ كتابةَ الصفحاتِ كلِّها ؟

أنا أراهِنُ على طِيبتِكَ ، يا صديقي البعيد حسن الخياط .

*

هل تسمح لي بأن أضعَ الأمورَ كما أراها ؟

أنا متأكدٌ من ذلك ، اعتماداً على سماحةٍ أتذكّرُها .

*

يا عزيزي حسن

ليس من لقاءٍ بين السياسيّ المجرم ( من مِثل ساكني المنطقة الخضراء ) ، وبين المبدع .

لقاؤهم مع المثقف التابع .

أمّا المبدعُ ، فإن سبيله آخرُ .

المبدع لا يساوِمُ ، لأن الفنّ ، بطبيعته ، لا يساوِم .

الفنُّ حلمٌ بعالَمٍ نقيّ ، جميلٍ ، مساواتيّ ...

عالَمٍ من نساءٍ ورجالٍ أحرارٍ .

عالَمٍ ليس فيه مكانٌ للاستغلال .

عالَمٍ بلا رأسماليين .

ولا أسلحة .

*

يا عزيزي حسن

العراقُ مستعمَرةٌ . والعلاقةُ الممكنةُ الوحيدةُ هي بين المبدعِ ، والسياسيّ الرافض ، لا السياسيّ الراكع !
لندن 18.05 .2008

سعدي يوسف

 شاعر عراقي وكاتب ومُترجم، وُلد في ابي الخصيب، بالبصرة عام 1934. اكمل دراسته الثانوية في البصرة. ليسانس شرف في آداب العربية. عمل في التدريس والصحافة الثقافية . غادر العراق في السبعينيات وحاليا يقيم في لندن ونال جوائز في الشعر: جائزة سلطان بن علي العويس، والتي سحبت منه لاحقا، والجائزة الإيطالية العالمية، وجائزة كافافي من الجمعية الهلّينية. في العام 2005 نال جائزة فيرونيا الإيطالية لأفضل مؤلفٍ أجنبيّ. في العام 2008 حصل على جائزة المتروبولس في مونتريال في كندا . وعلى جائزة الأركانة المغربية لاحقاً

عمل كعضو هيئة تحرير "الثقافة الجديدة".

عضو الهيئة الاستشارية لمجلة نادي القلم الدولي PEN International Magazine

عضو هيئة تحرير مساهم في مجلة بانيبال للأدب العربي الحديث .

مقيم في المملكة المتحدة منذ 1999.

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved