زينب الركابي فنانة تحاور الجمال

2020-10-29

 مهمة الفنان أن يجعل حياة الآخـرين جميلة

 

ي13

الفن حلم راودها  منذ الطفولة، فسعت إلى تحقيقه بكل جهد ومثابرة، طريقُها لم يكن معبد كما يلزم، لكن طموحها وعشقها للفن غذّا عزمها وجعلا حلمها يصبح حقيقة . جعلت الطين، والفرشاة، أدوات طيعة للتعبيرعن مشاعرها بكل أشكالها...  فادركت رسالتها في نشر الجمال، وكان لأعمالها صداً في  قاعات الفن التشكيلي، حيث دأبت على عرض أعمالها التي أصبح لها تاثيراً في نفوس متتبعي وعاشقي الجمال ... إنها سعيدة بما وصلت اليه، لكن سعادتها يشوبها القلق والخوف، فهناك رسالة ترغب إيصالها للمتلقي، لذا فقلق  يسكنها عند شروعها بانجاز أي عمل، وخوف من ان لا تستطيع بلوغ الهدف، .إنها تعتبر العمل الفني مسؤولية، والشعور بالمسؤولية يكبر كلما كبرت مساحة الإنتشار . وهاجس عدم بلوغ الهدف والرغبة في التجديد والخروج عن القوالب التقليدية،  بجدد  لديها شعور القلق والخوف،  وان هذا الشعور يلازمها  ما دامت تعمل .

ي10

استهوتها عملية الخروج عن النمطية والتقليد، فطوّعت الطين والأكاسيد، المزججة بدرجات حرارية عالية، وبعد اكتمالها تلصقها على قواعد من الخشب لتجسم موضوعاً ما في العمل الفني،  مع الإبقاء على صلة الفن بالواقع من خلال استخدام مواد مختلفة تضمن للعمل صفة المعاصرة وتدفع المتلقي إلى مشاهدة وقراءة العمل والتعرف عليه، فكان التركيب والإلصاق صفة تعبيرية في كل الأعمال، مع استخدام عناصر غير متجانسة، لتعطي التاثير بالقصة أو الفكرة التي تتضمنها .

تتبلور في أعمالها  ثيمة الوجه، للتعبير عما تعاني منه مجتمعاتنا من أمراض، وفق منظورٍ عصري،  ففي معظم أعمالها تطرح فكرة ما تؤرقها من مشاكل المجتمع، كالكذب، النفاق، الإزدواجية، والرياء ، وذلك من خلال وجوه معبرة .

أقامت معرضها الأول على قاعة دائرة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة، بعد أن شاركت في معارض جماعية، خلال 15 عام، فجاء معرضها بعد نضج  تجربتها خلال هذه السنين، وكان عنوان معرضها  " مرايا النفوس "، احتوى على 27 عمل اختلفت أحجامُها، وتوحد موضوعُها، وحظي معرضها " مرايا النفوس " باهتمام ملفت من الفنانين ووسائل الإعلام التي تفاعلت معه، كمبادرة  يجب التوقف عندها، بعد انقطاع طويل لمثل هذه المعارض وهجرة معظم الأسماء التي برزت في هذا المجال خارج البلاد . إسم المعرض مستوحى من مقولة الأديب مصطفى لطفي المنفلوطي حيث يقول : (الوجوه مرايا النفوس تضيء بضيائها وتظلم بظلامها).. فالمعرض ترجم  من خلال  قطعه، معاناة المجتمع وتداعيات الظروف التي عاشها الإنسان العراقي خلال السنوات الأخيرة، وبعض الظواهر السلبية التي خلفتها الأوضاع الإستثنائية  في شخصية الفرد  » .

اختارت «المرايا»  لأنها أرادت لأعمالها أن تعمل عمل المرايا، أن تعكس الجوهر الحقيقي دون رتوش، لتكشف الصور الداخلية والمفردات المتعاكسة التي تكمن في النفس البشرية : الصدق والكذب، الإخلاص والخيانة، الجمال والقبح، الأمانة والغدر...  بعض المفردات اللغوية تشي بمعانٍ باتت باهتة في مواقع كثيرة، بسبب ما أُسبغ عليها من مديح، وهي بالمحصلة تحتاج إلى تفسيرات وأجوبة، أو أسئلة لتكتمل قصتها ومعانيها.. دون أن تشي بأسرارها  .

