شيرين عبادي صوت الإنسان المحترف\ شين

2009-04-30

كان خبر فوز شيرين عبادي بجائزة نوبل للسلام هو أول خبر سار في زمن صعب كما عبر عنه اتحاد الكتاب الايرانيين حيث قال في بيانه الذي اصدره عقب فوزها بالجائزة :

 (ب//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/b6640038-266e-4722-9125-b7969074a83e.jpeg عد اعوام من استماعنا للاخبار المتعلقة بقتل وحبس وتهجير زملائنا من الكتاب، سمعنا هذه المرة خبرا يبعث على السرور كثيرا؛ خبر طن في آذان العالم؛ خبر مشفوع بالشوق والحنان وهو ان السيدة شيرين عبادي، الكاتبة والمحامية الايرانية المناضلة والناشطة المثابرة من اجل حرية الراي والتعبير والعضو في اتحاد الكتاب الايرانيين، فازت بجائزة نوبل للسلام لعام 2003. ...

هذا خبر مفرح في خضم توتر مدمر يهز منطقة الشرق الاوسط ويضفي الغمامة والسواد على افق حياة شعوب هذه البقعة من العالم ومستقبلها؛ فهو خضم صراع بين جهتين: قوى عسكرية اجنبية غازية من جهة وقوة قمعية ضاغطة لدكتاتوريات محلية من جهة اخرى).


تعتبر الكاتبة والمحامية والمدافعة عن حقوق الانسان السيدة شيرين عبادي، اول شخص ايراني واول امرأة مسلمة تحصل على هذه الجائزة العالمية الهامة. وقد تصدرت اخبار هذا الفوز وسائل الاعلام العالمية والعربية والايرانية ... وقد اثارت الجائزة التي فازت بها عبادي جدلا واسع النطاق في إيران فنددت الصحف اليمينية بالجائزة ووصفتها بأنها جزء من مؤامرة أجنبية للضغط على إيران. ووصف الرئيس الاصلاحي محمد خاتمي الجائزة بأنها سياسية وغير مهمة. من جهة أخرى اعتبر اختيارها كنقد لسياسة جورج بوش الابن وحربه التي شنها على العراق وتصنيفه لإيران كأحد أعضاء محور الشر .

".

شيرين عبادي الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الطفل والمرأة، قامت بتأسيس جمعية للدفاع عن حقوق الاطفال منذ سنوات وترأس حاليا جمعية للدفاع عن حقوق الانسان اسستها مع بعض من زملائها القانونيين  وهي عضو مؤسس في اتحاد الكتاب الايرانيين.

ولدت شيرين عبادي في العام 1947 في مدينة همدان/غرب ايران/ غيرانها انتقلت الي العاصمة الايرانية عام 1951 ودرست الابتدائية والثانوية في احسن مدارسها ومن ثم درست القانون في جامعة طهران  وتخرّجت منها سنة 1969، حصلت لاحقاً على شهادة دكتوراه في القانون بينما كانت تشق طريقها قُدماً في وزارة العدل. وقد أصبحت أول قاضية في إيران ترأس محكمة مدينة طهران. لكنها أُجبرت على الاستقالة في أعقاب الثورة الإسلامية عام 1973 التي اعتبرت أن النساء غير مؤهلات لشغل مثل هذه المراكز الرئيسية. وقامت السلطات بتعيينها مجرد كاتبة في نفس المحكمة التي كانت ترأسها في السابق.

استقالت عبادي من وظيفتها لتأسيس مكتب محاماة خاص وللكتابة بإسهاب حول مجموعة واسعة من القضايا القانونية، وعلى وجه الخصوص تلك المتعلقة بالنساء، والأطفال، وقانون الأسرة. بدأت أيضاً تدافع أمام المحاكم عن قضايا قضائية صعبة كان من المحتمل أن تُشكِّل خطورة كونها تتعلق بقمع حرية الكلام، علاوة على احتمال المضايقة وحتى قتل الشخصيات الإصلاحية على يد العناصر المرتبطة بالدوائر الأمنية الحكومية.

دافعت شيرين عن عدة معارضين سياسيين كعائلة داريوش فروهر وزوجته اللذان تعرضا للضرب حتى الموت . وفي سنة 2000 اتهمت شيرين بتوزيع شرائط تظهر أحد المتطرفين الدينيين يفصح عن تورط المحافظين في قضايا تعذيب، في سنة 2002 قامت بكتابة مسودة قانون ضد الإعتداء الجسدي التي صوت لها البرلمان الإيراني .

