عندما يتعلق الأمر بالهوية، أية هوية، لا يتعلق الأمر بالاقليات والاكثريات، وانما بذوات لها ما يخصها ويميزها. ولذلك عندما تدرك كل ذاتٍ بأن ماهو اخر بالنسبة اليها، عبارة عن ذات تمثل هي بالنسبة اليها اخراً، حينها يسهل القبول المتبادل بهويات بعضنا البعض. فما هو ابعد من التنكر لحقوق المكونات المتمتعة بهويات خاصة قائمة على أسس قومية وثقافية ودينية و ....
ثمة انكار واضح لهذه الهويات نفسها ورفض القبول بها والتعايش معها، بل ومنع للحديث عنها والتمسك بالانتماء اليها، ناهيك عن تطويرها وتنميتها والبحث عن الصيغ المؤطرة لها والضامنة لتمتعها بحقوقها.
وذلك احد اشكال الاستبعاد والانغلاق والتهميش الاجتماعي، ويتسع المفهوم لأكثر من معنى، حيث لا يرتكز أساساً في نطاق التدخل المدني، وانما يزدد اتساعاً ليشمل الاستقطاب، والتفاوت، وعدم المساواة. محتجين على أساس أن مفهوم عدم المساواة يهتم بمواقع الافراد القائمة على محور رأسي ( فوق أو تحت).
ان نمط التفكير المؤدلج على اساس الاستبعاد الاجتماعي للاخر الذي يشارك في نفس القارب، بحاجة ماسة لتحديثه لا بل الغائه.. بما يتناسب مع متغيرات عالم اليوم في اطاره الانساني.
فالعولمة وتكنولوجيا الاتصالات والشركات العابرة للقارات، قد جعلت من الكبار في تقارب واندماج لافت ومتنوع ليشمل كل مناحي الحياة، اوربا العجوز مثلاً.. وما تنتهجه سياسيات دولها، من العملة الأوربية الموحدة.. إلى السوق الأوربية الموحدة.. وقريبا الجواز الاوربي الموحد.. وكذلك يتم الحديث عن الدستور الأوربي.. وليس اخراً يورو 2008، في تماهى مدهش اليورو رمز الوحدة الأوربية يعتمد رمز وعنوان اللعبة الشعبية الأولى.
بينما الصغار في تشرذم وشعارات وأوهام قومية جوفاء... بالاخص عالمنا العربي!! المتطور جدا في تخلفه.. وتعلقه بأوثان الجاهلية البائدة.
مهدي فهمي التميمي
بغداد