كنت قد تطرقت في مقالات سابقة بشكل عابر عن هذه الممارسات واوضحت بعض جوانب سلبياتها وايجابياتها.... وقد وجدت الان بعد ان قدمت بعض المشاريع من قبل نواب بعض البرلمانات العربية لاقرارها كقانون يجيز زواج القاصرات في سن الثامنة تيمنا بما نقل عن رسول الله اجازته لمثل هذه الزيجات او ما فعله من زواجه هو نفسه قد يكون لامور اعتبارية وضروف دينية خاصة لربما الجأته وهو نبي المسلمين اذ اختصه الله ببعض المعجزات التي قد تستعصي على الناس القيام بها واجاز له بعض الافعال ... فليس كل ما فعله رسول الله علينا فعله كأطالة اللحا مثلا فالانسان حر في ذلك ... كما ان هناك الكثير من الامور كان يتصف بها مثل الصدق والامانة فعلينا ان نقتدي اولا بمثل هذه الخصال ثم بعد ذلك نفكر بالتشبه به في موضوع الزواج بالقاصرات ... فكان لابد لي ان اتحدث بشكل مسهب وتفصيلي حول بعض المآخذ التي تترتب على مثل هذه الزيجات الخطيرة كي الفت نظر المنظمات المعنية بهذا الشأن خاصة النسائية منها للتصدي لمثل هذه الاطروحات المسيئة لهذا الجنس البشري بما يسببه الاقدام عليه .. كما انه باعتقادي بان ما نقل من مثل هذا الخبر التاريخي هو عار عن الصحة وهو ملفق وغير صحيح مما دفعني الى عرض هذه الحالة لو حدثت فعلا وشرع لها قانون اجازها فهل هو اجراء صحيح وسليم في صالح الفتاة القاصرة ام هو اجراء يضر بها ويسء الى نفسيتها والى جسدها بايولوجيا .. ففي هذه العمر لم تكن قد وصلت الى حالة النضج الجنسي بتقبل المعاشرة الجنسية المتداخلة في الحالة الزوجية .. وعليه فيجب ان نناقش كل هذه الامور ونتدارسها من جميع جوانبها ولا ننحاز الى جهة باندفاع عاطفي او فكري او من منطلق ديني مغلوط او اجتماعي عرفي متخلف كي تكون مواقفنا وتصرفاتنا تجاه هذه المشاريع المطروحة عن دراية تامة بايجابياتها وسلبياتها بمنافعها ومضارها .. وقد يخيل لنا في لحظة من اللحظات باننا في حيرى من امرنا في دعم هذا المقترح مراعاة لجانب غرائزي او رفضه لاضراره البايولوجية والاجتماعية والاقتصادية ولكن يجب ان نغلب اقل الضررين فيما نراه صالحا لجهة الصغار من الذكور او الاناث .. وان لا نقف مكتوفي الايدي دون ان نتخذ قرارا محددا فليس في الحياة امر مكتمل الصلاحية او شيء كله سيئات او كل شيء فيه حسنات... فهي امور حساسة ودقيقة وهي بحاجة الى بحوث ودراسات للوصول الى افضل الحلول وتحديد الموقف المناسب من هذا الطرح ..فان سايرنا المشروع بالسماح بتزويج القصر من الاولاد فقد نقع في مطبات متعددة من عدم تقدير المسؤولية العائلية ووجوب الالتزام بهذه العلاقة المتكونة من الزوج والزوجة وعدم التفريط بها كما يحدث الان من انجراف الازواج الصغار بعلاقات متعددة بعد الزواج والدخول بتجارب محرمة مع اخريات خاصة بالنسبة لمجتمعنا المحافظ وحدوث المشاكل وتفاقمها وهو ما ينطبق على الزوجة الصغيرة بنفس الوقت التي لا تدرك مسؤولية هذه العلاقة الشرعية بين الزوج والزوجة وحرمة عفافها على الاخرين فتقع ضحية اغراءات متعددة لانها لاتستطيع ان تفرق بين جواز الاولى وممنوعية الثانية خاصة اذا ما اقحمت الصغيرة بالزواج من رجل مسن او شيخ عجوز فانه لا محالة من سقوطها في هوة الزلل الذي لا يغفره مجتمعنا في معظم الاحوال فتثور الفضائح ..كما ان الصغيرة لاتعرف كيف تربي الاطفال وهي بهذه السن المبكرة بل وقد لا تكون قد بلغت سن النضج فهي لاتستطيع ان تؤدي وظيفة المعاشرة وتصيبها بالام والاحباطات الكثيرة قد لا تستطيع تجرعها فتتراكبها العقد النفسية وقد تلازمها طيلة حياتها .. هذا من جانب ولكن حجب الصغار والضغط عليهم ورفض زواجهم وعزلهم ومنعهم من الاختلاط ببعضهم وهو ما تفعله معظم العوائل داخل مجتمعنا خاصة بالنسبة للفتيات وهو اجراء خاطيء ايضا بالنسبة لهن وبالنسبة للفتيان..... فان حجبت الفتيات عن الشبان فماذا سيحدث وهم غير مؤهلين للزواج لصغر سنهم وعدم وجود موارد خاصة بهم فهم يعتمدون على والديهم في معيشتهم فكيف سيصرفون على زوجاتهم وما ينجبون من اولاد في وقت قريب فهي مشكلة ايضا .. . ولو نظرنا في حقيقة كل هذه الحالات نجد ان العامل الرئيسي فيها هو الجنس والرغبة والشهوة وهي افة نحاول جميعا ان نتغافلها ولكنها تتفاعل في اجسادنا رغم انوفنا ولا بد ان تكون امام انظارنا في أي محاولة لايجاد الحلول لهذه المشاكل خاصة بالنسبة للصغار .. فعلى المنظمات الانسانية في جميع نشاطاتها البحث عن الحلول... وان تضع الغريزة نصب اعينها و قبل كل شيء .. ثم تبحث بعدئذ في مواضيع الاهلية والتأهل والاستعداد النفسي في تحمل مسؤولية الزواج وادارة شؤون البيت ومراعاة الاعمار والاختلاف الطبقي والفوارق الثقافية والاجتماعية وحتى المالية فكلها عوامل مؤثرة في صحة تكوين هذه الرابطة التي لو اغفلنا احداها فشلت وعم الخراب وان لا نحاول ان نفكر في عقولنا ونصدر الاحكام بل علينا ان نحاول ان نفكر في عقول الصغار والمراهقين وندخل احاسيسهم او على الاقل ان نتقرب اليها كي تكون قراراتنا صائبة الى حد ما وان لا نتمسك بعنجهية الاستبداد .. فكما قلنا ان الزوجة الصغيرة الغير بالغة تكون بمثل هذا العمر مشوشة الفكر معدومة الخبرة او التجربة لا تميز بين ما يجب وما يجوز وما لا يجوز فقد تعتقد بان الزواج قد اطلق لها العنان دون حواجز او موانع مادية فتندفع في منزلقات وبصور مختلفة من الخيانات الزوجية وهي لا تدرك حدودها ولا تجد فيها أي محذور اذ انها عاجزة عن تقدير المسؤولية العائلية او الاجتماعية وقد لا تستطيع ان تفرق بين ما كانت تفعله ومداه مع اقرانها الصغار قبل الزواج وما يجب ان تكف عنه بعد ذلك فتسير على نفس النهج ونفس المنوال.... فكثير من المراهقات يرتبطن بعلاقات مع بعض الشبان قبل الزواج ولا ينقطعن عنهم بعد ذلك ... بل قد يجدن في زواجهن مجال اوسع فيندفعن بشراهة الى من احببنهم قبل الزواج فليس هناك من محذور .. وهي وقائع تحدث وليست من وحي الخيال لعدم قدرة الصغار على التمييز وتقدير المسؤولية والتحكم بتصرفاتهن بما ينسجم وحياتهن الجديدة ... فالزواج رابطة انسانية واجتماعية واقتصادية فهي عالم مصغر فيه جميع عوامل الحياة الاساسية لايدرك قيمتها سوى الكبار الذين استوعبوا مسؤولية هذه الرابطة واقتنعوا بها عن رضا متبادل وهو قل ما يحصل حيث ان مجتمعاتنا تتأثر بالعديد من العوامل الخارجية التي قد تقيد الارادة الشخصية وتتحكم فيها ... فزواج الصغار محفوف بكم هائل من المخاطر وتركهم دون زواج في مجتمع مثل مجتمعنا فمخاطره انكى وامر .. فمشكلة العلاقة الجنسية مشكلة عويصة وقد حاول العديد من الفقهاء ورجال الدين ان يجدوا لها مخارج شرعية واباحوا زواج المسيار والعرفي والمؤانسة والمتعة وهي في حقيقتها علاقات جنسية مبررة بفتوات شرعية لكي يبيحوا للفتاة والمراة بشكل عام تمكينها من المعاشرة غير ان هذه الزيجات المختلقة قد استغلت من قبل البعض وسببوا اضرارا فادحة لهذه الفتيات او النسوة فقد استغل زواج المؤانسة وهو الزواج الذي يعقد لفترة قصيرة استغلها بعض الزوار واصحاب المصالح من التجار الذين يفدون الى احدى البلدان العربية الاسلامية لمدة يو مين او ثلاثة ايام فيجد لهم اصحاب الفنادق بعض الفتيات الصغيرات لمعاشرتهن وفض بكارتهن ثم كثيرا ما يتركونهن حبلات وهن في عمر الورود التي لا تزيد عن العشرة او الاثنى عشر سنة ويغادر الازواج البلد ويتركون الفتيات الزوجات دون معيل ويلدن اطفالهن ويصبحن مشردات يضطررن لممارسة الدعارة في السر ومثل هذه الزيجات كثرت في بعض البلدان الاسلامية المتشددة وكذا الحال بالنسبة لزواج المتعة ناهيك عن زواج العرفي فهي اساليب معاشرة مشرعنة كي تمكن الفتيات والشبان من استطاعتهم المعاشرة دون استهجان المجتمع الاسلامي ومع كل ما يحدث يخرج علينا بعض الدعاة ليمنعوا الاختلاط ويفرضوا لبس النقاب وكل هذا يحدث داخل هذه الممنوعات وإن ارادوا ان يشرعوا القوانين فهم يفكرون بانفسهم بما يتلائم ومصالحهم دون ان يفكروا بالفتيات والفتيان المراهقين الذين هم احق منهم بايجاد الوسائل التي تمكنهم من المعاشرات بينما الكثير من الدعاة من تزوج بعشرات الزوجات ويطلبن المزيد فكيف سيؤول الحال وكيف ستستطيع المنظمات النسائية من ايجاد الحلول لهذه المشاكل التي قد يعتقد البعض بانها ليست ذات بال ولا اهمية لها لاشغال انفسهم بها والمصائب تحل اكثر فاكثر كل يوم .. فالغرب قد اوجد الحل باطلاق العنان والحرية في هذا المجال ولكن ماهو الحل في مجتمعنا المحافظ هل هو الاتجاه الى تشريع القوانين التي تجيز تزويج القصر من البنات والتي يروج لها بعض الدعاة لمصالحهم الشخصية لاقتناص الفرص تحت خيمة الشرعية بالحصول على القصر منهن لاشباع شهواتهم بالقانون تماشيا مع مراكزهم الدينية وليس الغرض منها حماية المجتمع من الفساد كما يدعون في الحيثيات والاسباب الموجبة لطرح مثل هذه القوانين والفتاوى من خلال هذه الزيجات المتنوعة وتحمل الاثار السلبية المترتبة المضرة والمسيئة والمجحفة... وفاتهم بان الفتيات اللواتي يتزوجن في سن الثامنة والتاسعة لا يقدرن المسؤولية ولا يعرفن الصح من الخطأ ولا يفرقن بين فراش الزوجية وفراش الغرباء من الاحبة والمتصيدين وهو ما يحدث بشكل كبير خاصة اذا ما تزوجن من كبار السن مما تجاوزا سن الخمسين او الستين كما ذكرنا فالمحذور واقع لامحال اذا ماعجز الزوج ان يحقق كل رغباتهن ويجدن من يكون مؤهلا من الشباب المليء بالحيوية ... وقد يكون هذا الامر اهون بالنسبة للفتيات الغير متزوجات فقد يكتفين ببعض المداعبات البسيطة اذ تتخذ الكثيرات منهن الحذر بخلاف التي تتزوج منهن وتجد الحرية مطلقة دون قيود وقد يؤدي الى الحمل من غير الزوج فيضيع النسب والانتساب ولكن الصغيرة لا تبالي طالما هي تحت عصمة الزوج المخدوع وكثير ما انجبت الصغيرات امثال هؤلاء الاولاد .. حيث تجد الزوج اسمر اسود والطفل اشقر اصفر وذو عيون زرقاء وهو ما يتنافى وقانون مندل والعكس صحيح وقد تتكشف الامور وتنتشر الفضائح فهل هذا هو الحل ؟؟؟؟؟؟؟ ام نتجه الى التضييق المتعسف الخانق والتحفظ الشديد بكل الوسائل التي نشاهدها من الحجاب والنقاب ومنع الاختلاط والفصل القسري والابقاء على الوضع حتى يبلغ الصبيان سن الرشد وتوفرالامكانيات له على تحمل اعباء العائلة وبعد ان يتمكنوا من ايجاد موارد رزق لهم... والضغط على الفتيات واغفال مشاعرهن وجميع متعلقاتها وبواطنها .. فعلى اية حال وطالما نحن نعيش في داخل هذا المجتمع المتشابك فالنخترع مزيدا من اشكال الزواجات للصبية والبنات ونخلق لهم المبررات ونشرع القوانين لتسهيل الامور فكل ما يحصل تحت طائلة القانون خير من ان يحصل مخالف له اوللشرائع والفتاوى ولكن يجب ان لا يقتصر التطبيق على الدعاة كبار السن من اعضاء البرلمانات فقط بل يشمل جميع الصغار دون تفريق او تمييز بل يجب ان يحصر حصرا بالصغار ... فحيث اننا قد بدأنا بزواج المتعة ثم اضفنا اليه زواج العرفي وفي السنوات الاخيرة اضفنا زواج المسيار والمصياف ووصلنا اليوم الى زواج المؤانسة الذي قد لا يستمر سوى يوم او يومين فلربما عن قريب سيضاف زواج الساعات والدقائق والثواني فكل شيء جائز في يومنا هذا .. فالعالم الغربي يخترع المكائن والتكنلوجيا ونحن اكثر منهم عبقرية نخترع الزواجات ......!!!!!
عن رابطة المرأة العراقية