لو كل أرض سمَّمَت سكينها
بشراسة ورمت بها قلبي الحزين
ما كنت أجني ما جنيت مسوَّراً
بالجرح فواراً وينضح بالأنين
وضربت قلبك حين أرهقني الوريد
وغاص بي وجع كجدران السجين
ما كنت ذا وعي فأنت حديقتي
و لجثتي قبر كمهد الياسمين
فوق التحمل ما رأيت فجددي
عهدي و جودي باحتفاءات الحنين
لمي جذوعي قبل أن تغدو على
سمر الدجى حطباً لدفء المترفين
و لقد علمت بأن جوفك طاهر
لم يختزن جور العداوات السخين
و مسحت وجهك يا نقية كي أراك
و أنفض الذكرى و أهوال السنين
سفكوا عليك الأبرياء و خلفوا
أحبابهم غرقى بدمع مستكين
جرحوا المحبة و التسامح عنوة
فتعاضدوا كي يقطعوا الحبل المتين
ماذا يضرك لو جموع شتاتهم
عشقوا الضياع و مهدوا للهالكين
أنت الجميلة و الفؤاد مذهَّب
بحنانك الأزلي يؤوي كالسفين
يا أرض أجدادي أتيتك مصغياً
كالشمس أنت على اليتامى تشرقين
أنت النهاية حين يسكت نبضنا
و لأنت أحضان ألانت للجنين
غادرت قلبك ثم جئت منادياً :
سيريق قلبي حزنه لو تصفحين