في سكون الرحمة و الإيمان من الذي لا يسعه الآن سوى إشعال العجز والكفر واليأس حيث الدخان يخنق و النار قبسٌ ينير الإنسان
إذ هي الفجاءة القصوى يا اخوتي عندما نكتشف إننا مجرد أفئدة جازعة لا هم لها سوى إشعال الحرائق في جسد الأنثى التي لم ندرك قدسيتها بعد واقتراف الجرائم بحق أحلامنا التي سئمت من الانتظار وعبارات التمني والأمل .
في الليل يا اخوتي..
أمارس ابتسامتي الحاقدة استعداداَ لإلقائها في وجه قاتلي. إذ هي سيف اللعنة المسلط على رقبة الخطيئة التي تفشت في ارضي فباتت أشجاري عارية من النقاء الحميم و مني ..
في الليل أشعل شمعة والعن الظلام..
كل الظلام من حولي يكاد يخطفني ويصهرني يبعدني عن درب النور ليلقي بي في أعماق شره..إلا أن أغنية الأمنية المحرمة المنبعثة من الشفاه المتفحمة تقيني من الإنقياد بحفل الشواء الأكبر الذي يقيمه الظلام في أجواء ارضي و سمائي إذ أعود إلى السكون و إخوةٌ لي يقتلون الورد وبعضهم البعض يبكون في دروب النعوش المهترئة نادبين الحظ السيئ لمشاعرهم الوطنية وافتقارهم لفرصة تاريخية تقودهم نحو فلسطين و الهوية
ترتعش شمعتي من هون الظلام فتلعنه بهالة نورانية منبعثة من الصوت الفلسطيني الأول والأطهر: "دع الموتى يدفنون موتاهم" حيث "كان" هي شهادة النقصان والخذلان واخوتي كانوا يعتنقون المقدس ويحفظونه عن ظهر قلب إلا أن الظلام حل لعنة لعناء عليهم و فيهم باتوا لا يعلمون ما الذي يجب الوطن لا من الشرق ولا من الغرب ..
واعتقدوا بثقة عمياء بان محمود درويش باع الوطن ببضع كلمات ودقة قلب ..
أيا اخوتي الذين ابتذلوا التمرد والغضب..
ألا تفقهون بأنه لا شيء اشد كفرا من ارتكاب الخطيئة بثوب الطهارة و كلمات الرب ؟!
الأسير باسم الخندقجي
سجن جلبوع المركزي
عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني
الحكم ثلاث مؤيدات