لقد شاركت شيرين عبادي بصفتها محامية وقانونية في الجدل السياسي الدائر في ايران بين المتشددين من جهة والاصلاحيين والمعارضين من جهة اخرى، والى جانب الفئة الاخيرة، حيث قامت علاوة على الدفاع عن ضحايا الاغتيالات السياسية في المحاكم القضائية فقامت بالدفاع عن عائلة عزت ابراهيم نجاد الذي قتل في احداث الاضطرابات الطلابية عام 1999 في الحي الجامعي بطهران وكذلك تقبلت مؤخرا ان تكون محامية لاسطفان هاشمي نجل الصحافية الكندية ــ الايرانية الاصل زهراء كاظمي التي قتلت في سجن ايفين
وقد كافأها المحافظون المهيمنون علي الاجهزة القضائية عندما ساهمت ــ هي ورجل دين آخر باسم د. محسن رهامي ــ في الدفاع عن فرشاد امير ابراهيمي العنصر المنشق من الجماعات المتشددة حيث القي بها في السجن عام 2000 لمدة شهر تقريبا وتم الغاء رخصتها للمحاماة لمدة 5 سنوات. وقد كشف امير ابراهيمي انئذ عن دور لزعماء من التيار المحافظ في الاعتداءات علي الشخصيات الاصلاحية والإجتماعية.

فازت عبادي بجائزة نوبل للسلام سنة 2003 البالغ قيمتها 1,4 مليون دولار لنشاطها من أجل حقوق النساء والاطفال في إيران لتصبح بذلك أول إيرانية وأول امرأة مسلمة تفوز بجائزة نوبل .

اختارت لجنة نوبل النرويجية شيرين عبادي من بين 165 مرشحا، أبرزهم بابا الكنيسة الكاثوليكية "يوحنا بولص الثاني" ورئيس تشيكيا السابق "فاتسلاف هافل

قالت لجنة نوبل عن عبادي، خلال الإعلان عن منحها جائزة نوبل المرموقة للسلام، انها "كمحامية، وقاضية، ومحاضرة، وكاتبة، وناشطة تتكلم بوضوح وبقوة في بلدها إيران، وفي مناطق أبعد بكثير من حدود بلدها. وبصفتها صوت الإنسان المحترف والشجاع، فقد وقفت بجرأة ولم تأبه للتهديدات الموجهة إلى سلامتها الشخصية."

مواقفها وقناعاتها :

* دعوتها إلى إلغاء إقامة عقوبتي الرجم وقطع اليد في بلادها؛ ليكون ذلك أول مؤشر على إرساء الديموقراطية فيها، وتغيير سن الزواج للشباب المحدد  بسن الثالثة عشر للإناث والخامسة عشر للذكور. وترى شيرين عبادي أن قرارا من هذا القبيل أساسي؛ لأن ذلك يمس حرية وحياة الشعب وأمنه! ودعت إلى الاستعاضة عن هذه العقوبات بعقوبات عصرية على غرار كافة البلدان الديموقراطية!

* انها تؤمن بأن إيران إذا لم تتطور لن تتمكن من البقاء. ودعت بالتالي إلى إصلاح القانون الانتخابي. وقالت: الأهم هو أن تتم المصادقة على مشروع تعديل قانون الانتخابات الذي قدمته الحكومة؛ حتى يتمكن الناس من انتخاب ممثليهم في البرلمان بحرية.
* كررت دعوتها إلى فصل الدين عن الدولة.لكنها تؤكد أن موقفها ليس مناهضا للإسلام، حبث أن هناك عددا من "آيات الله" توافق على فصل الدولة عن الدين.


 *رغم التهديدات والمضايقات من جانب الحكومة، فإن حملة عبادي المتعددة الأوجه للدفاع عن حقوق الإنسان، وعلى وجه الخصوص تلك المتعلقة بالنساء والأطفال، لا زال يتردد صداها عبر إيران والعالم. فقد ساعدت في وطنها على تأسيس جمعية دعم حقوق الأطفال عام 1995 ومركز الدفاع عن حقوق الإنسان عام 2001. وهي تواصل الكتابة وتسافر كثيراً وتُلقي المحاضرات حول العدل الاجتماعي ودور المرأة في الإسلام في دول أوروبا، وفي الولايات المتحدة ودول عديدة أخرى.

*  نددت عبادي بالتدخل الأجنبي في شؤون إيران ودول أخرى، فتقول: "أؤكد بإصرار ان لا شيء مفيدا ودائما يمكن ان ينشأ من العنف"، وفي نفس الوقت تصر على شمولية المثل العليا للحرية والديمقراطية وبوجه خاص بالنسبة للنساء. وفي مذكراتها، التي تحمل عنوان "يقظة إيران"،تبين  كيف ان النظام القديم أمر بأن تنزع النساء  الحجاب عن وجوههن بالقوة، وكيف ان الحكومة الثورية الجديدة أمرت بأن ترتدي النساء الحجاب من جديد. قالت: "كان رضا شاه أول وليس آخر حاكم إيراني يلتزم ببرنامج عمل سياسي على جبهة أجساد النساء."

* طالبت شيرين عبادي بالغاء احكام الرجم للمرأة والافراج عن جميع المعتقلين السياسيين في ايران. كما نددت بالعنف الاسرائيلي المستخدم ضد الفلسطينيين واصفة الصراع الفلسطيني ــ الاسرائيلي باالحرب غير المتكافئة اي (حرب السلاح ضد الحجارة).
* كما شجبت اي تدخل اجنبي في شؤون ايران الداخلية مؤكدة ان قضية تحسين حقوق الانسان في ايران قضية داخلية يقوم بها الايرانيون انفسهم.

* انضمت عبادي في عام 2006 إلى فائزين آخرين بجوائز نوبل للسلام لإنشاء مبادرة نوبل للنساء "من أجل حشد تجاربنا الاستثنائية في جهد موحد لتحقيق السلام مع العدل والمساواة." نددت هذه المنظمة بعد سنتين بحملة الحكومة الإيرانية المتجددة من المضايقات والتهديدات ضد عبادي ومنظمتها لحقوق الإنسان.

*في كانون الثاني/يناير 2009، قالت عبادي للحملة الدولية لحقوق الإنسان في إيران، "بالرغم من كل الضغوطات، لن أغادر إيران ولن أتوقف عن نشاطي في الدفاع عن حقوق الإنسان. بل سوف أواصل السير في نفس المسار."

* في كتابها "يقظة إيران"، كتبت عبادي تقول، "طوال السنوات الماضية، أي منذ اليوم الذي عزلت فيه من منصب القاضي ... بقيت أردد نفس المعزوفة: إن تفسير الإسلام بطريقة تنسجم مع المساواة والديمقراطية يُشكِّل التعبير الحقيقي عن الإيمان. فليس الدين هو الذي يكبل النساء، بل الأوامر الانتقائية لأولئك الذين يريدون إبقائهن معزولات عن العالم. هذا الاعتقاد .

* في تركيزها على العنف المتصل بقضايا الشرق الأوسط، قالت عبادي: " دعونا نميّز أخطاء الأفراد عن الحضارات الدينية التي ينتمون إليها. فإذا ما قام فرد أو جماعة بارتكاب أعمال إرهابية، فلا يجب أن نعتبر ذلك من الإسلام في شيء. دعونا نتذكر أن الأديان والحضارات لا تتصادم، فهناك في الواقع الكثير من الخصائص المشتركة بينها. ولنمتنع عن الترويج للعنف والحرب."

* "إن الممارسات التي يُفترض أنها ممارسات دينية، والتي تضطهد النساء، هي في الواقع جزء من تقاليد قبلية أبوية لابد من القضاء عليها عبر التعليم. وعلى برامج محو الأمية أن تركّز جهودها على النساء."


* "إن الثقافة الأبوية لا تقمع النساء وتعتبرهن مواطنات من الدرجة الثانية فحسب، بل إنها ضد الرجال أيضا لأنها لا تضمن وجود ديمقراطية."

* أن المحاكم الدينية في بلادي تعتبر حياة المرأة مساوية لنصف حياة الرجل، وأن قتل امرأة يعد نصف جريمة قياسا بقتل رجل. أن" الديمقراطية تتعثر وتتراجع حينما تُحجب الحقوق القانونية عن المرأة. إن الديمقراطية تساوي تحسين مكانة المرأة."


* "في الولايات المتحدة وفي كل أوروبا تقريبا، هناك رجال مشرعون في السلطة أكثر من النساء. إن البرلمانات الأوروبية، وهي في مقدمة الحضارة الغربية، تكشف لنا حقا ما هي مكانة المرأة في كافة أرجاء العالم. فالمناصب الاقتصادية الرئيسية تكاد تكون محصورة كلية في أيدي الرجال حول العالم. وعلينا أن نغيّر ذلك."



 

.
 

عالية كريم

رئيسة تحرير "معكم"

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved