نقاط رئيسية:

تقديم 

1-  فرانك لويد رايت    

2-  طة حسين 

3-  د سابا شبر

4-  مثلث الفهم

5-  قصر الثقافة / مستغانم

"من لم يقرأ الادب العربي القديم لن يستطيع ان يقدم ادبا حديثا" من أقوال الدكتور طه حسين فالادب العربي القديم سواء شعر ام نثر خالد أبد الدهر ولذالك نستطيع ان نقول ان دورة الادب مستمرة على مر السنين فالأدب القديم كان حديثا لما قبله وايضا أدبنا الذي نسميه حديثا، سيكون قديما وهكذا دواليك ... الحلقات مستمرة وغير منفصلة .

واسمحو لي ان اؤكد لكم، ان نفس المبدأ ينطبق على العمارة الحديثة التي بدأت منذ الثورة الصناعية الاولى قبل اكثر من ثلاثمئة عام كانت منفصلة عن العمارة القديمة ففشلت وأصبحت تسمى بالعمارة المريضة لانها لم تحقق الراحة والصحة للانسان، ولوثت البيئة الى حد كبير ... وها نحن الان نعود الى الاصالة بمفهومها الجديد باسم الاستدامة وهو ما تميزت به عمارتنا القديمة .

لماذا اللغة مهمة للمهندس؟

٠ اهتمامي بمذكرات المهندس المعماري العالمي الأمريكي "فرانك لويد رايت" كان احد الأسباب التي دفعتني الى كتابة هذا الموضوع، وهو القائل بان الإلمام باللغة يساعد المهندس على شرح المشروع للاقناع والقبول به، وقال بان كثير من المشاريع الممتازة فشلت بسبب عدم قدرة المهندس على الشرح والإقناع...

٠ فرانك لويد رأيت نفسه أعاد تطوير نفسه بدراسة اللغة في الجامعة في الدراسات المسائية .

٠ ومن هذا المنطلق كان اهتمامي باللغة كأداة للاقناع عن المشروعات المطروحة .

استمرارية الادب

٠ تأثرت كثيرا لدي مشاهدتى الندوة التلفزيونية اوائل الستينات للقرن الماضي لطة حسين مع الأدباء العرب حيث قال للأدباء العرب "انتم تكتبون أكثر مما تقرأون"، وقال : من "لم يقرأ الأدب القديم لا يستطيع ان يقدم أدبا حديثاً، فالأدب الحديث كان قديما لما قبله"

٠ لقد تأثرت بهذه الأفكار واستعملتها في كثير من المؤتمرات الهندسية ولاقت الاستحسان .

٠ هناك مثل شعبي يقول ( اللي ما الو خير في قديمه ما الو خير في جديده)

إتقان اللغة

٠ تعلمت من المهندس د سابا شبر ابن القدس البار وخبير تخطيط المدن في الكويت، والحاصل على شهادة الماجستير والدكتوراه في تخطيط المدن من الجامعات الأمريكية،  والّذي اوصت لجنة التحكيم بانه يستحق دكتوراه أخرى في اللغة الانجليزية كونه متمكن منها اكثر من اهلها .

- القراءة

-  والاستماع

-  والإنصات

الآية الكريمة تصب في هذا الاتجاه والتي توضح بان فهم القرآن يعتمد على الاستماع والإنصات معا لكى يتحقق الفهم الكامل ولذالك لا بد لنا نحن معشر المعماريين ان نقرأ بوعي وفهم لعمارتنا القديمة والتعرف على اسرارها ومزاياها كونها امتداد لتجارب سابقة .

حكايتى مع والى مستغانم

-  أثناء عملي في الجزائر طلب مني المسؤولون تقديم استشارة فنية لبناء قصر الثقافة لمدينة مستغانم عاصمة الولاية .

-  أشار الوالى آنذاك بأنة يرغب بإقامة "قصر للثقافة "بوسط المدينة المزدحم وأشار إلى موقع المكتبة القديمة والتى كانت أيام فرنسا كنيسة .

- طلبت ثلاثة أيام للدراسة، زرت خلالها المدينة ومخططاتها الموجودة فى البلدية، واخترت موقعا خارج المدينة القديمة لعدم صلاحية موقع المكتبة القديم، لعدة أسباب فنية اهمها صغر المساحة، بل من المستحيل توفير الحد الأدنى لمواقف السيارات .

- الموقع الذي اقترحته يقع على تلة مرتفعة وعلى الطرف الآخر للمدينة ويفصله عنها وادي صغير .

- الوصول للموقع المقترح يتم من خلال الذهاب إلى شاطيء البحر، ولا احد يفكر بان إقامة جسر فوق الوادي سوف يسهل عملية الاتصال بين المدينة القديمة والموقع الذي اقترحته .

- الموقع الجديد مزروع بأشجار الصنوبر وعلى تلة مرتفعه مناسبة وتسمح  برؤية المبنى من مدينة وهران وكافة الطرق المؤدية للمدينة في الليل كمنارة للثقافة...

- طرحت فكرتى على الوالى ولم ارَ القبول...، وإذا به يقول لى ( أتريد ان يقول الناس عنى اننى "مهبول" إي مجنون ) لا لا يا سي صبحى٠٠٠

- توقفت عن الكلام وتوجهت إلى المستشارة التي رافقتنى للعمل معه بتكليف من المسؤولين في الجزائر العاصمة، وشرحت لها ماحصل .

- وفي المساء قالت لي بانها قالت للوالى عزوز( هكذا كانت تسمية) بان لا هى ولا هو يفهمون بالتخطيط والعمارة ولا بد من احترام رأى المختصين، فقال لها لا مانع عندي شريطة إقناعى بالفكرة، واقترحت ان يتم ذللك في الصباح وقبل عودتنا إلى العاصمة

- فكرت في الليل ولجأت لأفكار طة حسين وابن خلدون بعيدا عن الهندسة .

- في الصباح وعلى طاولة الفطور شرحت له على مبدأ ما يقوله طة حسين، بان هذا المبنى الجديد سيكون امتداد لمباني البلدة القديمة وكل ماهو مطلوب عمل جسر يربط بينهما، ثم ذكرت ابن خلدون الذي يقول "خير البناء ماكان على جبل حيث طيب الهواء" ، علاوة على أنة سيصبح منارة بالليل لكل الناس القادمة إلى المدينة، علاوة على توفر المساحات اللازمة لمواقف السيارات وإقامة الحفلات الشعبية حوله وسط أشجار الصنوبر، أنه بحق يليق باسمه، كمنارة ثقافية للمدينة .

٠ وإذا به يقول لى مبروك، واتصل بالمعلم اوشيش رئيس تعاونيات الجيش للبناء انذاك يخبره بالموافقة على الموقع، وبعدها تم أعداد الرسومات الهندسية اللازمة من اجل التنفيذ .