الميلامين مادة شائعة لها العديد من الاستخدامات الصناعية والزراعية والبلاستيكات، وهي مادة خطرة لا يعرف اسرارها الناس ولم يلتفتوا لها في وقت كانت تدخل في المئات من المواد والاوعية التي نستخدمها في حياتنا اليومية بالاظافة الى الاغذية.
فالميلامين يستخدم في صنع اللدائن اي البلاستيكات التي تحيطنا من كل حدب وصوب. الميلامين يستخدم ايضا في المنظفات والاقمشة والغراء وفي مكافحة الحرائق كما يدخل في الاصباغ الصفراء وفي الاحبار الملونة. الميلامين يستخدم ايضا بشكل واسع في انتاج المخصبات الزراعية. السمية في الميلامين عالية ومن الدراسات المختبرية على الحيوانات ظهر ان الميلامين يؤدي الى تكوين الحصى في الكلية او السرطان او تدمير الاجهزة التناسلية
في هذا العام استفاق العالم على الميلامين حيث كان كثير الاستخدام في اغذية الكلاب والقطط فسحبت تلك الاغذية من الاسواق ولكن ذلك احدث صرخات وضجة كبرى افاقت العالم من سبات كبير، خاصة في كندا التي يهتم فيها الناس بالكلاب والقطط ويمنحونهم الرعاية والحب وخاصة عند الاطفال وقد اثار موضوع تسمم هذه الحيوانات ضجة في الاخبار اليومية المنقولة على شاشات التلفزيونات العديدة وفي احدى المشاهد ظهرت امرأة ممسكة بكلبها على صدرها وهي تبكيه باحر الدموع.
في مارس من هذا العام ظهر لمنظمة الغذاء والعقار الامريكية وهي منظمة لها سمعتها في العالم، ظهر وجود الميلامين الحبيبي في غذاء الكلاب المستورد من الصين ووجدوه يشكل كريستلات اي بلورات في الكلى ومع البول في الحيوانات التي استهلكت الغذاء الملوث بالميلامين. المعروف ان ممارسة اظافة الميلامين للاغذية الحيوانية لاتزال واسعة وقائمة على نطاق واسع، المصنعة في الصين والمصدرة لاميركا، بدعوى ان اظافة الميلامين يزيد من محتوى الزلال (البروتين) في الغذاء ولم تكن هناك شكوك في كونه المسبب للموت وكانوا يعتبرونه غير مسمم.
منظمة العقار والغذاء الامريكية منعت استيراد غلوتين الحنطة وهي المادة الزلالية فيها، لانها ستوسع ابحاثها في الميلامين الذي دخل الاغذية الانسانية منها غلوتين الحنطة وغلوتين الذرة وانواع وجبات الصباح اي الترويق لكل من الذرة ونخالة الرز وبروتين الرز. الميلامين عندما يحمى على النار فانه يخسر النايتروجين ويكون فعله ساما كفعل الامونيا.
اشار تقرير نشرته جريدة النيويورك تايمس ان اظافة الميلامين الى اغذية الاسماك والحيونات قد اظهر ان المعلومات عنه التي قدمتها الصين انما كانت معلومات مزيفة والمعروف ان الصين تنتج الميلامين من الفحم وهي الشركة الكبرى في الصين التي تنتج الملامين واليوريا. ان انتاج الميلامين في السنوات الاخير قد زاد الى حد كبير الى درجة انه اصبح عندهم منه فائضا كبيرا.
الواقع ان الميلامين قد لوث بالاظافة الى الكلاب والقطط فقد لوث اغذية مالايقل عن ثلاثة ملايين دجاجة في منطقة واحدة في الولايات المتحددة الامريكية فتصوروا المدى الذي وصله الميلامين في صناعة الاغذية. وقد عينت الـ (FDA) وهي منظمة العقار والغذاء المسؤولة عن اجازة الادوية والمواد الكيماوية التي تدخل صناعة الاغذية في الولايات المتحدة الامريكية، ولها رأي وتأثير على العالم في قبول الادوية او الغائها ولها كذلك التأثير العالمي على ما يدخل صناعة الاغذية. منظمة العقار والغذاء عينت الدكتور (اتشسن) في هيئة رئيسية اولى تأسست وهي (الوكالة العريضة في وضع استراتيجية تصورية من اجل سلامة الغذاء والدفاع). في الولايات المتحدة دخل الميلامين الصيني في ما يسمى انواعا من الاغذية والاحبار والبلاستيكات الى درجة ان منظمة العقار والغذاء اكتشفت بالفحص وجود ميلامين الحنطة في 330 نوع في النماذج المأخوذة التي كان عددها 750 نموذجا مختبريا وهذه النماذج لاتشكل اكثر من 1% مما وصل من الصين .
شكرا للكلاب والقطط الذين نبهوا العالم الى هذا الخطر المحدق بغذاء الانسان بعد ان اعطي الى الدجاج والحيوانات الاخرى. ان هذه الوقائع ليست احداثا عرضية اذ تقول (اليزا اودوباشيان) احدي المسؤولات عن (اتحاد المستهلكين) وهي مؤسسة لاتجارية، (انها الكارثة التي نتوقعها لان النماذج التي تؤخذ عادة اقل من القليل) ثم اظافت تقول (ان ذلك يدل دلالة واضحة على ان نظام سلامة الغذاء متهري لان ما تفحصه منظمة العقار والغذاء لا يزيد اعلى الـ 1% من الاغذية المستوردة) واظافت اليزا اودوباشيان تقول (ان كافة المستهلكين يتوقعون السلامة، خاصة اثر الكارثة والصرخة التي حدثت عند تلوث السبانخ بمكروب (الاسكريشيا كولاي)التي جعلت الكثير قيد الفراش) و(الاسكريشيا كولاي) تعرف اختصارا بالـ (اي كولاي). والذي اثار الانتقادات على منظمة العقار والغذاء الامريكية هي انها كانت متقاعسة في توفير السلامة الغذائية ليس للامريكيين فقط بل للعالم وبعض السبب يعود الى قلة اعداد موظفيها وصغر المختبرات التي تعتمدها.
ولهذا يقولون ينبغي على الورقة الشارحة على المواد الغذائية ان تكون دقيقة في ذكر ما هو موجود حقا من مواد في العلبة او الكارتونة وينبغي الآن ان تذكر هذه الوريقة المواد الكيمياوية المضافة للاغذية، وهذا ما يحب تقديمه للمستهلكين وتطالب اليزا اودوباشيان، الكونكريس الامريكي سن قانون بذكر مصادر اللحوم والفواكه والخضروات الطرية. وفي الواقع في 2002 منعت الشركات الكبيرة المحتكرة لانتاج الاغذية منعت صدور مثل هذه التشريع.
اما منظمة العقار والغذاء الامريكية فتدعي تبييضا للوجه بان الملامين المستخدم في الاغذية قليل الاثر في احداث المرض في الانسان وهو شيء يكذبه الواقع. اما شركة زاو يان الصينية فتقول (كل ما ياتي بالمال فاي شخص يستطيع شراءه). اما المؤسسات المسيطرة على انتاج وبيع الاغذية في الولايات المتحدة الامركية فلا يرون بأسا من الشراء من الصين ما دامت تلك الاغذية رخيصة الاثمان هناك وتدر الربح الوفير. بيد ان الاحداث الاخير في تسمم الحيوانات الداجنة قد دقت نواقيس الخطر والناس يخشون اكل الدجاج المشوي كالسابق وذلك خوفا من احداث السرطان للآكلين. ويقول المسؤول وليم هوبارد (اذا لم تكن هذه دقات استيقاظ فان الناس سينامون النومة الاخيرة).
ولعل من المناسب توضيح ماهية (غلوتين الحنطة) لمعرفة ما الذي يفعله في الغذاء الذي نستهلكه، فهناك خاصة غلوتين الحنطة وغلوتين الذرة وغلوتين الراي اما غلوتين الحنطة الذي يحتوي 80% منه من نوعين البروتين (الزلال) هما (الغليادين والغلوتينين). والزلال يعتبر الحجارات الاساسية للحياة لابد لاي جسم حي ان يبنى جسمه بشكل رئيسي من الزلال ابتداء من الذبابة الى ورثة آدم، والزلال متواجد في اكثر من 20 توع منه، وهناك زلال تفرزه المرأة في حليبها لانماء الرضيع. ولهذا فان للزلال خاصية جعل العجين مطاطيا او (علوجيا) وهو يساعد في تخمير العجينة. والغريب في الغلوتين ان الحنطة الكندية اعلى محتوي بالغلوتين من الحنطة المزروعة في الاقطار الاقل بردا والمعروف ايضا ان الحنطة المحتواة على الغلوتين الأعلى تصلح اكثر للمخبوزات المعدة للأكل بينما تلك التي اقل غلوتينا تصلح للكيكات. وغريب الامر ايضا ان بعضا من الناس مصابون بمرض في الامعاء الدقيقة لايستطيعون هضم الغلوتين فيتجنبونه. اما تسمم الميلامين بالغلوتين فامر يثير الخوف على مصير الجنس البشري.