في الساعة الرابعة ليوم الخميس 21 ماي 2020 انعقد اجتماع صديقات أجمل العمر في الفضاء الإفتراضي، الذي احتل غرفة صديقات أجمل العمر، التي اعتادت أن تستضيف هاته الصديقات في مساحات على ارض الواقع الخالي من هجمة فيروس كورونا . على هذا الفضاء الإفتراضي تناولت الصديقات موضوع التحف المغربية، التي كانت تزين بيوت المغاربة وتُلبُِسها طابعها الجميل الذي يبهر الرائي، ويشهد على مهارة الصانع المغربي وروعة ابداعهِ . كانت الجلسة باستضافة السيدة لطيفة حليم العلوي، وأنجزت التقرير مليكة غبار، نيابة عن السيدة صفية أكطاي التي اضطرت إلى مغادرة اللقاء لظروف خاصة، وذلك بعد أن ألقت كلمة شكرت فيها المشاركات وعبّرت عن إعجابها بمختلف التحف التي أثثت صفحة الغرفة قبل اللقاء بساعات، ابتداءاً من تلك التي استهلتها (الأخت صفية اكطاي الشرقاوي) بألبومها المتكون من ست صور لأواني قديمة وَرَثتْ بعضها عن جدتها لأبيها، ثم تتابعت المشاركات في الغرفة بنشر العديد من التحف العتيقة والمتنوعة التي اعتبرتها السيدة حبيبة لعرايشي مشجعة على اقامة متحف للأثاث المغربي التقليدي .
بعد الترحيب بالحاضرات من طرف المضيّفة السيدة لطيفة حليم، تناولت السيدة أمينة لمغازي الكلمة بربط اللقاء الحالي بموضوع لقائهن قبل السابق حول السعادة، واعتبرت أن لقاء اليوم قد خلق نوعا من السعادة في النفوس بثراء التحف الأثرية الرائعة ومدى الطمأنينة التي تبعثها في النفوس، خصوصاً وان الوقع الذي تحمله هذه التحف مطبوع في وجدان وذاكرة صاحباتها، مما يعبر عن حسهن الفني الجمالي وارتباطهن بالثقافة المغربية، ثم هنأت جميع الصديقات على نجاحهن وحرصهن في الحفاظ على ذاكرة الأسر المغربية، من جهتها ركزت السيدة خديجة العسري على أن تجميع تلك التحف يعبر عن الرغبة في حفظ الذاكرة وحب الثرات . وأدهشت الجميع عندما فاجأتهن بتحف أصبحت في عداد المفقودات، سواء منها تلك التي تم استعمالها في الماضي القريب قبل تعويضها بآلة التصبين الكهربائية وهي (الفراكة) أداة فرك الغسيل الخشبية، إضافة إلى أداة لم تكن أغلب الحاضرات قد علمت بوجودها وهي أداة قديمة لتسخين الفراش ( نتمى أن ترسل صورها عبر الميسينجر) وحدثتنا عن الأواني التي أصبحت توظفها لاستعمال مغاير لوظيفتها الأصلية مثل أواني تحضير الشاي (الربايع) والتي حولت استعمالها لتقديم الحلويات، وكذلك المهراز الذي حولته لحمل الأمشاط وآنية أخري كحاملة للمظلات.. وأكدت على احتفاظها بتحف تنتمي إلى منطقة الصويرة، والتي تعتبرها كنزا ثمينا في حوزتها وأكدت على إعجابها الشديد بالتحف التي نشرت على الصفحة وتلك التي اطّلعنا عليها مباشرة خلال اللقاء الحالي .
كما أشارت حبيبة لعرايشي الى أن صور التحف هاته، شرحت صدرها وأشعرتها بنوع من السعادة التي تساهم في تبديد القلق الذي بثته في النفوس تداعيات جائحة الكورونا، وتمنت أن تزورها الصديقات ببيتها بمدينة مكناس بعد زوال الحجر الصحي للإطلاع بشكل مباشر على التحف التي تحتفظ بها هناك، والتي لم تنشر صورها لتواجدها بمدينة باريس، واكتفت بالمشاركة بمهراز خشبي صحبته معها، وهو يحمل دلالات عميقة سواء من حيث الوظيفة التي كان يقوم بها أو بكونه مرتبط في ذاكرتها القريبة بسفر جميل إلى أوريكا ( في مدينة مراكش ) . ولم تفوّت حبيبة فرصة الكلام عما أثار انتباهها حول أنواع (ماركات) من الأواني الفضية المصنوعة بانجلترا، والتي كانت تبصم باللغة العربية، نظرا لكونهم قد اعتبروا المغاربة هم من أهم الزبائن الذين كانوا يقتنون الأواني الفضية الثمينة، كما هو الشأن بالنسبة لبعض ماركات الحلي . وقد تكلمت السيدة زكية بلحمرعن العلاقة العاطفية الوطيدة التي تربطها بالأواني العتيقة التي تذكرها بجلسات وأعراس فاس، وتقاليد استعمال بعض الأواني التي أرسلت لنا بعض صورها، مثل سطلة المعدن البيضاء التي كان يقدم فيها الحليب للعروس في اليوم الموالي لزفافها (أو التي توضع مملوءة بالماء أثناء تلاوة الأذكار للتبرك بالطاقة الإيجابية التي تبثها الأذكارفي الماء) كما أعطتنا نظرة عن مختلف الصور التي قدمتها ولا سيما لوحة حفظ القرآن وشمعة مولاي إدريس التي قدمت في بيت جدتها أثناء حفل عيساوة، والمحفظة الجلدية التي ورثتها عن جدها . وفي نفس الإتجاه أعربت مليكة غبار عن ولعها واهتمامها بالأواني العتيقة التي منها ما أهداه إياها بعض أفراد العائلة كالصواني وكؤوس الشاي والرحى وقطاعة الحشيش (الكيف)، وأنها تتوفر على قسط لا بأس به من الأواني العتيقة التي أهدتها لها حماتها لأنها أدركت أنها ستعطيها قيمتها الحقيقية بالحفاظ عليها ( مثل أواني تقديم الحساء واواني تحضير الشاي (الفنايق) وآلة الخياطة وأواني الطبخ... الخ . كما أن الكثير من الأواني والتحف التي تحتفظ بها، هي أواني مهداة من طرف صديقاتها وأصدقائها، لأنهم يعرفون أن أجمل هدية هي تلك التي تحمل تاريخها في ذاتها، بالإضافة إلى تلك التحف التي تقتنيها خلال زيارتها لبعض المدن وبعض الأسواق داخل المغرب وخارجه، مثل مقص عبيدات الرمى الذي اقتنته من رئيس إحدى المجموعات المشهورة بالفقيه بن صالح .
وبعد مشاركة السيدة أفانين كبة من مدينة مونتريال الكندية بمكحلة أثرية في غاية الدقة في الصنع وجمال الشكل، والتي عرفت أهميتها لدى المرأة العربية كإحدى الأدوات التجميلية وهي لتزيين العينين بالكحل لتزيد جمالاً، حدثتنا السيدة لطيفة حليم عن أهمية الحفاظ على التحف بشتى أنواعها كذاكرة جماعية وأن عشقها للثقافة المغربية جعلها تجهز بيت ابنتها بمونتريال بطريقة مغربية تقليدية مبرّزة دور المرأة في حفظ الذاكرة، كما عبّرت عن إعجابها بفكرة توظيف الأواني العتيقة بطريقة عملية عن طريق تعويض استعمالها الأول باستعمال يلائم الواقع الحالي . وقد عبرت السيدة لطيفة حليم العلوي عن أسفها لتعذر حضور السيدة لطيفة الإبراهيمي، فهي تمتلك تحفاً جميلة جدا يمكن أن تغني متحفنا الإفتراضي . وقبيل الختام اقترحت السيدة لطيفة تغيير وتيرة اللقاءآت من مرة في الأسبوع خلال شهر رمضان إلى الخميس الأخير من كل شهر وعليه سيكون موعد لقاء غرفة صديقات العمر يوم الخميس 25 يونيو 2020 على أن يتم تحديد التوقيت في وقت لاحق .