على قاعة ثانوية سانت ميشيل، عصر يوم الأحد المصادف 15 نوفمبر كان للجالية العراقية في تونتو الكندية، موعداً مع فعاليات مهرجان التراث العراقي الذي تقيمه الجمعية العراقية الكندية بالتعاون مع إتحاد الطلبة العراقيين في كندا .
.
كان برنامج المهرجان، الذي استمر لمدة يومين متتاليين، حافلاً بعروض تراثية ورقصات شعبية وأناشيد، وعروض فنية متنوعة, مسرحية وسينمائية وموسيقية، والكثير من الحرف اليدوية، والملابس التراثية. وتشمل هذه العروض:
مسرحية، ( العروض الحية ) وهي مسرحيتان، مسرحية افتتاح المهرجان، من اعداد وتمثيل شباب اتحاد الطلبة العراقيين في كندا، ومسرحية الحائط من اعداد وتمثيل فرقة المسرحة العربي الكندي في كيتشنر – واترلو.
• سينمائية، عرضت في المهرجان سبع افلام وثائقية وروائية قصيرة من العراق. كما شاركت مجموعة من الاعمال السينمائية المتميزة من انتاج فنانين عراقيين شباب حاولوا عكس صور مختلفة للواقع العراقي, من الأفلام التي عرضت فلم الحالمون:
مدة الفلم ست دقائق, من انتاج فرقة مسرح قره قوش ( بغديدا ) للتمثيل تاليف جوزيف حنا يشوع اخراج رغيد ننوايا وتمثيل نخبة من شباب قره قوش وبطولة الفنان وسام نوح.
يتحدث الفلم عن شريحة اجتماعية زجتها انظمة امن النظام السابق في مستشفيات الامراض العقلية، بعد تعذيبهم بوسائل اوصلتهم الى حالات من الامراض النفسية، كانفصام الشخصية وغيرها. ويضع الفيلم تحت دائرة الضوء ما آل اليه حال البلد بعد دخول القوات الامريكية وحتى اللحظة من خلال احد هؤلا الحالمين…اذ بعد دخول القوات الامريكية في العام 2003 تمزق النسيج الوظيفي لدوائر الدولة وفرّ كل العاملين من اماكن عملهم ومن هذه الدوائر( مستشفى الامراض العقلية الشهير في منطقة الشماعية على اطراف بغداد )..ثم تبعهم المرضى الحقيقيون و( الحالمون ) . ومن خلال تتبع مسيرة نهار كامل لحياة احد هؤلاء الحالمين المشردين خارج المشفى، يعرض الفيلم ما دار وما صار وما حصل للعراق من ذلك اليوم في العام 2003 وحتى وقت انجاز الفلم عام 2013.
وللشعر مكان مميز ضمن فقرات المهرجان ايضا،.فألقت الشاعرة والكاتبة العراقية سوزان جميل المقيمة في مدينة هاملتون مختارات من قصائدها وصفت فيها معاناة اطفال العراق، اما الشاعر العراقي كريم شعلان فانه رحل بالحضور الى عالم الغزل ليرسوا بهم في بغداد، بقصيدته الرائعة التي تحمل اسم بغداد، بعدها حلت ضيفة المهرجان القادمة من مدينة مونتريال الشاعرة الشابة أروى السامرائي التي امتعت الجمهور ببعض من قصائدها .
شاركت فرقة YMCA بعروض تراثية راقصة . مع فقرات موسيفية وغنائية اخرى يوازي ذلك، قسم المعرض ( المعرض التراثي ) ويشمل خيم متعددة تمثل حضارات بلاد الرافدين اجمع وعلى مختلف العصور، مع معرض تراثي لحاجيات، وقطع تراثية، وعرض ازياء تراثية عراقية صاحبه معرض بانوراما لصور من العراق, وهو مسابقة اطلقها المهرجان شارك فيها عدد من المصورين من داخل العراق بصور لمعالم بلاد الرافدين
ومن الفقرات المهمة في المهرجان هي سوق خيري، تم فيه بيع وعرض بعض اللوحات الفنية والمصنوعات اليدوية، وحضر عدد من رجال وسيدات الاعمال العراقيين للعرض والتمويل ولتقديم الاستشارات المجانية لأبناء الجالية ...
تميز اليوم الأخير بحضور عدد كبير من ابناء الجالية العراقية حيث حضر وفود من الجمعيات العراقية من مدن هاملتون ولندن أونتاريو ووندزور، بدأت فعاليات المهرجان بعرض للدبكة العراقية، دعي الجميع بعدها الى قاعة المسرح المخصصة لعروض المهرجان حيث القيت كلمة الجمعية العراقية في أونتاريو التي القتها رئيسة الهيئة الادارية للجمعية السيدة إيمان بكتاش ثم كلمة إتحاد الطلاب العراقيين في كندا، توالت بعدها فقرات المهرجان، فشاهد الجمهور عرض فني رائع بعنوان شهرزاد تم فيه أستعراض لبعضا من أهم الشخصيات العراقية الادبية التي ساهمت في إئراء الحركة الادبية في العراق.
وقد اشاد جميع من حضر المهرجان بحسن التنظيم، وتنوع الفقرات الفنية والثقافية، ولم تخلو فقرات الحفل من مائدة عامرة بالمأكولات العراقية المتميزة .
بالاضافة لفقرات المهرجان الممتعة على مدى يومين، فإن المهرجان وفرَ فرصة ممتعة للتلاقي، فالتقى خلاله افراد الجالية عوائل واصدقاء فكانت مناسبة رائعة للجميع ليعيشوا كعائلة واحدة تجتمع على مناسبة مفرحة تنسيهم، ولو مؤقتاً احزان المرحلة التي يمر بها الشعب العراقي، وليثبتوا بتجمعهم انهم شعب حضاري يستطيع ان يقف بوجه الهجمة الشرسة التي تهدف الى تفريقه وتفتيته الى شُعَبٍ وطوائف ...وكذلك فان المهرجان فرصة لابناء الجالية العراقية للحديث عن جذورهم الثقافية والحضارية، لان الهدف الرئيسي والمهم للمهرجان هو التعريف بالوجه الاخر لبلاد الرافدين لما يحمله من موروث حضاري يستحق التقدير ...
العلامة المضيئة في هذا المهرجان، هي دور الشباب الفاعل في انجاحه، واضفاء البهجة والحيوية على اجوائه، وبالتالي اعادة الثقة للنفوس بالجيل الذي لا بد انه قادر على ان يحمل على اكتافه قضية بلده، وبقدراته على تحمل المسؤولية تجاه الوطن ..
انها مبادرة تستحق التحية والإسناد والتمني بالمزيد من التألق والنجاح ...
اضغط على الصورة للتكبير