_ نذرت حياتها لدراسة مرض نقص المناعة المكتسب المسمى ( الأيدز ) في الإنسان، وقامت بدور رئيس في البحوث التي أسفرت عن اكتشاف الفيروس المُسبِّب لذلك المرض، مما أكسبها، وزميليها البروفسور مونتانييه والبروفسور شيرمان، شهرة عالمية واسعة.
_ أجرت بحوثاً عديدة لتوصيف مختلف فيروسات رترو الأخرى التي تسبِّب النقص المناعي، وبيان خصائصها وسماتها وتأثيرها على الخلايا والنظم المناعية في الجسم، وتطوير طرق جديدة لتشخيصها .
_ نُشرتْ لها أكثر من 320 بحثاً علمياً، كما ألقت أكثر من 250 محاضرة، فمُنِحتْ وسام التفوق العلمي في فرنسا، وانتخبت عضوة في أكاديمية العلوم في نيويورك .
_ نالت تقدير الأوساط العلمية داخل بلادها وخارجها، ومُنِحت جائزة نوبل في الطب سنة 2008 م – بعد خمسة عشر عاماً من نيلها جائزة الملك فيصل العالمية .
_ نالت أكثر من عشر جوائز قومية وعالمية أخرى، وقد تمّ تكريمها مؤخراً بوضع اسمها في قاعة المشاهير في المتحف العالمي لرائدات العلوم والتقنية في الولايات المتحدة . وما زالت تواصل بحوثها الرائدة من أجل الوقاية من مرض الأيدز، وتسعى بدون كلل لإيجاد لقاح فعّال للتحصين ضده، ومساعدة الدول الفقيرة على التقليل من مخاطره .
_ أشرفت على إنشاء عدة مراكز للتدريب لتشخيص مرض الأيدز ومكافحته في كمبوديا وفيتنام وتونس وعدد من الدول الأفريقية والآسيوية الأخرى . وقد كرّست قسطاً كبيراً من عملها، في الآونة الأخيرة، لإقامة تعاون بين الخبراء والعاملين الصحيين الفرنسيين وبين المتعايشين مع فيروس الأيدز في البلدان المنخفضة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وجنوب شرق آسيا .
انها عالمة الفيروسات فرانسواز باري-سينوسي ( Françoise Barré-Sinoussi )، التي ولدت في باريس بفرنسا في 30 يوليو1947، وحصلت على الدكتوراه من جامعة العلوم بباريس سنة 1975م، ثم أكملت دراساتها لما بعد الدكتوراه في المعهد الصحي القومي، والمعهد القومي للسرطان في بثسدا بالولايات المتحدة الأمريكية .
بدأت حياتها العملية باحثة في وحدة بحوث السرطان في معهد باستير الشهير في باريس بين سنتي 1971م-1991م حتى أصبحت مديرة لوحدة بيولوجية فيروسات رترو في ذلك المعهد، وعملت استشارية لهيئة الصحة العالمية في مختبر مورالي بتونس . هي أستاذة علم الفيروسات في معهد باستير حالياً، ومديرة وحدة الأمراض الفيروسية بالمعهد، وعضواً في لجنة الفيروسات بالوكالة الفرنسية لبحوث مرض الأيدز، والجمعية الطبية لمستشفى باريس.أَهلتها دراساتها لفيروس نقص المناعة المكتسبة ان تكون مديرة قسم عدوى الفيروسات القهقرية في مؤسسة باستور، نالت جائزة نوبل في الطب لعام 2008 مع العالم الفرنسي لوك مونتانييه لاكتشافهما فيروس نقص المناعة المكتسب ( HIV ) المسبب لـفيروس الأيدز .
انضمت باري-سينوسي لـمؤسسة باستور في أوائل السبعينات، وحصلت على شهادة الدكتوراه عام 1975 وانضمت للمؤسسة الأمريكية الوطنية للصحة قبل أن تعود مجددا لمعهد باستور. تركزت أبحاثها في مجال الفيروسات القهقرية وعلمها في هذا المجال قادها لاستكشاف فيروس نقص المناعة المكتسب عام 1983 . بيّن هذا الاكتشاف الحاجة الضرورية لإجراء الفحوصات اللازمة لمنع انتشار المرض . كما انها أنشأت مختبرا خاصا بها في مؤسسة باستور في عام 1988م
قالت العالمة الفرنسية فرانسواز باري سينوسي عند اكتشافها فيروس نقص المناعة المكتسبة ( HIV )
* انني اعتقد انه بالامكان ايجاد علاج للاصابة بهذا الفيروس .
* "انني صادقة .... وعلى العلماء ان يكونوا صادقين ... لا نعرف متى سيكون هذا العلاج متاحاً".
* "اننا نعلم ان العديد من المرضى الذين يخضعون الى علاج طويل لمرض نقص المناعة المكتسبة يعانون من عوراض صحية عديدة مما يعني اننا بحاجة الى علاج جديد في القريب العاجل".
