أَنـَــا

2010-03-28

عن//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/701b4858-b38f-4644-b267-8355b38403a3.jpeg مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة؛ صدر لـ"إسلام شمس الدين" كتابه الأول " أَنـَـا " في 170 صفحة من القطع المتوسط. تصميم الغلاف: محمود ناجيه.

إسلام شمس الدين يقدم نفسه في كتابه، وعلى الغلاف الخلفي، بقوله:

( مَا كُنْتُ مَلاكًا
وَلاَ شَيْطَانا
وَلاَ حَمَلْتُ مِنْ اِسْمِي الكَثِيرْ
فِيْ بَعْضٌ مِنْ عِصْمةِ الأَنْبِيَاءْ
وَطَهَارَةِ القِدِّيسِينْ
وَنَزَقِ الأَشْقِياءْ
وَدَناءةِ البَشَرْ

هَذَا "أَنـَا"...
مُتَجَرِّدًا إِلا مِّنِّي
خَطَايَايَ ، خَطَايَايَ... لَسْتُ أُنْكِرُهَا
مَنْ شَاءَ يَلْعَنُني
أَوْ شَاءَ يَرْمِيني بحَجَرْ. )

" أَنـَـا" حالة إبداعية خاصة، جمعت بين بلاغة الشعر ورقة النثر، في لغة هامسة يترقرق الشعر بين جنباتها، وتتعارك الصور البلاغية فتنساب حروف اللغة، ناطقة، ترسم مع موسيقى النصوص لحنًا شجيًا متناغمًا.
" أَنـَـا" مجموعة عامرة بالأحلام والانكسارات، والآمال والإحباطات، والأمل والألم، وعامرة أيضًا بالأسرار التي لا يمكن اكتشافها من قراءة أولى.

من نصوص الكتاب :
الآلِهَةُ تَخْلَعُ الأَقْنِعَة / فِي أَحْضَانِ غَانِيَة / الخَطَايَا العَشْر / إِلَيْكَ قَيْس / رِسَالَة مِنْ صَدِيقَة /
غُرْفَةٌ لا تَتَّسِعُ لِشَخْصين / هَوَامِشٌ عَلَى دَفَاتِرَ مُهْمَلَة / القِطَّةُ تَبْقَى قِطَّة / فِي العِشْقِ وَالطِّب /
الاِسْمُ إِسْلام .. التُّهْمَةُ عَرَبِيّ / اِمْتِحَانُ نِهَايَةِ الفَصْل / النُّقْطَةُ الأَخِيرةُ فَوْقَ السَّطْر.

 

• • • • •

فِي أَحْضَانِ غَانِيَة

من كتاب " أَنـَـا " لـ إسلام شمس الدين



• • • • •
دَعِِْيني لَكِ...

دَعِِْيني اللَّيْلَةََ لكِ

سَأَخْلَعُ عَلَى أَعْتَابِكِ ذَاتِي

وَأحُلُّ ضَفَائِرَ أَفْكَارِي

وَأَزْرَارَ لُغَاتِي

سَأَنْزَعُ خُمُرًا تُخْفِينِي

تَسْبِينِي

تَحْجُبُني عَنْ أقْرَبِ حَاجَاتي.

سَأَكْسرُ قَيْدًا أَرْهَقَني

أَزْهَقَني

أَدْمَاني وأَثْقَلَ خُطُواتي.

اللَّيْلَةََ أَدْخُلُ مِحْرَابَكِ

قَدَمًا قَدَما

نَدَمًا نَدَما

أَسْكبُ فِي حِجْرِكِ أَنَّاتِي

وَأَحُطُّ حُمُولاً تُعْجِزُني

وَوَجَعًْا يَعْبَثُ بِرُفَاتي

أَتَرَجَّلُ مِنْ فَوْقِ جَوَادٍ

أَعْيَتهُ الرِحْلُ

فَأَغْتَسِلُ ثَلاثًا..

وَأُقِيمُ صَلاَتِي.


• • • • •


لا تَنْدَهِشِي...

لا تَنْدَهِشِي لِعَوْدَتِي

فَالطِّفْلُ المُتَسلِّلُ خَلْفَ رِجَالِ القَرْيَةِ إلَى بَاطِنِ الجَبَل

يُعِيدُهُ الحَنِينُ إلَى قِطْعَةِ حَلْوَى

وَالفَتَى المُسَافِرُ خَلْفَ الفَرَاشَاتِ إلَى مُرُوجِ الحُلْمِ

يُعِيدُهُ طَعْمُ القُبْلَةِ الأُولَى

وَالعَاشِقُ المَكْسُورُ شِرَاعُهُ فِي مُحِيطَاتِ الطُّهْرِ

يَرْسُو عِنْدَ أقْرَبِ مِينَاءٍ بِلا دَائِرَةٍ جُمْرُكِية

وَالفَارِسُ المَهْزُومُ غَدْرًا فِي سَاحَاتِ النُبْل

يَغْزِلُ مِنْ الأَسِرَّةِ المُلَوَّنةِ رَايَاتٍ لِلنَّصْر.


• • • • •


لا تَنْدَهِشِي...

إِذَا مَا اِكْتَشَفتِ أَنَّنِي أُجِيدُ التَسَكُّعَ فَوْقَ الأَرْصِفَةِ المُبَلَّلةِ

لَيْلَةََ الكِرِيسْمَاس.

وَأَنَّنِي أُجِيدُ مُرَاقَصةَ السَّاقِطاتِ فِي الحَانَاتِ الرَّخِيصَة.

لا تَنْدَهِشِي...

إِذَا مَا اِكْتَشَفتِ أَنَّنِي بَارِعٌ جِدًّا فِي مُغَازَلَةِ النِّسَاء

وَالعَزْفِ عَلَى أَوْتَارِ الصَبْوِ

حَتَّى السَّاعَاتِ الأُولَى مِن الصَّبَاح

لا تَنْدَهِشِي...

فَأَنَا؛ يَا عَزِيزَتي؛

أَنْهَكَني التَحْلِيقُ حَوْلَ القَمِرِ عَلَى جَنَاحِيْ مَلاك

وَقَرَّرَتُ اللَّيْلَةََ النُزُولَ إلَى أَرْضِ البَشَر.


• • • • •


اللَّيْلَةََ سنَتَّخِذُ الجَسَدَ لُغَةً لِلحِوَار

فَأَنَا أَنفَقْتُ العُمْرَ فِي تَدْرِيسِ لُغَةِ الرُّوح

وتَقْدِيسِ لُغَةِ الرُّوح

وَأَنَا أَعْلَنتُها شَرْعًا يُوَحِّدُ الأَدْيَان

وَأَنَا أسَّستُها وَطَنًا يَزْرَعُ الرَّيْحَان

وَأَنَا مَنَحْتُها صُكُوكًا لِلمَغْفِرَة

وَبَذَرتُها فِي كُلِّ أَرْضٍ مُقْمِرة

وَأَنَا أَسْكَنتُها الشِفَاهَ والقُلُوبَ والأَجْفَان

وَأَنَا اِكْتَشَفتُ مُتَأَخِّرًا...

أَنْها لا تَمْنَحُ الدِّفْءَ لِلقُلُوبِ المُتَآكِلة !


• • • • •


لا تَهْمِسِي... لا تَهْمِسِي

فَفِي الغَرْبِ يَا عَزِيزَتي

يَجْعَلُونَ يَوْمًا لِتَعْريَةِ الأَجْسَاد

وفِي الشَّرَقِ يَنْتَهِكونَ جَهْرًا

حُرْمَةَ الأَعْياد

أَمَّا أَنَا...

فَقَدْ قَرَّرَتُ اللَّيْلَةََ أَنْ أُجَرِّبَ تَعْريَةَ الأَفْكَار !


• • • • •


قليلٌ مِنْ العِطْرِ يَكْفِي

وَقَمِيصُكِ الشَّفَّاف

فَأَنَا أَكْرَهُ التَّزْيِينْ

وَأَكْرَهُ التَّجْمِيلْ

وَأَنَا أَكْرَهُ التَّزْيِيفَ والتَّمْثِيلْ

وَأَنَا أَكْرَهُ النِّسَاءَ يَتَبَدَّلْنَّ كَالفُصُول.


• • • • •


لا تُفْزَعي... لا تُفْزَعي

لا تَغُرَّنَّكِ الأَخَادِيدُ المَحْفُورَةُ فِي جُدْرَانِ القَلْب

أَوْ الشَّيْبُ المُتَنَاثِرُ فِي أَرْوقَةِ الرُّوح

فَشَيْخُوخَةُ الثَلاَثِينَ - صَغِيرتِي -

قَدْ تَقْتُلُ فِينَا الطُّفُولَة

وَقَدْ تَغْتالُ بَرَاءةَ الحُلْمِ

وَزَهْوَ الشَّبَابِ

وَبَعْضًا

مِنْ طُمُوحاتِ الرُّجُولَة

لَكِنَّها أَبَدًا...

لا تُصِيبُ الفُحُولة !


• • • • •


تَرَفَّقي...

تَرَفَّقي بِالرَّأْسِ المُتْعَبِ

إِذْ تُرِيحِينَهُ عَلَى وَسَائِدَ صَدْرِكِ

فالأَفْكَارُ الشَّفَّافة..

سَهْلةُ الكَسْر !


• • • • •


كِتَابَاتِي ... كِتَابَاتِي

كُلُّهَا؛

كُلُّهَا...

لا تُسَاوِي لَيْلَةََ جنسٍ وَاحِدَة

أَوْ ضَمّةَ صَدْرٍ وَاحِدَة

أَوْ رَعْشَةَ شَبَقٍ وَاحِدَة

فَمَا لَكِ ولَهَا؟

فَأَنَا سَأَدْفَعُ لَكِ

- فِي كُلِّ لَيْلَةِ جِنْس -

نَصًّا جَدِيدًا !


• • • • •


لا تَخْجَلِي... لا تَخْجَلِي

فَنَحْنُ؛ يَا عَزِيزَتي؛ شَبِيهَان

نحن؛ يَا عَزِيزَتي؛ قَرِينَان

دَفَعْتِ الجَسَدَ طَوْعًا

وَدَفَعْتُ الذَّاتَ طَوْعًا

عَلَى طَرِيقِ الخَطِيئَةِ

أَضَعتِ كُلَّ شَيْء

وَعَلَى طَرِيقِ الطُّهْرِ

أَخْسَرُ كُلَّ شَيْء

فَكِلاَنَا؛ يَا عَزِيزَتي؛

مَارَسَ العِهْرَ دُونَ مُقَابِل !


• • • • •


اللَّيْلُ سُوَيْعَاتُهُ تَمُرُّ سِرَاعا

لَكِنَّ الصُّبْحَ لا يَجِيء !.

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2025 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2025 Copyright, All Rights Reserved