ق
بل كل شئ ، أود أن أؤكد بأني لست من المؤمنين بنظرية المؤامرة والداعين الى تجيير كل الأحداث والظواهر الملفتة للنظرالى تلك النظرية . ولكني أود أن أنطلق بشكل أكاديمي من موضوعة (أسئلة العلم ، وعلم الأسئلة) ومن طبيعة الحياة، طرح كافة المشاكل الجديدة والأزمات التي تواجهنا . هذه طبيعة التاريخ وحكمته ، إذ لا نمو ولا تقدم الا عبر مواجهة الأزمات . فالأزمة الكبرى التي يواجهها بلدنا والحالة التي لم يكن أسوء مما هي عليه الآن، فهو مهدد بأن يمحى من الوجود .هذه ليست فرضية للتنظير ، لكنها مُعطى تاريخي وموضوعي ... هذا مأ أعتقده . وتحديدا وواقع الحال هو الشاهد والمشاهدة في هذا الزمن الذي دخلناه بدون مقدمات نظرية وخبرة في إدارة الدولة وقطاعاته التنموية المختلفة ، وللأسف فقد أصبحت كل منطلقاتنا من مواقع الأستهلاك المستهتر،لا الإنتاج النَبِه والذكي .
منذ منتصف خمسينات القرن الماضي، أكتشفت هندسة الانشاءات وعلم مواد البناء موادا ً معجِلة أو مبطئة لتصلب الخرسانة، وفق أماكن استعمالها.. فمثلاً عندما يراد صب الأعمدة الخرسانية الساندة للمجسرات العابرة للأنهار والمسطحات المائية..فيمكن أن تضاف إلى الخرسانة مواداً مسرعة للتصلب. وكذلك اكتشف الطب البشري أدوية تساعده على الإسراع في تخثر الدم لإيقاف نزيف الجروح المستعصية، أو الإسراع في زيادة إسالة الدم في الشرايين للحيلولة دون تصلبها الذي قد يؤدي بالأشخاص إلى مفارقة الحياة.
فمن يضمن (في وسط هذا الانفلات الأمني واسع المجالات، وعدم تمكن السلطة من السيطرة على مختلف قطاعات الحياة)..من أن تقوم جهات معادية للسلطة بعمل تخريبي من شأنه أن يوقف عمل مسالك المياه المجهزة لتصريفه تحت الأرض.
حقا ً لم يوجد العراق في حالة من الضعف والوهن، وشعور مواطنيه ومسؤولييه باللامسؤولية مثلما هم عليه الآن..البلاد تحترق وملايين الناس يسيرون مشيا ً على الأقدام ولعدة أيام كي يصلوا إلى كربلاء المقدسة لإحياء ذكرى مر عليها ما يقارب 1400 سنة، غير آبهين ولا شاعرين بأن البلاد على شفير حرب أو تقسيم جائر لا يبقي ولا يذر لأي فريق من الفرقاء حتى اسما ً يعتز به أو ينتمي إليه...
ويغرق آخرون وللأسف في شرح فتاوي إبن تيمية مستسلمين لرموز الجهل والتجهيل...وعوضا ً أن يفكر أحدهم بإيقاد شمعة راح يصفق للضلال والظلام .
رغم إننا كشعب يمتلك كل المقومات الطبيعية والبشرية والإرث والتراث الخصب الذي يمكن لنا أن نرتكز عليه لنؤسس لنهضة وحضارة وكيان وحضور ووجود يحفظ لنا جميعا ً ماء الوجه. لكني للأسف لا أجد جملة تصف الموقف أبلغ من : (لا حياة لمن تنادي.)
وماذا بعد؟ كيف يمكن إستشراف المستقبل على ضوء ما يحدث وعلى قنديل هذه الملهاة القصوى...؟ وممثلي الشعب المنتخبين يمارسون أعلى درجات النرجسية والأنانية والتشبث بالمصالح الشخصية والصراعات الضيقة ، التي لاجدوى من ورائها ، وبذلك فلم يعد العراقي ( إن كان ما يزال يشعر بانتمائه)
وعلى أي طرق إحتسب نفسه سوى إسم جريح... وليس كل تنظيرات وأدبيات المنظرين قادرة على استيعاب ما يحدث...؟
ليس لدي سوى أمل واحد في الأفق ربما..
وهو أن التاريخ كلما تعفّن تغيّر، واعتقد إن هذا ما قد يحدث بالفعل.