وظلمٌ يَطوفُ فهلْ تَرْكَعُ... وعينُكَ تَشمُخُ لا تَدْمَعُ ؟
وصوتُ الثَّرى في صداهُ الدُّجى... وكلُّ نِداءٍ همي يوجِعُ !
أَلَذَّةُ ذُلِّ تُظَلِّلنا... سكارى بِذُلِّ الرؤى نَجرَعُ ؟
أَنَنسى حليبَ الثَّرى والهوى... وجمرُ الهوى في الثَّرى يسطعُ؟
أَنعشَقُ في الأرضِ لونَ الدُّجى...وكم طعنةٍ في الدُّجى تُفجِعُ ؟
وتاريخُ جَدِّكَ يمشي سِجالاً... فكيفَ سَتَمشي ردىً يَقْبَعُ ؟
وكيفَ الهَزيمَةُ فيكَ مَشَتْ؟... أَتبقى على ذُلَّةٍ تَقْبَعُ ؟
مكانُكَ شمسٌ بِقدسي مَشى... وقدسي بِعَتْمَتِها تنبُعُ !
بكى حَجَرٌ فوقَ دَمْعِ الثَّرى... ولم يأتِ سيفٌ ولا مَدفعُ !
كدَمْعَةِ جمرٍ يُطلُّ الشَّهيدُ... وما طلَّ جمرٌ ولا مَقْلَعُ !
نغني الثَّرى دمعُهُ يَفضَحُ... ودمعُ الغناءِ جوىً يَرضَعُ !
فهل مَضَتْ خيلُنا وانتَهَتْ... بخيلِ البُطولَةِ نَستَمْتِعُ !
ومعتَصماهُ كَدَمعٍ جرى... وصوتُ الدُّموعِ ألا تَسمعُ ؟
كأَنَّ الدِّماءَ مَحَتْ لونَها... وجرحُ الثَّرى جَمْرَهُ يَصنَعُ !
فهل يَستَبيحُ الدُّجى مَجدَنا... وما زالَ تاريخُنا يَلْمَعُ ؟
أَنَمشي بِدَمعِ المدى خِسَّةً... وما... ما مشينا خُطاً تَركَعُ ؟
فصوتُ الثَّرى فيهِ جَمرُ الصَّدى... يَدُقُّ الصَّباحَ، دُجىً يَخلَعُ
فإما صباحٌ يَرفُّ المدى... وإما ضَياعٌ غداً يَقرَعُ
على دميَ الجُرحُ باحَ لَظىً... وثأرُ اللَّظى في دمي يَلدَغُ
صَهيلاً أَعودُ لأَرضِ الفِدا... أَدوسُ انهِزاماً ولا أَخضَعُ