 

أعمال زينب الركابي تتنوع أشكالها، ضمن الثيمة التي تختارها، والتي حمّلتها بصماتها التي تعبرعن دواخل النفوس التي تكشف حقيقة المتواري، فجعلت الوجه مرآتها الكاشفة، وبذا كانت معروضاتها، أوجه شكلتها وفق رؤيتها التعبيرية والفكرية، فتمزق فيها الوجه الإنساني كما يتمزق الستار.. وتناثرت أجزاؤه كما تتناثر أوراق الشجر في فصل الخريف، فوجوهها بعيون غير متماثلة، وآذان متنفافرة، وأُنوف لا تشبه الاُنوف، الوجه برمته ممزق مشوه، وبدون رقبة تسنده .. أشلاء متناثرة هنا وهناك على مساحة العمل نفسه.. هذا الوجه الإنساني المتشظي والحزين الذي يُشاهد في معروضات الركابي.. هو ليس فقط  ما نشاهده في الإنفجارات والعمليات الإرهابية التي تقتل العشرات .. بل هو موجود أصلاً في وجوهنا نحن الذين نعيش هذا الزمن الرديء .

فنانون تشكيليون وصفوا  تجربة الفنانة زينب الركابي  " ومراياها بأنها لا تشبه مرايا الفنانين الآخرين، فهي «لا تعكس الواقع المتخيل، ومنجزها الإبداعي ينطلق من فكرة أساسية تقوم على حدس أو هاجس الإكتشاف وتعرية الأشكال من كل ما هو وهمي أو مضاف، لتذهب إلى الأصل، تماما مثل مهمة منقب محترف" .

 

ي12

 

لاتعتمد الركابي على الأوهام في صياغة فكرتها، فإنها في أعمالها تتحول إلى عالم آثاري لايعتمد على  الألوان والأشكال وانما يغوص عميقا إلى الجذور .الوجوه التي تبتدعها زينب تعكس الحقيقة بعيداً عن التزييف والتزويق، إنها تاخذك عميقاً إلى الجوهر الحقيقي، إنها  تكشف صور الروح الداخلية  . لذا فان معرضها " مرايا النفوس "هو صرخة ضد الكذب والرياء الذي يغلف الشخصيات الإنسانية المخادعة .

 

سيرة

 

درست زينب الركابي فن الخزف في محترف مديرية التراث الشعبي بأشراف الاستاذ مؤيد نعمة و قاسم حمزة 1993

 

.تخرجت من كلية الفنون الجميلة فرع الرسم 2012.

عملت على تنفيذ تصميم مجلة تشكيل ومجموعة من الملفات والبوسترات .

لها مقتنيات في الأردن، لندن، هولندا، ألمانيا، دبي، إيطاليا .

عضوة مؤسسة في رابطة التشكيليات العراقيات .

شاركت في المعرض الأول 2008 والمعرض الثاني 2009 في فندق شيراتون، ومعرض في المؤتمر العالمي في كردستان 2011، وحصلت على شهادة تقديرية وعلى قلادة الإبداع سنة 2014 من نقابة الفنانين العراقيين بمناسبة يوم المرأة العالمي .

نالت عضوية نقابة الفنانين العراقيين عام 1997 وعضوية جمعية الفنانين التشكيليين .

تعمل في دائرة الفنون التشكيلية .

اول مشاركه لها في معرض الشباب على قاعة الصراف 97- 98 .

شاركت في معارض دائرة الفنون للسنوات من 2006 و لحد الان، كذلك معارض جمعية الفنانين التشكيليين من 2000 ولحد الان .

شاركت في مسابقة عبلة للخزف 2002 و نالت شهادة تقديرية ومعرض اصدقاء قاعة عبلة 2002 .

عملت على تنفيذ تصميم مجلة تشكيل ومجموعة من الفولدرات والبوسترات .

ْ

عضوة مؤسسة في رابطة التشكيليات العراقيات .

شاركت في المعرض الاول 2008 و المعرض الثاني 2009 في فندق شيراتون وفي تنظيم العديد من معارض الرابطة و كافة معارضها الى حد 2012.

شاركت في معرض كركوك عاصمة الثقافة العربيه في 2010 .

شاركت في جميع معارض نقابة الفنانين منذ عام 2011 ولحد الان وحصلت على شهادات تقديريه .

شاركت في معرض جمعية Art Role في المؤتمر العالمي في كردستان 2011 و حصلت على شهادة تقديريه .

حصلت على قلادة الابداع سنة 2014 من نقابة الفنانين العراقيين و بمناسبة يوم المرأة العالمي .

اقامت المعرض الشخصي الاول في 2014 بعنوان مرايا النفوس .

كُرمت من قبل وكيل وزير الثقافة بشهادة (مبدع عراقي ) 2014 .

افتتحت معرضها الشخصي الثاني في 18/12/2014 في بابل وعلى قاعة الود برعاية دائرة الفنون التشكيلية .

 

تم تكريمها من قبل مؤسسة جائزة العنقاء الذهبية في 1/3/2016 للمراة المتميزة بمناسبة يوم المراة .

كما تم منحها كتاب شكر وتقدير من منظمة نعم الفن للجميع الامريكية تقديراً للعطاء المتميز والمشاركة في خدمة وتنمية المجتمع و نشر الثقافة و الفن 2017 .

عالية كريم

رئيسة تحرير "معكم"

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved