أرتكاتا

2008-07-05

يذكر أن//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/49183c72-30d9-44e0-9f9d-e8c30f0ccf5e.jpeg رواية "أرتكاتا" هي إحدى الروايات الثلاث التي رشحتها مؤسسة شمس للنشر والإعلام؛ لجائزة البوكر العربية.
الرواية تتناول حياة كاتب إسباني شاب من خلال تكنيك الاسترجاع. وهي ذات بُعد زمني واحد، هو الماضي، وبوتيرة سرد ذاتي واحدة ثابتة ومستقرة، امتدت في خمسة فصول، وتقع في نحو 134 صفحة من القطع المتوسط.

كلمة الغلاف الخلفي للناقد والأديب المصري سمير الفيل، أما تصدير الرواية للناقدة رانيا مأمون، فجاء فيه:
( أدهشتني فكرة هذه الرواية القصيرة، فهي فكرة جميلة وجريئة، جميلة لأن الروائي تقمّص هوية كاتب إسباني متناولاً تفاصيل المجتمع الإسباني، وجريئة لذات السبب. أُعجبتُ بجُرأة وقدرة "هشام آدم" على الخوض في الكتابة عن مجتمع ليس مجتمعه، ودين غير دينه، وبيئة غير بيئته، وحتى أسماء غير ما يسميها قومه.....

........ من العنوان (أرتكاتا) نستقرئ تسجيل الراوي "كاسبر" لذكرياته ومحطات حياته الأكثر تأثيرًا: كذبته الأولى، علاقته بالزنجي "اكسمن دو ريجيلو" الذي أثار موهبته الأدبية، حبه الأول "أماتا" الأنثى المُلهِمة، جهاد عوالمة العربي الذي استفزه فقرر أن يقرأ عن الدين الإسلامي، ثم حبه لـ "كارسيس" امرأة حياته وخطبته الفاشلة لـ "ساريسيا". من خلال هذه المحطات وما يتخللها من أحداث، تتمظهر نزعة إنسانية شفيفة، تستتر أحيانًا وتبين ساطعة أحيانًا أُُخر.

لغة الرواية لغة متماسكة جيِّدة، تبرق من خلالها بعض الجُمل الشعرية التي ينثرها "هشام" من حينٍ إلى آخر في المتن. فضاء المكان في الرواية جاء متّسعًا، شمل العديد من المدن والأماكن خاصة في الرحلة السياحية، والأحياء، ولكني طمعتُ لو لم يكتفِ الكاتب بملامح فقط عن هذه الأماكن، وإنما يتعداها إلى التفاصيل بحيث تُحقق للقارئ رؤية مكتملة مجسّدة أمام ناظريه.

تطرَّق الكاتب إلى العديد من القضايا المهمة التي جاءت مكثفة، وكان يمكن تفكيكها وتفصيلها، مثل الحرب الأهلية الإسبانية التي ورد ذكرها أكثر من مرة، والأساطير التي ذكرت منها أسطورة "بوسويل كاستيلو" الذي سيصبح بطلاً ويحرر إسبانيا من المسلمين. وأيضًا علاقة الإسباني بالعربي، والإحساس بأن هذا العربي البدوي استطاع أن يستعمره في زمنٍ من الأزمان، وهذه رؤية من الجانب الآخر يُلفت "هشام" النظر إليها، فنحنُ دومًا ننظر إلى الأشياء من خلال ذواتنا وما يتفق معها، وإغفال ما دون ذلك، ولكنه هنا يُشير إلى غير العربي الذي ما زال يتغنى ويتحسَّر على ضياع الأندلس، كأنه ـ الكاتب ـ يريد أن يقول بأن هناك أشيًا أسبانيًا ما زال يشعر بالمرار من استعمار البدوي له في يومٍ من الأيام.

أرتكاتا فكرة برَّاقة أخذت المعالجة جزءًا من هذا البريق، أظهر فيها الكاتب قدرة على التقمُّص في هوية أخرى، هوية إسبانية ربما حاول من خلالها التماس مع إرثٍ ضائعٍ، وربما هو حنينٌ إلى أرضٍ ضائعة، أو محاولة لرؤية الفردوس المفقود بعينٍ من الداخل، ليس فقط؛ إنما بعينٍ أصيلة استعادت ما فقدته ذات غزو.).


• • • • •

هشام آدم

hisham.adam@gmail.com


- روائي وناقد سوداني من مواليد القاهرة، في عام 1974م
- بكالوريوس لغة عربية، جامعة الخرطوم، 1998م
- ماجستير لغة عربية، جامعة الخرطوم 2007م

- البريد الإلكتروني: hisham.adam@gmail.com

- الموقع الإلكتروني: http://hishamadam.maktoobblog.com

 

 

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved