يا دمعة تكتبُ وصيَّتَها
ولا تتخلى عن صهيلِها
لأنَّ في دمها أَجراسُ القيامةِ وأذانُ الأقصى
وطنٌ في داخِلِها تسمعُ آهاتِهِ
تركضُ إليهِ ملتحِفَةً عباءَةَ الانتماءِ والوفاءِ
ومن لا يلقي عليكِ تحيةَ رحمةٍ
لا يخدشُ رسالتُكِ التي تدقُّ أَبوابَ السماءِ
فقد أَمطرت عليكِ الأرضُ الفلسطينيَّةُ أَجملَ رحمةٍ
وهيَ تطوفُ بكِ مُدنَ فلسطينَ
يكفيكِ يا شرين أَنكِ نفضتِ الغُبارَ عن عيونِ التاريخ
وفتحتِ نوافذَ الشمسِ على الأذانِ يُعانقُ أَجراسَ الكنائِسِ
وصعدتِ جُلجُلةَ الوقتِ حامِلةَ صليبَكِ
يرتلُ أَيقونةَ الصَّباحِ معَ الرهبانِ وأَبطالِ المُقاومةِ
فتوحَّدت فيكِ الأرضُ أُغنيةً مبلَّلةَ بدمائِكِ
وصليبُكِ يُعانِقُ الثَّرى على صوت الأذانِ في جنين
ومغارةُ بيت لحمَ تُعَمِّدُكِ بِدموعِهاوالقدسُ تحتضنُ ثراكِ
ايقونةَ اعلاميَّةً تُشيرُ نحو الشَّمسِ
لا يزالُ صونُكِ يسكنُ القلوبَ والمشاعرَ
يرسمُ همجيَّةَ الاحتلالِ
وأنتِ في خندقِ المعارِكِ صامِدَةً
فلا الموتُ يلاشي هذا الصوت
ولا الرصاصُ يقتُلُ هذهِ المواقف
تسأَلُ عنكِ بيت لحم
وتطوفُ شوارِعَها تبحثُ عن شذاكِ
فتراكِ فوقَ جِبالِ الشَّمسِ تنقشينَ اسمَ فلسطينَ
فكيفَ تُغادِرُ هذهِ المشاعر برحيلكِ؟!
ولا يزالُ حضورُكِ قيامةً جديدةً
في القلبِ والروحِ والأَرضِ
والمشاعِرُ لا تَزالُ تَتَوَهَّجُ في خطواتِ الأرضِ
تراكِ ابتسامةً مشرِقَةً بالصَّباحِ
ابتسامةٌ تحملُ صليبها
وهيَ تودِّعُ ليلَ الهزيمةِ
بأَبجديَّةِ الانتماءِ للأَرضِ والوطنِ
شرين....
لا تسأَلي الوقتَ عن مشيئَةِ حُضورَكِ
وحضُروكِ تاريخٌ يكتُبُ ملحمةَ فلسطينَ
والحقيقةُ في عُيونَكِ تبوحُ بهمجيَّةٍ احتلاليَّةِ تقتلُ أطفالنا وشيوخَنا ونساءَنا
وتطلبُ المزيدَ المزيدَ
يكفيكِ يا شيرين...
أنكَ نفضتِ الغُبارَ عن عيونِ التَّاريخِ
وفتحتِ نوافذَ الشَّمسِ
على الأذانِ يُعانِقُ أجراسَ الكنائِسِ