دخـلتُ تَـسوقُـني العَـجـلاءُ رِجْـلِي
إلى الـسـوقِ الـتي لَـيستْ لأجْـلي
مِـن الـسـورِ الـذي لا شـقَّ فـيـهِ
سـوى اللِبْـلابِ مضـفـوراً كحَـبْـلِ
زواحِـفُ هـا هـنا شـتّى , الـتَحـايا
أفـانـيـنٌ : بِـبـوزٍ أو بِـذيْـلِ
صـيـارفـةٌ لِـتَـصـريـفِ الـنـوايـا
عـلـى ذِمـمٍ بـمـيـزانٍ ورَطْــلِ
عـلى (القَـمَـرِيِّ) عُـمْـلَـتِهِـمْ هـلالٌ
خَـفِـيٌّ , لا يُـرى إلاّ بِـلَـيْـلِ
أرى الفِـسْـقـيّـةَ اكـتَـظّـتْ وُضوءاً
ولـكـنْ لَـيـسَ مِـن أحَـدٍ يُـصلّي
ويَـلْـعــبُ زانـةً , أطـفـالُ جِـنٍّ
كـقَـفْـزٍ بالـعــصـا لِـعُـبـورِ تَـلِّ !
وللـعـنـقـاءِ مَـقـهـاهـا : تَـفَـضّـلْ
يُحَـيّـيـكَ الـسمـاورُ وهْـوَ يَـغْـلي
بَـضـائعُ هـا هـنـا مِـن كـلِّ نـوعٍ
زبـائـنُ هـا هـنـا مِـن كـلِّ شـكلِ
مـرايـا يَـشـبـعُ الـراني إلـيهـا
وتَعـرفُ ذوقَ جـوعـانٍ مُـطِـلِّ
مَـنيُّ الأولـيـاءِ يُـبـاعُ أيـضـاً
كَـقـرْصٍ غَـلّـفـوهُ بِـشمْـعِ نَحْـلِ
وأفـراسٌ بـلا لُـجُـمٍ وسَـرْجٍ
لِـتُهـدى لا تُـبـاعَ كُـكُـلِّ خَـيْـلِ
هـنا الصهـواتُ تَـعـلـوهـا إنـاثٌ
وحَـقُّ الـمَـشيِ محـفـوظٌ لِـفحْـلِ
هـنـا الأذنـابُ والأذيـالُ شَـتّى
بأطـوالٍ , وفَـرْواتٍ , وفَـتْـلِ
بِـحلاّقـيـنَ , وَشّـاميـنَ , زرْعٍ
بِـتَـمـسـيـدٍ وتَـطـعـيـمٍ ومَـصْـلِ
سلاحِـفُهمْ تَـبـيعُ البـيْـضَ عَـصْراً
يُـقَـوّي الـبـاهَ , يُـذْهِـبُ داءَ سُـلِّ
أردْنَ العـنـكـبـوتَ إذا نـسـاءٌ
ذكَـرْنَ الخـيـطَ مَـقـروناً بِـنَـول
ولـولا العـنْـكـبـوتُ إذنْ لَـبـارَتْ
تجـارةُ جُـمْـلـةٍ فـي سـوقِ غـزْلِ
وكـنّـاسـان يَـكـتَـنِـسـانَ درْبـاً
فـلا يَـبـقى ولـوْ حَـبّـاتُ رمْـلِ
لِـتَـعْـبَـرَ بالـزكـائـبِ مِـن زبـيـبٍ
بُـراقٌ لا تَـنـوءُ , كألْـفِ بَـغْـلِ
ويُـحْـكى أنَّ عـفـريـتـاً رَؤوفـاً
يَـنوبُ عـن الـدوابِ بِكُـلِّ حـمْـلِ
رأى دمْعَ الأتـانِ فـراحَ يَـبْكي
وواساهـا بِـبـرْسـيـمٍ وبَـقْــلِ
هـبـوطَ تَـبَـضُّعٍ نَـزلـوا خِـفـافـاً
كـمـا هَـبَـط الـملاكُ أو الـمِـظَـلّي
يُجـيـدونَ الـسبـاحَـةَ في هـواءٍ
وكُـلٌّ : بهْـلَـوانٌ في الـتَـدَلّي
يُـعَـلِّـقُـهُـمْ تَـعَـلُّـقُـهُـمْ ثِـيـابـاً
ويَخْـلـعُـهُـمْ عـن الـسوقِ الـتَخـلّي
ولَـبْـوتُهُـمْ مِـن الـبَـلّـورِ حُـبْـلى
تُـبـاعُ نَـفـيـسـةً : أُمَّـاً لِـشْـبْـلِ
يُهَـشِّـمُهـا العـقـيـمُ و يَـشْـتَـريـهِ
زبـونُ وجـاهـةٍ و دعيُّ نُـبْـلِ
وشَـحّـاذٌ مِـن الجـنِّ اصطـفـاني
وأفحـمـني بِـمُـمْـتَـنِـعٍ وسـهْـلِ :
أَيـا مُـستَـطْـرِقـاً أهـلاً وسهْـلاً
ويـا يا حَـبَّـذا ( قَـمَـرِيُّ ) بَـذْلِ
أَجِـنيٌّ فـقـيـرٌ !! هــاكَ خُـذْهُ
فـقـد أبْـقَـيْـتُـهُ لِـشراءِ نَـعْــلِ
هـنـا الـبـازارُ بـازارانِ : أعـلى
وآخـرُ طـاعـنٌ في الـبيعِ سُـفْـلي
ومـاذا عـن بـضائعـهِ فـقـالـوا :
بضائعُـهُ تُـوسـوسُ : قُـمْ بِـنَـشلْي
إذا نجحَ الـزبـونُ فـلا جُـنـاحٌ
مَـواهـبُ خِـفّـةٍ ومُكـوسُ دخْـلِ
وإنْ ضُبِـطَ الزبـونُ هـنا يُعَـرّى
ويُـرمى بَـعْـدَ ذلـك رَمْـيَ زِبْـلِ
وحـانٌ لا يُـبـاعُ الخـمـرُ فـيهـا
تُـسَـمّى عـنْـدَهُـمْ (تَـنْـفـيسُ غِـلِّ)
بتهـشيـم الكـؤوسِ وشَـتْـمِ ساقٍ
تُـنَـفِّـسُ , ثُـمَّ تَـدفَـعُ , ثُـمَّ وَلِّ
تُـبـاعُ هـنـا الـغـيـومُ مُـنَـزّلاتٍ
بأصنافِ الـطـعـومِ : فَـطَـعـمُ خَـلِّ
وأخـرى كالـنبـيـذِ , بـزَنْجَـبِـيـلٍ
وأخـرى يَـنهَـلـونَ وأيَّ نَـهْـلِ
وأخـرى مـاؤهـا ! أم مـاءُ نـارٍ
ومَـن يبتـاعُ مَـن مـاءً كَـمُهْـلِ ؟
تَـبَـسّـمَ عـابِـرٌ : جِـنّيُ سـوقٍ
وقـال بِـمائها عَـرَفـوا الـتَـجَـلّي
تَـعـالَ اشـربْ بحانِ الجـنِّ كاساً
وذُقْ خـمْـرَ الإلـهِ : (شرابُ بَعْـل)
لَعـلّـكَ ـ دعْ عـصاكَ ـ كـمـا لَـعـلّي
نَهِــشُّ عـلى الـمـرارةِ بالـتَحَـلّي
مُـقـايـضـةً يُـبـاعُ هـنـا قـليـلٌ
من الـسِـلَعِ الـتي حَـسُـنَـتْ كَـفـألِ
فَـمِـن كـتـُبٍ طـلاسـمَ جَـلّـدوهـا
تُـبـاعُ هـنـا كـمـنسـوخٍ وأصْـلِي
إلى حجَـرِ الـمحبّـةِ , ذي رواجٍ
فـمـصقـولاً يُـبـاعُ ودونَ صَـقْـلِ
وأنـيـابٍ لـمـامـوثٍ تُـسـاوي
مُـقـايَـضـةً مـرايـا حَـرْقِ دغْـلِ
وريشِ الرخِّ مَـنْ يَعـرضْ جَـناحاً
يَـجِـدْ مـتَـقـايِـضـاً مَعَـهُ بِـحَـقْـلِ
مـقـايـضـةً هـنـا كَـمْ مِـن بـلـيـغٍ
يُـقـايِـضُ عـارضاً قـولاً بـفـعـلِ
مَـضاربُـنـا هـنـاك ألَـمْ تَـزُرْهـا
وراءَ الـسـوقِ بالـسعـر الأقَـلِّ
ألَـمْ تَـسْـمَـعْ بِـحَيٍّ أرْيَـحِـيٍّ
وسـربُ بَـنـاتـهِ مِـن كـلِّ نَـسْـلِ؟
عـزيـزي أيهـا الـقَـوّادُ شـكْـراً
فَـلا قَـمَـرِيْ لَـديَّ ورغْـمَ مَـيْـلي
الى نـاريّـةٍ مِـن آلِ جِـنٍّ ـ ـ
فغـادرَ رافِـضاً عَـرْضـاً بِـقـولي :
مُـقـايـضةً : أغـازلُهـا بِـشعـري
وتَـأخُـذنـي بأحـضـانٍ كَخِـلِّ
كَـسادُ الـشائـعـاتِ يُـبـاعُ أيـضـاً
كـأوراقِ اإتِـمـانٍ كـلَّ فَـصْـلِ
وتـأجـيـلُ الـديونِ هـنـا يُـسـمّى
بِـقـامـوس الجيـوبِ سَـدادُ مَـطْـلِ
وشرقَ الـسوقِ بـازارٌ صـغـيـرٌ
يُـسَـمّى عـنْـدَهُـمْ ( بازارُ بُـخْـلِ):
مُـساومَـة ٌ عـلى الأسعـارِ ردْحـاً
مُـنـازعـةٌ الى مـا بَـعْــدَ كَـيْـلِ
وإنـسـيّـاً رأيـتُ يَـبـيـعُ تَـمْـراً :
تُـمـورُ الجِـنِّ صاحبُها ابـنُ نخْـلِ
وقـفـتُ مُسَـلّـمـاً كيفَ ابـنُ عَـمّي ؟
ومُـبْـتهِـجـاً أجـابَ : أنـا بِـجُـلّي
مِـن الجِـيلِ الـمُـهَـجَّـنِ , آدَمِـيٌّ
فَـتَعـشيـقُ الخلائِـق جَـمْـعُ شَـمْـلِ
يُـبـاعُ البَـبـَّـغــاءُ هـنـا كَـواشٍ
لِـيَـنْـقـلَ مـا يُـقـالُ أميـنَ نَـقْـلِ
يُـبـاعُ الـقـردُ طـفـلاً أو فَـتِـيّـاً
لِـيـسـرقَ أو يُـداعِـبَ أو يُـفَـلّي
وفي سـوقِ الـطـيـورِ , إذا مَـلاكٌ
يُـغَــرّدُ حـافـيـاً , ويـدورُ حَـوْلي
فـقـلتُ مَـن الغـلامُ ؟ أشاحَ عـني
فـقـالَ مُـذَيّـلٌ : ذا محْـضُ نَغْـلِ
مَـلاكٌ هـا هـنـا في سـوقِ جِـنٍّ !
ولولا سحْـنَتي لَـزَعَـمْـتُ : نَجْـلي
فَـطـيـمُ الجـانِ يَـرضعُـها وقـوفـاً
زرافـةَ أهـلـهِ مِـن بَـعْــدِ حَـوْل
سـتَـبْـقى تُـستَـدرُّ , لَـهـا حـلـيـبٌ
يُـبـاعُ وزبْـدةٌ تَـطْـفـو بِـسَـطْـلِ
بِـ ( أمِّ الجانِ ) كَـنّـاهـا حـكـيـمٌ
تَـعـالى جِـيـدُهـا عـن كُـلِّ نَـصْـل
وبهـلـولٌ يَـقـولُ : غَـداً كُـلُـوهُ
كخـازوقٍ ويَـرفـعُ رأسَ فِـجْـلِ
وعـطْـلَـتُـهُـمْ ثـلاثـــاءٌ ولـكـنْ
تَـظـلُّ الـسوقُ مَـيْـدانَ الـتَـسَـلّي
ثـلاثــاءٌ : لأنَّ الـربَّ فـيهـا
حَـباهُـم مِـن لَـدُنْـهُ بألْـفِ فـضْـلِ
بإخـدودٍ ومجـرى الـمـاءِ صافٍ
طَــفـا الـنارنجُ منْـدفـعـاً كَـرَتْـلِ
عـلى الفـيـل المُطَـهَّـمِ مَـرَّ خـانٌ
وحـيّـانـا بخـرطــومٍ وفُـلِّ
وكان الـطـيْـلسانُ عـلـيـه خَـزّاً
وراحـوا يكـتـبـون وراحَ يُـمْـلي
وقـد نُحِـرَتْ لِـمَـقـدَمِـهِ عـجـولٌ
وبالَغَـتْ الـدعـايةُ : الـفُ عِـجْـل
شَـربـنـا جـعّـةً , لَـمّـا سـكَـرْنـا
وقـفْـنا كالـكـلاب وأيّ بَـولِ
سـنـاجـبُ فـي مـباراةٍ وكـأسٌ
ولُـعْـبـةُ جـوزةٍ وسبـاقُ ركْـلِ
قـرونُ أيـائِـلٍ : تِـيـجـانُ فـوزٍ
لـنَـطّـاحـيـنَ , إنْ خـسروا لِـسَـحْـلِ
وصنـدوقٌ مِـن الأبَـنـوسِ ــ أفـعـى
تـنـامُ عـلى الـزمُـرّدِ ــ دونَ قـفْـلِ
مُـضـاربـةٌ عـلى اللاشيءِ حـتى
و(حـتّى ) هـذهِ : تَـقْـصـيعُ قَـمْـلِ
وشاعـرهُـم كـمـا كَـتَـبَ الـمَـعـرّي
فـصـيحٌ , شِـعـرُهُ مِـن كـلِّ جـزلِ
وأطـربُ ما يُغَـنّى في الـتَـكـايـا :
وصالٌ كـيْـفَ كَـيـفَ بغـيـرِ وصْـلِ
أَيُـنـبَـذُ مَـن دعـا للـحـبِّ ديـنـاً
ويُـرمى مِـثْـلَ ذي جَـرَبٍ بِـعْـزلِ ؟
أراذلُـهُـمْ إذا أكـلـوا ذبـيـحـاً
يُـفَـضَّـلُ أنْ يَـكـونَ عـشاءَ حَـفْـلِ
عـلى أنَّ الـذبـيـحَ يَـكـونُ كَـلْـبـاً
وإلاّ فـالـعـشاءُ بِـلَحْـمِ سَـخْـلِ
ولا يُـطْهـى , يُـفَـضّـلُ , أزغـبِـيّـاً
ويُـؤكَـلُ نـيّـئـاً مِـن غـيْـرِ غَـسْـلِ
تَـعـجُّ الـسـوقُ بالـغـرْبـان لَـيـلاً
وقـد شابَتْ كأنّ الـريشَ مَـطْـلِي
بـأقـمـارٍ تَـذوبُ عـلى الـتَـمَـنّـي
وتَـفعَـلُ ما يُـريـدُ خـيـالُ طَـفْـلِ
وتُـوصَـفُ للـذي أضنـاهُ وعْـيٌ
لَـدى عَـطّـارهِـمْ أعـشـابُ جَهْـلِ
وصادفَـني الـمُـذَيّـلُ مـِن جـديـدٍ !
فَـحـيّـاني وأخرجَ بَـعـضَ نُـقْـلِ
وقَـدَّمَ لِـي شـرابـاً خـنْـدريـسـاً
يُـقَــدَّمُ لِلـغــريـبِ بـقـرْنِ وعْــل
مُـحَـيّـاهُ الـذي افـتـرَّ احـتـيالاً
يَـشـي بِـطَــويّـةٍ لِـعــديــمِ أصْـلِ
ولـكـني شـربـتُ بِـلا احـتـراسٍ
فـليـس مِـن الكـبـائـرِ سكْـرُ كَـهْـلِ
وصلْـتَ الى هـنـا مِـن أيِّ بُـعْــدٍ
يُـمازحـني المُـذَيَّـلُ : كـيف قـلْ لي؟
ــ مِن الـسور الـذي مِـن غـير بابٍ
سـوى اللـبـلاب مضـفـوراً كحَـبْـل
وخُـصَّ بـخـامِـسِ الأبعـادِ جِـنٌّ
أضـيـزى هـذه أَمْ فـرْطُ عـدْلِ ؟
تَـأمّـلَـني الـمُـذيّـلُ ثُـم أغـضى
ومـازجَ قـولَـهُ جِـدّاً بهَـزْلِ
مَـرَرْتُ بِـثُـلّـةٍ فـسألـتُ : هَـلاّ
تَـدلّـوني عـلى خـانٍ كَـنُـزْلِ ؟
ولَـمّـا وسْـوَسوا بعْـضاً لِـبعـضٍ
ظَـنَـنْـتُ بأنهُـمْ يَـنْـوونَ قـتْـلي
مَعـارضُ لا سلاحَ يُـبـاعُ فـيهـا
ولـكـنْ قُــوّةٌ وعـقـودُ هَــوْلِ
فـهـذا يَـشتـري صوتـاً زئـيـراً
وذلكَ يَـشـتـري قُـدُراتِ شَـلِّ
وتِـنّـيـنـاً تَـصـيـرُ يَـفُـحُّ نـاراً
بـشـرطِ تَـعَـهّـدٍ قـاسٍ مُـذِلِّ
إذ الإمـضـاءُ يـعـني إنّ (بَـعْـداً)
تَـجُـبُّ فـلا صـدىً يَـبْـقـى لِـقَـبْـلِ
ومِـن خَـلْـفِ الـزجـاجِ بَـدا أُناسٌ
سُـرِرْتُ : إذنْ هـنا بَـشـرٌ كَـمِـثْـلِي
دلَـفْــتُ فَـلَـمْ أجِــدْ إلاّ مَـرايـا
وقَـهْـقَـهَـةً تُـجَـلْجِـلُ في الـمَـحَـلِّ
بِـخـورَ مَـجامِـرٍ وعـزيـفَ جِـنٍّ
وأسـمـاءً تَـفـرُّ مِـن الـسِـجِـلِّ
وأرقـامـاً تَـمــوعُ دمـوعَ شَـمْـعٍ
عـلى الـشُـبّـاكِ تَـقْـطـرُ مثْـلَ طَـلِّ
وحَـبَّ الـهـالِ مُـنْـفَـجِـراً بُـذوراً
عـلى الـجـدران زاحِـفـة ً كَـنَـمْـلِ
عـيـونـاً في شِـبـاكِ الـصـيْـد بِـيـضـاً
ولـكـنَّ الخـيـوطَ خـيـوطُ كُـحْـلِ
هـرعْـتُ مُـغـادِراً فَـأزَحْـتُ غـيـري
وكـان مُـغـادراً , لا ذاكَ ظِـلّي
غـبـارُ الـسوقِ مِـن ذهَـبٍ , أغـابـوا
كَـكَـنّـاسيـنَ فـي هـوَسٍ وشـغْــلِ ؟!
عـلى صُـوَرٍ وأصواتٍ تَـتَـالَـتْ
صـداعٌ ذاك أمْ قَـرعٌ بِـطَـبْـلِ
شمـوعُ الـمَعـبـدِ انـتَـظـمَـتْ هـدايا
مِـن الـتُجّـار كُـرْمى وجْـهِ (بَـعْـلِ)
وجَـزّارونَ أيّـامَ الأضـاحـي
أتى كـلٌّ بِـسـاطـورٍ و حَـمْـلِ
فـرتّـلَ كـاهِـنُ الـكهّـان عـهْـداً :
بـمـنـجـاةٍ إذاً مِـن كـلِّ ويـل
كـأنَّ الـسـوقَ عُــمْـقٌ خُـلّـبِـيٌّ
لِـيَهْـنـأَ مُـغْـرَقٌ فـي كُـلِّ ضَـحْـل
كـأنَّ الـسـوقَ حـاضِـرةٌ وغـابٌ
وضـربٌ مِـن مُـساورةٍ وخَـتْـلِ
لَـهُـمْ مِـن (كُـلِّـ)ـنا جُـلٌّ فُـرادى
وجُـلٌّ آخـرٌ مِـن بـعـضِ كُـلِّ
وإنّ الـقـسْـمةَ الـضيـزى لَـسوقٌ
تُـعَـزَّزُ بالـقـضـاءِ (الـمُـستَـقِـلِّ)
ألـيـسَـتْ في الـصمـيـمِ وُحـولَ وهْـمٍ
لجَـعـلِـكَ عـالِـقـاً فـيهـا وجَـعْــلي ؟
ومِـسْـبَحَـتي التي سَـرَق ابـنُ آوى
تُهَـلْـوِسُ ما جَـرى لكَ ؟ قال أهـلي