* إنّ الاكتشاف لم يتم في وقت محدّد، بل كان عملية تدريجية انطوت على تعاون وثيق مع زملائنا الأطباء، من حافة الأسرّة [التي يرقد عليها المرضى] إلى المقعد ورجوعاً إلى الأسرّة ثانية . في حزيران/يونيو 1981 بدأت تظهر في الولايات المتحدة الأمريكية، تقارير عن حالات من الالتهاب الرئوي الناجم عن المتكيّسة الرئوية بين رجال كانوا أصحاء من قبل في مدينة لوس-أنجلس، وفي مدن أخرى بعد ذلك . وفي كانون الثاني/يناير بادر ويلي روزينبوم، وهو طبيب علم الفيروسات القهقرية، إلى الاتصال بنا لإخبارنا بأنّ أحد المرضى دخل في طور العوز المناعي وأنّ ذلك المريض أبدى موافقته على الخضوع لخزعة في العقدة اللمفية .
* لقد ظننا، أنّ الفيروس المسؤول قد يكون أحد أنماط فيروس اللمفومة وابيضاض الدم البشري، الذي اكتُشف في عام 1977 ، لذا اضطررنا إلى زرعه للتأكّد من علاقته بذلك الفيروس . وتبيّن بعد ذلك أنّنا انتهجنا استراتيجية صحيحة . ذلك أنّ كل الخلايا كانت ستموت لو كنا تركنا الزراعة على حالها طيلة أشهر عديدة . وتمكّنا، في أيار/مايو 1983، من نشر مقال في مجلة ساينس ( Science ) صرّحنا فيه بأنّنا عزلنا فيروساً جديداً من المحتمل أن يكون هو المسبّب للمرض المعروف باسم الأيدز .
* مازال يتعيّن علينا تحقيق المزيد في هذا المجال. ومن مرامي الأمم المتحدة التمكّن، بحلول عام 2010، من إتاحة العلاج القائم على الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية لجميع المتعايشين مع فيروس الأيدز. ولا يُتاح العلاج، الآن، إلاّ لنحو 30% من أولئك الذين هم في أشدّ الحاجة إليه في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل .
* ان استحداث لقاح ضدّ فيروس الأيدز أمراً بالغ الصعوبة، فإنّ التنوّع الجيني لفيروس الأيدز يشكّل أحد العقبات، ومن العقبات الأخرى طريقة الفيروس في تخزين نفسه داخل "مستودع" مثل العقدات اللمفية الموجودة في الأمعاء . واستئصال الفيروس لن يكون أمراً سهلاً لأنّه يظلّ في تلك "المستودعات" دون أن يتأثّر بالاستجابة المناعية، حتى بعد مضي عشرة أيام من العلاج بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية. وعندما يتوقّف العلاج يستعيد الفيروس نشاطه ممّا يؤدي إلى عودة ظهور الأعراض المرضية لدى المرضى .
* إنّني أفتقر، كباحثة، القدرة على إبداء تفاؤل تام. ولكن إذا استطعنا علاج الناس في الوقت الراهن، فإنّنا سنبعث في نفوسهم الأمل لا محالة . وقد تتيح إطالة الأعمار فسحة من الوقت لاستحداث استراتيجيات جديدة للمستقبل . ولست متيقنة بأنّنا سنتمكّن من استئصال المرض، ولكنّني مقتنعة بأنّنا سنتمكّن من علاج حَمَلَة فيروس الأيدز حتى تنخفض نسبة الفيروس لديهم إلى مستويات لا يمكن الكشف عنها وكي لا ينقلوه إلى غيرهم .
* يكفيني أن أذهب إلى أفريقيا أو جنوب شرق آسيا وأتجاذب أطراف الحديث مع المتعايشين مع فيروس الأيدز. وما يحفّزني هو شعوري بأنّني قادرة فعلاً على مساعدة المصابين بهذا الفيروس .
* انني اشعر بقدر من خيبة الأمل لعدم تمكني إعلان النصر الكامل في معركتي ضد الفيروس المسبب لمرض الإيدز لكنني في الوقت نفسه أشعر بالفخر لأن هذا الفيروس تراجع خلال العقود الثلاثة الماضية .
* حصولي على جائزة نوبل جعلني أشعر بمسؤولية عظيمة . وأملي أن أتمكّن من توصيل رسالة قوية إلى السلطات والمنظمات السياسية وأوساط الشباب لإخبارها بأنّ الوقت قد حان لتقديم الحوافز للباحثين الشباب من أجل تشجيعهم على العمل في مجال فيروس الأيدز .
من المقرر ان تستلم سينوسي رئاسة الجمعية الدولية للايدز وستواظب على ايجاد التمويل المطلوب لاجراء مزيد من الدراسات والابحاث لايجاد دواء لفيروس الايدز.