عِندَما يشْدُو الأَنين

2010-06-10
هلاّ عذرتم مَنْ يدحرجُ قلبَهُ بين الزوايا والمحنْ
نفضَ الغبارَ عن الهويّةِ وامتطَى
قلماً بهِ جُرحٌ زَمِنْ
في جوفهِ نحتَ الحكايةَ مُرّةً
والعظمُ من أوجاعِها حصدَ الثمنْ
أثنوهُ كي لا يرسمَ الأيامَ من عينِ الألَمْ
ولْيكتبِ الأحلامَ ورداً في الفتنْ
هلاّ عذرتم دمعَهُ يومَ انتفَينا في الوطنْ
*****
قُلْ للذي غرسَ النوائبَ في نسيمِ صباحِنا
تركَ الدوائرَ تسكنُ البيتَ الذي في أرضِه يتحرّقُ
فالعمرُ في مرآتهِ يتمزّقُ
والوردُ في أكمامهِ متسائلاً يتفلّقُ
منْ ذا الذي دفعَ النسورَ تهاجرُ ؟
والطيرُ في أوكارهِ يتساءلُ
أينَ النوارسُ ترقصُ؟
إن لم يكنْ في عشبِها فرْشُ العروسِ تشقشقُ
فالفجرُ يخفي عطرَ داليةٍ تنامُ على شبابيكِ الوطنْ
*****
هلاّ عذرتم من لهُ قلمٌ يئِنْ
عند المسيرِ إلى جنونٍ يومَ نامتْ شوكتي
حين احتضارِ كتابتي
بين السطورِ وهامشِ الأحياءِ أحكي غُربتي
مَنْ عندهُ مفتاحُ ظلٍّ كي أُنادي غفوَتي؟
لا تعذروني إنْ رأيتم بي جُنوحاً أو عطنْ
إنّي ابْتليتُ بحبِّ أمِّ أنجبتْ
ولداً بهِ مسُّ الوطنْ
*****
هذا جنونٌ فاعذروا قلماً به لعجُ الجوَى
أولم تروا كيف القلوبُ تحطُّ في ركنِ الهوَى
وعلى شفيرِ الحقدِ ألقتْ خَبْأَها
يا أمةً ذرفتْ على أحزانِها جمرَ العدى
كيفَ السبيلُ لمنْ غوتهُ النفسُ يوماً واحْتسَى
صمْتَ الأُخوَّةِ لم يجدْ غير الصدَى
فالدّربُ طالَ بغيرِ لجمٍ واخْتزَنْ
علفَ الجنونِ وغَورَ بئرٍ في الوطنْ

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved