سلوى العمران النموذج الفريد للعمل التطوعي\ لا

2011-06-24

لم يتعود المجتمع البحريني في الأربعينيات على رؤية النساء المتعلمات السافرات ... فعندما جاءت السيدة سلوى العانوتي من لبنان لتعمل كمدرسة حساب ولغة عربية في مدرسة «خديجة بنت خويلد»... فرضت احترامها على المجتمع برزانة تصرفاتها وحازت على إعجاب من عرفها رغم سفورها...

  كانت اول من انشأ دار حضانة وكانت  هي  دار الحضانة الأولى  في البحرين... من خلال جمعية رعاية الطفل والأمومة العام ... إذ لم يكن في البحرين مفهوم دور الحضانة، وفي نفس العام قامت بافتتاح ثلاث حضانات  أخرى وحضانة لخدمة النساء العاملات لإيمانها بأهمية تعليم طفل ما قبل المدرسة بمساعدة بقية عضوات الجمعية... ولم تكتفِ بذلك وإنما وضعت خطة لتأهيل مربيات الرياض والحضانة داخل وخارج البحرين مستعينة بوزارة العمل واليونسكو واليونسيف والمجلس النسائي البريطاني.

//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/7db498ad-0d69-4ab2-b9ce-e47878edd88b.jpeg

لقد تربت السيدة سلوى العمران في بيت يحب الخير في بلادها لبنان، حيث كانت والدتها تعمل في جمعية خيرية... وكانت أم مثالية لأبنائها السبعة... لذلك تسلل إلى نفسها هذا الحب بطريقة عفوية وسلسة... فكانت تتصرف بخلق رفيع وتفعل الخير في حياتها اليومية بصمت رائع... وكانت سباقة للعمل التطوعي في مجال الطفل والأمومة... لذلك تحمست عندما علمت أن هناك عدداً من السيدات البحرينيات راغبات في تكوين جمعية... واشتركت وقامت معهن بإنشاء أول جمعية نسائية في البحرين، وعملت في الجمعية كأمينة سر  ثم أصبحت نائبة للرئيسة الشيخة لولوة بنت محمد الخليفة.

وسعت جاهدة إلى جمع التبرعات لتدريس الطلبة غير القادرين في الجامعة من خلال إنشاء صندوق الطالب الجامعي وعملت مع مجموعة من النساء في هذا المجال وتم تخريج العشرات من الشباب من خلال هذه التبرعات، إلى جانب تأسيسها من خلال جمعية رعاية الطفل والأمومة مدرسة بيت الأمل العام الذي أصبح الآن معهد الأمل للأطفال المعوقين والمتخلفين عقلياً، واهتمت بإعداد بعض الكتيبات عن هذا المشروع بهدف توصيل رسالة المعهد وأهدافه إلى المجتمع 

انهارائدة العمل الاجتماعي والخيري في البحرين وبصماتها واضحة في مشوار حياتها المليء بحب العمل التطوعي، هذا ما اجمعت عليه رائدات عاصرْنَ الفقيدة الراحلة المربية الفاضلة سلوى سعدالدين العانوتي العمران التي بدأت حياتها العامرة في البحرين عام 1942، حيث تخرجت من دار المعلمات في ذلك العام، وانتقلت إلى البحرين لتعيّن مدرسة حساب ولغة عربية في مدرسة خديجة الكبرى بالمحرق، وكانت جدتها "جلاديس" تدرس اللغة الانجليزية في نفس المدرسة.
العمران التي غيّبها الموت في 21 نوفمبرالجاري 2010 حرم وزير التربية والتعليم الأسبق المرحوم الأستاذ أحمد العمران، كانت من رواد التعليم منذ العام 1942، وكانت من أوائل النساء اللاتي قمْن بقيادة السيارة في البحرين.

وقد أبصرت العمران النور في عام 1924 لتكون فرداً من أسرة تتكون من سبعة أخوة، ومنذ سني طفولتها الأولى لمعت في الدراسة وتميزت في الخطابة، وجمعت الجوائز تلو الجوائز، استلهمت من والدتها وداد طبارة تاريخها القديم في التعليم بالبحرين.
وبحسب ما ذكرت مجلة البحرين الخيرية في نشرتها الشهرية العدد 65 الصادر بشهر أغسطس الجاري، فإن بداية الطريق إلى البحرين هو ان والدتها وداد هي من اسرة طبارة.. ولهذه العائلة تاريخ قديم في سلك التعليم في البحرين.

