قال مختصون في مجال الإعلام أن الازدواجية التي يعانى منها الإعلام الفلسطيني في تناول قضايا المرأة المختلفة اضر بشكل واضح بنضالها حيال القضايا ذات المساس المباشر بمصالحها إن كانت على الصعيد الاجتماعي أو السياسي أو التشريعى،وساهم إلى حد بعيد بتشويه صورتها. جاء ذلك خلال ورشة العمل الذي نظمها مركز صحة المرأة التابع لجمعية الثقافة والفكر الحر اليوم الأربعاء تحت عنوان "دور الإعلام في مناهضة العنف ضد المرأة " ،وذلك بمقر مؤسسة الثقافة والفكر الحر غرب محافظة خانيونس ،وحضره لفيف من الإعلاميين والمختصين والمهتمين بالقطاع أوادارها الأستاذ عصام جودة .وأشارت مدير مركز صحة المرأة ،فريال ثابت خلال كلمتها الافتتاحية ،إلى أهمية الإعلام باعتباره ركنا أساسيا من أركان بناء المجتمع وتطوره وبالتالي فهو يتحمل جزءا كبيرا من مسؤولية التوعية من جهة وتسليط الضوء على المشاكل الحساسة في المجتمع كجزء من مهامه واهتماماته في كل جوانب الحياة من جهة أخرى.وأضافت ثابت وبما أن العنف ضد المرأة هي إحدى الظواهر السلبية التي تؤرق المجتمعات فقد وقع على عاتق الإعلام مسؤولية كبيرة،وطالبت ثابت وسائل الإعلام بالقيام بدورهم التوعوي في تسليط الضوء على تلك المشكلة وتحليلها ومناهضتها،وإيجاد الحلول المناسبة للمشاكل التي تقع ضمن مؤسسات الإعلام ذاتها في ما يتعلق بالعنف الإعلامي الممارس ضد المرأة وقالت هداية شمعون مديرة الأبحاث في مركز شؤون المرأة خلال ورقتها التي حملت عنوان "دور الإعلام في مناهضة العنف ضد المرأة " لازالت صورة المرأة في وسائل الإعلام لا تعبر عما وصلت إليه المرأة الفلسطينية في مسيرة تقدمها ولا تعكس التنوع الثقافي والاجتماعي والفكري والتنموي الذي وصلت إليه اليوم.
فقد أرست الموروثات الاجتماعية والثقافية السائدة صورة نمطية عن المرأة الفلسطينية كأسطورة وكرست دورها الانجابي دون الانتاجي والمجتمعي والسياسي.وقالت الإعلامية دنيا الأمل إسماعيل مدير جمعية المرأة المبدعة فى ورقتها :"صورة المرأة في الإعلام الفلسطيني " رغم التطورات التي رافقت المسيرة الإعلامية إلا أنها تتعامل مع قضايا المرأة في إطار الثقافية التقليدية الذي يعمل في بيئته والتركيز علي المرأة الضحية فقد, وذلك للحفاظ علي وجود الوسيلة الإعلامية والقبول الاجتماعي لها داخل المجتمع فهي تتناول قضايا المرأة التي لا خلاف عليها, مشيراً إلي وسائل الإعلام لا تريد أن تتعاطي مع فكر المرأة كونها جسد وسلعة تعرض فقد في الإعلانات التجارية . وطالبت دنيا الأمل إسماعيل وسائل الإعلام لوسائل تغير نمطيتها في التعامل مع المرأة وتأخذ بعين الاعتبار التطور الذي حصل في حياة المرأة لتقديم صورة صحيحة و واقعية لإظهار مساهمة النساء في عملية التنمية. فيما وصف الاعلامى عبد الهادى مسلم فى ورقته "كيفية تناول الإعلام المحلى لقضايا المرأة -الإذاعات نموذجا-" التناول الاعلامى المحلى عموما والإذاعات خصوصا لقضايا المرأة بالموسمي واقتصاره فقط على الخبر أو التقرير دون الاهتمام بالإشكال الأخرى للعمل الصحفي كالقصة الصحفية والتحقيق ،واعتماد التغطيات على ما تنشره المؤسسات النسوية والحقوقية من تقارير ودراسات دون ان يبادر الصحفيون الى تناول القضية في أوقات أخرى غير تلك المناسبات العالمية مثل اليوم العالمي لمناهضة العنف او التعذيب . واكد مسلم خلال ورقته ان معظم وسائل الاعلام الموجودة على الساحة الفلسطينية هو اعلامى حزبى ،وبالتالى هناك تسيس متعمد لقضايا المرأة حسبب ايدلوجية الحزب وليس حسب مصلحة المرأة ووجودها،وهو ماساهم بتشويه صورتها إعلاميا .أوصى المشاركون في ختام الورشة المؤسسات الإعلامية بالاهتمام بنوعية المحتوى الإعلامي المقدّم من شكل ومضمون؛ ومدى الاستمرارية والاستدامة في طرح الرسائل الإعلامية المرتبطة بأهداف تنمية المرأة اجتماعياً واقتصادياً وصحياً وتعليمياً، وأن تقوم وسائل الإعلام على تدريب موظفيها لقيادة برامج تهتم بقضايا المرأة إعلامياً، وتدريبهم على الكتابة، وعلى كيفية تناول قضايا المرأة بحساسيةٍ ووعي.بالنسبة للمؤسسات الحكومية أوصى المشاركين بوضع توجّهاتٍ إستراتيجية وسياساتٍ داعمةٍ لتقديم صورٍ إيجابيةٍ متنوعةٍ عن المرأة الفلسطينية، وضمان حريّة الإعلام وإمكانيات الإعلاميين للتعبير عن أنفسهم دون قيود.واختتمت ورشة العمل فعالياتها بتكريم معظم وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة بالقطاع ،وأيضا بعض الصحفيين والمصورين المميزين .