الروائية التشيلية إيزابيل ألليندي هي واحدة من أكثر رواد تيار الواقعية السحرية في أمريكا اللاتينية عُمقاً وشهرة، و تقول عن نفسها: "بدأت الكتابة في سن تتجه فيه النساء التشيليات عادة إلى حياكة الجوارب لأحفادهن".
لكنها تقول ان «الكتابة هي أشبه بحياكة سجادة بخيوط متعددة الألوان. إنها عمل حرفي يتطلب الدقة والإتقان». من هنا نلاحظ أن الليندي تولي عناية خاصة بكيفية ما تقول لا بما تقول، ففي وسعها أن تحول جلسة بسيطة، عابرة في مقهى إلى سرد جذاب، وفي مقدورها أن تصف حفلة توقيع أحد كتبها على نحو أشبه بالسيناريو السينمائي الذي ينقل تفاصيل الحدث بدقة وإتقان، وكأنها تروي حدثاً استثنائياً.
صحفية متميزة
بدأت إيزابيل حياتها العملية كصحفية، قبل أن تتفرغ للكتابة، و هي من الأسماء المُرشحة دائماً لنيل جائزة نوبل عملت في تشيلي من1964 - 1974 في:
-باولا، مجلة نسائية
- مامباتو، مجلة أطفال
- عروض تلفزيونية
- أفلام وثائقية
وفي فنزويلا عملت منذ 1975- 1984 في :
- جريدة إل ناسيونال
ولدت ايزابيل اليندي عام 1942 في ليما عاصمة بيرو حيث كان والدها سفيرا لبلاده تشيلي. اختفى ابوها في ظروف غامضة عام 1945 فانتقلت امها بها وباخويها الى تشيلي ثم الى بوليفيا ولبنان، ثم اتمت دراستها الثانوية في تشيلي.
عملت صحافية, ومقدمة برامج تلفزيونية والتحقت بمنظمة الغذاء والزراعة التابعة للأمم المتحدة الني حملتها الى بروكسل وبلجيكا ودول اوروبية اخرى، هربت من تشيلي إلي فنزويلا بعد تلقيها تهديدات بالقتل بعد انقلاب بينوشيه على عمها سلفادور اللندي. بعد النجاح الساحق الذي لاقته روايتها الأولى "بيت الأرواح" نشرت الليندي سبعة عشر كتابا بين رواية ومذكرات أشهرها "الحب والظلال", و"ايفالونا", و"افروديت", و"ابنة الحظ" , و"آينس روحي"، وتترجم كتبها إلى أغلب لغات العالم ومنها العربية.
الطفولة
وسم التنقل طفولة ألليندي بطابع مميز، جعلها تحتفظ بذكريات مهمة عن رحلات خيالية و مُدن سحرية، كما أن زوج أمها الذي كان سفيراً أيضاً امتاز بالتعاطف و المحبة. و تذْكر ألليندي كتب ألف ليلة وليلة التي قرأتها في طفولتها، و التي كان زوج أمها يحتفظ بها في خزانة سحرية قديمة، جعلت خيال ألليندي يتسع ليحتفظ بالتفاصيل الصغيرة، و يضفي عليها طابعاً سحرياً. كما أن ميراث الأسرة السياسي لم يغب كذلك عنها، و لم تغب تأثيراته في طفولتها التي تقول عنها أنها كانت وادعة جداً. وامتازت إيزابيل بعلاقتها الدافئة و الواثقة بأمها.
الشباب
حين عادت ألليندي إلى تشيلي كانت شابة يسارية مُثقفة، قابلت زوجها الأول ميغيل فيرياس والد طفليها، و تزوجته وهي في العشرين من عمرها، ورغم طلاقها منه فإن إيزابيل تحتفظ له بذكرى جميلة تمثلت بالأشارة إليه، حبث سمت إحدى شخصيات روايتها بيت الأرواح على اسمه، وجعتله حبيب الحفيدة وأبو ابنتها.
وكما طبع التنقل طفولتها بطابعه، طبع شبابها، فتنقلت في الوظائف بين المدن والعواصم، وعملت في الصحافة، و في إعداد البرامج التلفزيونية و الوثائقية الأمر الذي زودها بذخيرة من المعرفة العميقة، والتأثيرات التي ظهرت في كتاباتها لاحقاً. ولم تكتب في هذه الفترة غير قصتين للأطفال و مسرحية.
شهرة وحظور
ان شهرة الروائية التشيلية إيزابيل الليندي عبرت الآفاق، وحضورها في المشهد الروائي العالمي لا يخفى وقد ترجمت رواياتها إلى العديد من لغات العالم الحية بما فيها اللغة العربية.
تقول الليندي إن من الغريب أن يقوم المرء بكتابة سيرته لأنها مجرد قائمة من التواريخ والأحداث والإنجازات وإن الأشياء المهمة في حياة المرء تحدث في الغرف السرية للقلب. وهي أشياء لا يمكن أن يتم تضمينها في مثل تلك القائمة. إن إنجازها الأعظم ، كما تقول ، هو الحب الذي تكنه لعائلتها وليس كتابتها.
ولدت إيزابيل الليندي في تشيلي في الثاني من أغسطس لعام 1941 وعملت في الصحافة حتى عام 1984. نشرت روايتها الأولى ( منزل الأرواح ) عام 1982 ، واتبعت هذه الرواية بأحد عشر كتابا حتى الآن هي على التوالي: عن الحب والظلال (1984) ، و إيفالونا (1985) ، و حكايات إيفالونا (1985) ، و الخطة اللانهائية (1991) ، و باولا (1994) ، و أفروديت ( 1997) ، و ابنة الحظ (1999) ، و صورة عتيقة (2000) ، و مدينة البهائم (2002) ، و وطني الذي ابتدعته (2003) ، و مملكة التنين الذهبي (2003)..
نتيجة لترحال الأسرة الطويل، اختزنت إيزابيل في ذاكرتها الكثير من الحكايات، و التفاصيل الدقيقة، لتتحول هذه الخبرات الصغيرة إلى تفاصيل حميمية رائعة تشغل رواياتها، و تكسبها زخماً مميزاً.
دخلت الكاتبة التشيلية ايزابيل الليندي الحياة الثقافية العالمية بروايتها بيت الارواح عام 1982م بعد ان تجاوزت الاربعين من عمرها، وخلال فترة قصيرة اضحت واحدة من اشهر كتاب وكاتبات العالم لقد دخلت عالم الادب بصورة مفاجئة -تقول- في سن لا تطمح فيه نساء اخريات بأكثر من رفو جوارب احفادهن, لقد اقتحمت الادب اقتحاما وفوجئت بالصدى الذي اثارته كتبي، لاني لم اكن اتوقعه .
وخلال عشرين سنة تقريبا اصدرت ايزابيل الليندي عدداً من الروايات: الحب والظلال، ايفالونا، الخطة اللانهائية، وكتابها الذي حمل اسم ابنتها التي ماتت شابة: باولا، ومجموعة قصصية بعنوان حكايات ايفالونا كما اصدرت مؤخرا كتابا عن الطبخ.
الحياة كما تحب
في كتابها( باولا ) الذي تسرد فيه سيرتها لابنتها القابعة في سرير الغيبوبة، تقول ايزابيل الليندي _مستعيرة قول ايفالونا - بطلتها: عندما اكتب اروى عن الحياة مثلما احبها ان تكون,, مثل رواية , لكنها حين تتحدث عن كتابة القصص القصيرة بشكل خاص، وتجربتها مع مجموعتها القصصية الوحيدة تقول:
في القصة القصيرة كل شيء مرئي، واذا ما اجريت فيها تصحيحات كثيرة تفقد تلك النفحة من الهواء البارد التي يحتاجها القارىء ليحلق, ان كتابة القصة القصيرة مثل اطلاق سهم، حيث لابد من توفر غريزة وممارسة ودقة، رامي القوس الجيد، والقوة اللازمة للاطلاق، والعين القادرة على قياس المسافة، والسرعة في الرمي، والحظ الطيب لاصابة الهدف, الرواية تصنع بالعمل، والقصة القصيرة بالالهام، انها بالنسبة لي جنس صعب مثل الشعر، ولست اظن انني سأعود الى محاولة كتابتها، اللهم الا اذا سقطت علي من السماء مثلما حدث في حكايات إيفالونا .
في مجموعتها القصصية هذه، تفاجئنا الكاتبة بخمس عشرة قصة قصيرة تقلب الكثير من المفاهيم حول طبيعة القصة القصيرة المتعارف عليها، لغة واحداثاً، وسرداً، فتذهب بحرية بالغة لا حدود لها لكي تتجول في ازمنة متباعدة وفي اماكن يفصل بعضها عن البعض الآخر بلاد ومحيطات، في قصص لا يتجاوز طول الواحدة منها في الغالب عشر صفحات.
واذا كانت صفة رواية الاجيال ظلت حبيسة الفن الروائي، وسمة من سمات بعض اشكاله، الا ان ايزابيل الليندي تأتي لتكسر هذا الامر بجرأة فتقدم قصة الاجيال ، حيث يولد جيل ويموت جيل، ويولد جيل آخر بتلقائية مدهشة وغنية، لا فراغات فيها، ولا اختصارات تربك الكتابة او القارىء، تأتي لتكتب قصصاً روائية ، او روايات قصيرة ، ولذا من الطبيعي، وغالبا ما ترد في قصصها بعض الجمل مثل: حين ولج سوء الطالع بيت آل اوريانو ليزرع فيه كوارث متعددة تطلّب جني حصادها انقضاء ثلاثين سنة .
ان القصة الممتدة، هي التي تشكل عماد مجموعتها القصصة، باستثناء عدد قليل من القصص مثل قصتها الاخيرة في المجموعة من طين خلقنا التي كانت فيها امينة لبناء القصة القصيرة في بعدها الزماني المحصور بحدث حار وفترة لا تتجاوز الايام الثلاثة، لكنها لا تكتب ايضا قصة بمعايير تقليدية، بل ان اهميتها تأتي من كونها مرتبطة بالمقدمة القصيرة للمجموعة، كأنها والمقدمة هما الاطار العام الذي يوحد القصص، ويخرج بها من تنوعها واختلاف اشخاصها، لكي تكون المجموعة بحد ذاتها روائية .
كتابات ألليندي
بيت الأرواح (رواية) 1982
عن الحب و الظلال (رواية) 1984
إيفا لونا (رواية) 1985
حكايات إيفا لونا (قصص قصيرة) 1989
الخطة اللانهائية (رواية) 1991
باولا (كتاب تذكاري) 1994
آفروديت (وصفات، قصص، و أفروديتيات أخرى) 1997
ابنة الحظ (رواية) 1999
صورة عتيقة (رواية) 2000
مدينة البهائم (رواية للأطفال و البالغين) 2002
بلدي المُتخيل (رواية) 2003
مملكة التنين الذهبي (رواية للأطفال و البالغين) 2003
غابة الأقزام (رواية للأطفال و البالغين) 2005
زورو (رواية) 2005
إنيس ..حبيبة روحي (رواية)
[تحرير] كتابات ألليندي مجسدة
أفلام تم إنتاجها:
بيت الأرواح، و إيفالونا
أفلام يتم إنتاجها:
آفروديت، إيفالونا، و هدية لحبيبة
كُتب حولت إلى مسرحيات:
بيت الأرواح، إيفالونا، حكايات إيفالونا، و باولا