وكُلَّما قرأَتُ أَحرُفَ الجريدةِ ينهضُ اللُّصوصُ في دمي كعتمَةٍ... تَبيعُ عُنواني وتشتري تَذاكِرَ الرَّحيلْ ! وأَعودُ أَقرأُ الجريدةَ تمضي في دمي بُرودَةٌ يَنامُ في سَريرِها العويلْ ! وهل تقولُ لي حُروفُها بِشارةً... إذا دمي... إذا ما جاءَ يكتُبُ الح...
وتسأَلُ كيفَ سيمضي بكَ الوقتُ مثلَ فريسةٍ تنهشُ فيكَ الذِّئابْ ؟! أَمامَ عُيونِكَ يمضي السؤّالُ يُفَتِّشُ عن جِذعِ زيتونَةٍ نَقَشَتْ غيمةَ الأَرضِ !! كيفَ سيخجلُ منكَ السؤَّالُ وما ما خَجلتَ وأنتَ تقومُ وتَطرِدُ منكَ السَّحابْ ؟؟! أَيوجِعُ قلبُكَ هذا...
يا دمعة تكتبُ وصيَّتَها ولا تتخلى عن صهيلِها لأنَّ في دمها أَجراسُ القيامةِ وأذانُ الأقصى وطنٌ في داخِلِها تسمعُ آهاتِهِ تركضُ إليهِ ملتحِفَةً عباءَةَ الانتماءِ والوفاءِ ومن لا يلقي عليكِ تحيةَ رحمةٍ لا يخدشُ رسالتُكِ التي تدقُّ أَبوابَ السماءِ فقد أ...
يبكي النقبْ ! فصولةُ السُّيوفِ ضائِعةٌ ولم أَرَ ندماً يجولُ في عيونِ أَبي لَهبْ ! فالسَّيفُ مدفونٌ... وما عادت بطولةُ المعاركِ تمشي في خطا العرب !! يا للعَجبْ !! كيفَ تَبَدَّلَ التَّاريخُ، أَصبَحت العروبةُ تمتطي جحوشَها تُساقُ جاريةً لتوقِدِ الحَطَ...
للكلمة قدسيتها ولحضور الشاعر قدسيتهُ ونحن أمام ديوانه الشعري الذي كتبه ونقشه بدمه وفكره ووجدانه الوطنيِّ الإنسانيِّ المتوقد للحرية والشمس وهو يحمل همَّ وطنهِ من وعد بلفور مروراً بهبة البراق ورشيد عالي الكيلاني الى الثورة العربية الكبرى ثورة عام 1939...
يُفَرِّغُني الوقتُ من خطوةِ الشَّمسِ، وما بينَ شمسي وبيني فراشةُ ضوءٍ... فمنْ سيقودُ رؤايَ إليها سوايَ لأَحملَ في يَديَ السُّنبُلةْ؟؟! وكيفَ سأَبحثُ عنْ دَمعَةِ الأرضِ، والدَّمعُ بحرٌ يَدُقُّ المكانَ، فَكيفَ أَرُدُّ الجوابَ؟؟! فهلْ جفَّ فيَّ الصَّهي...
نحنُ العَرَبْ أَغلقنا نافِذَةَ الصَّباحِ، فَتَحنا بابَ الإغتِرابِ، كَعابِرينَ مَتاهَةً... فقادنا الضَّبابُ أَنكَرَ أَرضَنا هميُ السُّحُبْ ! وتنازَلَتْ أَحلامُنا هَبَطَتْ إلى كَهفِ الظَّلامِ، تَراقَصَتْ بِرؤوسنا خَمرُ العَجَبْ ! وَنَعيشُ ذُلَّ هَزيمَة...
يدقُّ المساءُ على بابِ جرحي فكيفَ سأَفتحُ باباً إذا قلبي لم يَشْتَهِبْ ؟؟! وهذِهِ لوعَةُ دمعي تصيحُ كَشَهْقَةِ موتٍ وهم يشربونَ دموعي كإحدى وصايا الكُتُبْ !!! دمي أَنَّةٌ... يغمسونَ فَجيعَتَها كالطعامِ، يدقُّ النِداءُ على صمتِ كفيّ فكيفَ سأَسمعُ صوتي...
وظلمٌ يَطوفُ فهلْ تَرْكَعُ... وعينُكَ تَشمُخُ لا تَدْمَعُ ؟ وصوتُ الثَّرى في صداهُ الدُّجى... وكلُّ نِداءٍ همي يوجِعُ ! أَلَذَّةُ ذُلِّ تُظَلِّلنا... سكارى بِذُلِّ الرؤى نَجرَعُ ؟ أَنَنسى حليبَ الثَّرى والهوى... وجمرُ الهوى في الثَّرى يسطعُ؟ أَنعشَقُ...
أَتَنْتَظِرُ العُروبَةَ كي تُقَدِّمَ نخوةً فنجانُها رَقَصَتْ على أَطلالِهِ لُغَةُ الغِيابْ ؟؟! تَموجُ على قصيدَتِها وقافيةُ الكلامِ تلوبُ خجلى منْ سيُسعِفُ في معانيها السَّرابْ ؟؟! تُسافِرُ كالمَتاهَةِ بينَ دمعِ القُدسٍ والأقصى تَمُرُّ قصيدةً...