وتتذكر الراحلة العمران في حديث نشر لها بالمجلة أن تلهفها شديداً على التعليم وبالحديث عن الفترة ما بين 1942م إلى 1948. "ومن كثرة الإقبال وطلبات الالتحاق امتلأت المدرسة واضطررنا إلى بناء صف من "العريش" خلف المبنى ليضم الطالبات"، هكذا كانت تقول.
وأما بالنسبة لجانب العمل التطوعي، فقد نشأت العمران في بيروت في بيت يهتم بالعمل الخيري ويوليه عناية كبيرة، وكانت أمها تذهب وتعمل في جمعية خيرية، كانوا دائماً يقولون لها: أنت تتركين أولادك وتذهبين إلى الجمعية، ولكنها في الحقيقة كانت أماً مثالية لأربع بنات وثلاثة أولاد، وأخذت عنها سلوى رعاية الأبناء، وتحمل المسؤولية تجاههم، وحب العمل الخيري الاجتماعي، كما ورثت عنها الولاء للبيت وتربية الأولاد، وعمل الخير، وفي عام 1956م انتقلت إلى المنامة وسكنت في أحد المنازل بالعدلية، وكانت على معرفة بعدد غير قليل من سيدات المجتمع.. وكنّ يتحدثن عن طموحاتهن في تأسيس عمل تطوعي اجتماعي لمساعدة المحتاجين في المجتمع ...

وبالفعل طلبت المجموعة رخصة من الجهات المسؤولة بتأسيس جمعية رعاية الطفل والأمومة وتولت سلوى أمانة سر الجمعية منذ تأسيسها ومن ثم مهمة نائبة الرئيسة لمدة خمسة وعشرين عاماً.
كما أسهمت في افتتاح أول روضة أهلية في البحرين بمقر الجمعية، وهذه الروضة أخذت تنمو وتكبر حتى صارت تَسَعُ عدداً كبيراً من الأطفال، ثم قُمن بعد ذلك بفتح سَبْع رياضٍ أخرى في جهات مختلفة من البحرين.سلوى العمران في سطور

....................................................................
ولدت سلوى العمران في بيروت عام 1924 في أسرة عربية متدينة، وتخرجت من دار المعلمات عام 1942، وانتقلت للعمل في البحرين في سلك التعليم في نفس العام وعينت مدرسة للحساب واللغة العربية في مدرسة خديجة الكبرى الابتدائية للبنات بالمحرق.

في عام 1944 عُينت مديرة للمدرسة نفسها.
في عام 1948 تزوجت من المرحوم الاستاذ احمد العمران مدير المعارف آنذاك.
في عام 1950 تولت وظيفة المساعدة التنفيذية لمدير المعارف.
في عام 1956 بدأت مساراً آخراً في حياتها العملية وهو العمل الخيري التطوعي الذي ورثته عن والدتها، حيث ساهمت بجهدها وعطائها الإنساني في تأسيس جمعية رعاية الطفل والأمومة مع مجموعة من السيدات البحرينيات التي تم ترخيصها في عام 1960 حيث تولت سلوى العمران العديد من المناصب الإدارية فيها ابتداءً من أمانة السر ومن ثم نائبة الرئيس لمدة خمسة وعشرين عاماً.
أشرفت خلال عملها في جمعية رعاية الطفل والأمومة على دور الحضانة ورياض الأطفال التي تديرها الجمعية وإعداد الخطط اللازمة لتأهيل مربيات الأطفال في دور الحضانة بالتعاون مع وزارة العمل والشؤون الاجتماعية والمنظمات الدولية المتخصصة.
في عام 1977 أسهمت مع مجموعة من السيدات البحرينيات في تأسيس «بيت الأمل للأطفال المعوقين» والذي تحول في عام 1982 إلى «معهد الامل للاطفال المعوقين».
في عام 1975 اسهمت في إعداد وتنفيذ مشروع مشغل البديع للتدريب المهني الذي أصبح في عام 1981 مركزاً للتوعية الأسرية.
عينت في عام 1973 عضواً في اللجنة التأسيسة لإدارة المرور لنشر الوعي بقضايا الطفل وسلامته في الطريق.
في عام 1987 عينت عضواً في لجنة صندوق الطالب الجامعي ومن ثم نائباً لرئيس مجلس الإدارة.
في عام 1955 عينت عضواً شرفياً في دار يوكو لرعاية الوالدين وأسهمت في انشطة الدار ومعارضها الخيرية.
مثلت البحرين في العديد من المؤتمرات والندوات وورش العمل على المستوى المحلي والخليجي والعربي والدولي.
تم اختيارها في عام 1985 كرائدة من رائدات العمل الاجتماعي في الدول العربية الخليجية في احتفال أقيم تحت رعاية الشيخ حمدان بن محمد آل نهيان نائب رئيس الوزراء بدولة الإمارات العربية المتحدة.
نالت جائزة الدولة التشجيعية في عام 1988 من لدن صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر.
نالت شهادة تقدير وعرفان لجهودها التطوعية الاجتماعية وعطائها الإنساني في مهرجان تكريم الرواد الأوائل الذي نظمته دار الحكمة في عام 1997م تحت رعاية المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أمير البلاد الراحل.
قلدت وسام الكفاءة من الدرجة الأولى والتي انعم بها جلالة ملك البحرين المفدى تكريماً لتفانيها في خدمة وطنها ومجتمعها في 28 يناير 2007 تشرفت باستلامه من قبل صاحب السمو الشيخة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة ملك البلاد  ورئيسة المجلس الأعلى للمرأة.
حصلت على العديد من الدروع والميداليات من مؤسسات ومنظمات محلية وعربية ودولية.
لها من الأبناء ظافر العمران و د.هالة العمران والمهندس مازن العمران.

عالية كريم

رئيسة تحرير "معكم"

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved