ريام ناجي عالمة عراقية رفعت علم بلادها في محفل دولي\ راء

2011-08-27

لا بد لها ان تشعر بالفخر لاختيار اللجنة لها كواحدة من الفائزات بالمنح، رغم التنافس الشديد، خصوصا لأن الاختيار تم بالاستناد إلى الكفاءة و«دون محسوبية أو منسوبية». كما تباهت العالمة العراقية الشابة حين صعدت إلى المنصة لتسلم شهادتها،لافتة الأنظار بارتدائها «الهاشمي»، الزي الوطني لنساء بلدها وهي ترفع علم بلادها، كفائزة في محفل دولي، بعد أن كانت ترفعه في ساحة مدرسة «المكارم» الابتدائية للبنات، وهي طفلة.

ريام ناجي عجمي شابة عراقية مثابرة لم تتجاوز الثلاثين استاذة في كلية العلوم في الجامعة المستنصرية
ومجال تخصصها بايلوجي وتلوث بيئي حصلت على الماجستير عام 2004 ونالت درجة الدكتوراه في 2010.
فازت بجائزة اليونسكو للباحثات الشابات لعام 2011 في عموم العالم ،عن بحثها المعنون :
"التقويم البايولوجي الكيميائي للعناصر الثقيلة في اهوار العراق بأستخدام نظم المعلومات الجغرافية"
وهي دراسة فريدة من نوعها وتقدم علاجات كبيرة لمنطقة الاهوار، كما انه انجاز علمي مهم للعراق في المحافل الدولية

 

//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/00b40cc7-4722-4429-a55f-d08a9ca10eea.jpeg

                             صورة تذكارية مع آثار الرافدين في متحف «اللوفر»

بعد حفل التكريم في اليونسكو، انتهزت الفائزة فرصة وجودها في باريس لزيارة متحف «اللوفر» ومشاهدة آثار حضارات وادي الرافدين القديمة الموجودة في صالاته. ولا تخفي أنها لم تستطع حبس دمعوعها وهي تقارن بين ما أبدعه أسلافها وأجدادها وما تراه في وطنها من دمار لا يناسب ذلك التاريخ العظيم.

ولدت د. ريام  في محافظة ذي قار عام 1980، وهي البنت الصغرى لأُسرة تضم خمس شقيقات وشقيقا. عمل والدها في مشاريع الإعمار منذ أن كان مسؤولا عن إعمار البصرة والفاو. وتقول: «هو من شجعني على إكمال دراستي، ومعه والدتي التي كانت تربوية ناجحة، لذلك لا أعتبر نفسي أفضل من غيري وقد يكون هناك من هو أفضل مني بكثير، في مجالي نفسه، لكني الأكثر حظا لوجودي في عائلة ساندتني كثيرا وتدعو لي دائما».

تخرجت ريام من إعدادية الشطرة ودرست في جامعة البصرة وحصلت على «البكالوريوس» في علوم الحياة و«الماجستير» من الجامعة المستنصرية، وأخيرا «الدكتوراه» في التخصص نفسه، من كلية علوم البنات في جامعة بغداد. وبفضل تفوقها لفتت الأنظار في مؤتمرات محلية ودولية ونالت شهادات تقدير. وهي تعرف أن ما تلقته من تعليم في بلدها يحتاج إلى تعزيزه بما وصلت إليه الأبحاث في العالم. وفي الوقت نفسه تدرك أنها تعيش في مجتمع يميل إلى وضع المرأة جانبا، وأن الاجتهاد في البحث العلمي هو سبيلها لإثبات وجودها. وكانت تتساءل، باستمرار، عما سيكون عليه مستقبلها، وهو مرتبط بمستقبل بلدها. ولأنها تشتغل بالعلوم وتمتلك نظرة واقعية، فإن الدكتورة ريام لا تخفي قلقها، أحيانا، على ما تحمله الأيام لوطنها وتقول بصراحة مؤثرة: «العراق بلد غير مستقر أمنيا، ونحن نعاني من تلوث فكري قبل التلوث البيئي. ونظرة مجتمعنا للمرأة محدودة جدا ولا تراهن على إعطائها فرصة، خصوصا في مجال البيئة الذي يتطلب العمل الحقلي والمتابعة والعمل المستمر».

ولا تنسى العالمة الشابة فضل أساتذتها عليها، أمثال الدكاترة علي دعيبل، حسين أحمد الاعظمي، عدنان حسن عفج، عبد الرحمن الكبيسي، هيفاء جوير، الأستاذة العالمة في مجال البيئة، مهند المفتي وآخرون. ويشعر من يستمع إليها وهي تصر على أن تسميهم بالاسم، واحدا واحدا، أن هؤلاء يقومون بدور بطولي حين يضعون علوم الحياة ونظافة البيئة في مواجهة رياح السموم.

وعن البحث الذي نالت عنه الجائزة تقول "

كانت مشاريعي وبحوثي خاصة بالبيئة ،حيث ركزت على المنطقة الغربية وبغداد والاهوار، اما البحث الذي نال اعجاب اليونسكو هوالاهوار، لانها محمية طبيعية، ومنطقة قليلة الحظ في الدراسة كما انني استخدمت نظاما جديدا هو GIS المعلومات الجغرافية والتحسس عن بعد.
بعد الاهمال الذي عانته الاهوار والتنوع الاحيائي، درست دورة العناصر الثقيلة في الاهوار لمعرفة مقدار التلوث البيئي في المنطقة، وذلك عن طريق المراقبة والتنبوء بما يمكن ان يحدث لهذه المنطقة التي عانت من اهمال كبير جدا لكن لوتم الاهتمام بها من قبل الجهات المختصة، فأنها ستكون بلاشك من المحميات الطبيعية المهمة في العالم فهناك مشاكل متعددة تعاني منها الاهوار ومنها السدود العشوائية والسيطرة الخطأ.
اما من اوحى الي بهذا الموضوع الحيوي، فهو الدكتور عدنان عفج في وزارة العلوم والتكنولوجيا، وهكذا استخدمت الموضوع في دراستي وحصلت على الدكتوراه، لكني عملت على هور الحمّار فقط .
بعد ان استكملت جميع الاجراءات المطلوبة، وصلني اشعار بالقبول فشعرت بسعادة غامرة وفخر كبير لاختياري سفيرة العلم في بلادي خصوصا وانني من بلد غير مستقر ويعاني الكثير من المشاكل، بعد النجاح الذي حققته حصلت على منح دراسية من مختلف الجامعات العالمية منها كوينز وسانت ماري الكندية، وادنبره البريطانية تم قبولي في جامعة كوينز الكندية حيث انني على تواصل مستمر معهم ، كما انني بدأت منذ الان باعداد الدراسات المطلوبة



 

عالية كريم

رئيسة تحرير "معكم"

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved