آسيا توفيق وهبي رائدة الدفاع عن حقوق المرأة\ الف

2015-10-23

هي من نخبة اللاتي استطعن التغلب على ما يعيق الحركة النسوية من اشكالات ومواقف، فكانت من  أبرز الرائدات  في ترأس أول اتحاد نسائي عراقي .

 كان همها الأساسي أن تجمع نساء بلدها في إطار تنظيم يستهدف الارتقاء بالمرأة العراقية ويجعلها على قدم المساواة مع نساء الشرق،  ولتجسيد هدفها انتمت إلى بعض الجمعيات النسوية ومنها "جمعية النهضة النسائية" سنة 1923 وجمعية "مكافحة العلل الاجتماعية" .

//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/5442d5c0-baa8-45fe-8e17-71f23d8041bf.jpeg

 كانت تؤمن إيمانا تاما بأن من واجبات المرأة العراقية أن تسير مع الرجل جنبا إلى جنب، وأن تشاركه في سرائه وضرائه، ولذلك يجب ان تنال حقوقها كاملة غير منقوصة ليتسنى لها ممارسة حقوقها السياسية".

وعندما تأسس الاتحاد النسائي العراقي في مارس/آذار سنة 1945 ترأسته، وكان إلى جانبها نساء عراقيات أخريات يقمن بدور متميز في الحركة النسائية العراقية الحديثة منهن عقيلة نوري السعيد وعقيلة جعفر العسكري وعقيلة عبدالرحمن الحيدري وعقيلة الشيخ أحمد الداؤود والسيدة أسماء صدقي الزهاوي شقيقة الشاعر جميل صدقي الزهاوي.

 وكان للاتحاد نشاطات بارزة في تحسين المستوى العلمي والثقافي والفني للمرأة، ومحاربة ظاهرة البغاء الشائعة انذاك، وتقليل حوادث الطلاق، وإعطاء الطفل للأصلح من الوالدين والعناية بصحة الأم والطفل وإجراء الفحص الطبي على الراغبين بالزواج وإعطائهم شهادة طبية تبين سلامتهم من الأمراض.

 كتب عنها الأستاذ حميد المطبعي  في "موسوعة أعلام وعلماء العراق" يقول :

"إنها سعت إلى الظفر بحق المرأة في التملك، ونادت بإعطاء الطفل للأصلح من الأبوين في حالات الانفصال، وطالبت بالحقوق السياسية للمرأة ومنح الحقوق الانتخابية لها، وعملت كذلك على إثارة قضايا شرعية مثل المهور وحوادث الطلاق والشؤون الاجتماعية الأخرى. ورأست الفرع النسائي لجمعية حماية الأطفال 1945، وهي عضو رئيس مؤسس لجمعية مكافحة العلل الاجتماعية، وعضو في جمعية الهلال الأحمر، شاركت ومثلت نساء العراق في المؤتمر العالمي للمرأة في (لاهور) سنة 1952، وفي مؤتمر مكاتب الاتحادات النسائية العربية في بغداد في السنة ذاتها، كما شاركت في مؤتمرات نسائية في بيروت 1955، ودمشق 1957، وحصلت على العديد من الأنواط الفضية والذهبية من مؤسسات محلية وعربية ودولية."

 

ولدت آسيا توفيق وهبي في بغداد سنة 1901 وكان والدها "رضا الديزة لي" من أهالي السليمانية رجلا متنورا، وكان تاجرا، وبذل جهودا كبيرة من اجل تعليمها وتثقيفها. كما أن زوجها الذي انتسبت إليه على العادة الغربية آنذاك، الكاتب واللغوي والمؤرخ الكردي توفيق وهبي له اثر كبير في تهيئة الظروف لبروزها وممارسة دورها وقد ساعدها - منذ أن تزوجا سنة 1927 - على أن تطور نفسها وتلم بكل الاتجاهات الثقافية التي كانت سائدة في عصرها.

وبحكم الوثائق، تعد آسيا توفيق وهبي أول امرأة عراقية ترأست أول اتحاد نسائي في العراق عام 1945 ـ 1958 

أصدر الاتحاد النسائي العراقي مجلة شغلت آسيا توفيق وهبي رئاسة تحريرها، ووضعت لها الخطوط العريضة للتطور. وكانت المجلة – كما جاء في ترويستها "مجلة شهرية اجتماعية عامة، يحررها نخبة من مثقفات ومثقفي البلد، صاحبة الامتياز آسيا توفيق وهبي، المدير المسؤول: زكي أمين". وصدر العدد الأول في بغداد في الأول من مايو/آيار 1950. وتضمنت أبوابا عديدة ومقالات لنخبة من المثقفين والمثقفات والأديبات. وكتبت آسيا توفيق وهبي مقالها الافتتاحي وكان بعنوان "النهضة النسائية في العراق" 

بذلت آسيا توفيق وهبي جهودا مضنية من اجل ترسيخ دور الاتحاد النسائي العراقي من خلال مقالاتها في "مجلة الاتحاد النسائي" التي أصدرتها سنة 1949 وتوقفت بعد اربع سنوات ثم عادت الى الصدور ثانية في 15 مارس/آذار سنة 1958 لتتوقف نهائيا في 8 مايو/آيار سنة 1960، ومن ابرز ما كتبت مقالها الموسوم "النهضة النسائية في العراق"، ومقالها "باسم المرأة العراقية" ومقالها "كيف تأسس الاتحاد النسائي". وكتبت تلك المقالات في السنوات 1950-1952 كما تولت مهمة توثيق ما سمي بـ "أعمال المرأة العراقية في حقل الخدمة العامة" بستة أجزاء سنة 1950.

كما اهتمت آسيا توفيق وهبي برعاية الشباب وتشجيعهم، ومن ذلك تنظيمها من خلال الاتحاد لمسابقات كتابة المقال، وذكر الدكتور بهجت عباس انه حصل في 21 مارس/آذار سنة 1957 عندما كان طالبا في الصف الرابع من كلية الصيدلة على ساعة ذهبية منها لكتابته "أحسن مقال عن الأم ". وقد نظمت المسابقة لمناسبة عيد الأم.

توفيت آسيا توفيق وهبي في لندن سنة 1980 حيث كانت تسكن هي وزوجها، ونقل جثمانها – بناء على وصيتها – إلى بغداد ودفنت فيها ,



 

 

 






 









 


























 


عالية كريم

رئيسة تحرير "معكم"

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved