ماذا تعلمنا منه ؟
توفي شيخ المناضلين الشاعر كاظم السماوي في الخامس عشر من شهر آذار من عام 2010 في السويد . بعدما كان علماً بارزاً من أعلام الثقافة العراقية ومناضلاً عراقياً صلباً، خَبِرَ السجون والمعتقلات وأخيرا المنافي .
كاظم السماوي الذي أعطى للعراق كل ما يملك ولم يهادن ولم يرضخ لرغبة طاغية أو جلاد، وبقى شامخاً شموخ النخيل صابراً وصلداً كصخور الجبال، صوتا عراقيا أصيل ظل يغنى للفقراء وكان يحلم بالغد الملون الموشى بضحكات الأطفال .
شخصيات سياسية وثقافية معروفة كتبت عن (كاظم السماوي)
لقد كان الشاعر والكاتب العراقي "كاظم السماوي رمزاً من رموز النضال الوطني وعلم من اعلام الثقافة العراقية، وهب حياته للفقراء والكادحين . لم يكن صوته الهادر من استنهاض الناس ضد الطغيان، وقد كان شاعر عربي تترامى قصائده لشعب كردستان، وهو يحيه في نضاله البطولي من أجل التحرر... وكان صوته الصادح بأناشيد الحرية عابراً للأسوار ممجداً للإنسان .
" جلال طالباني" (رئيس جمهورية العراق الأسبق)
نفس ثائرة متمردة وفكر تقدمي مجدد وشعلة من شعلات الحرية في عالمنا العربي, وفي الصف الامامي من شعراء العرب من رعيل شعراء الحياة, انه كاظم السماوي.
(الكاتب اللبناني : جورج حنا)
درج كاظم السماوي في الشعر الحديث , مدرج الكشافة الاول, فأسلس له القياد, وسار به جموحاً ... وسار جنباً, وكان في الحالتين ذلك الذي يتعقد خلفه الغبار, حقاً انه كاظم السماوي لشاعر ماهر الخصب في نهر الشعر العربي الحديث.
(رئيس اتحاد الكتاب اللبناني سابقاً : الشاعر د.ميشال سليمان).
وكان كاظم السماوي شاعر القافلة السائرة في طريق موحش شائك يمج ترابه دماء الشهداء, وتتطاير في جنباته الصخور والأشواك. في هذا الطريق المظلم المرعب كانت قصائده اقوى من الموت, واعذب من اناشيد السواقي .
منذ أن أصدر ديوانه الأول ( أغاني القافلة ) المكتوب في زمن التحدي وإمتداد الحلم الى آفاق قصية، كان ذلك في عام 1950، وقد ظل كاظم السماوي حتى وفاته متألقا بكبرياء وقور متباهياً مع انسانية حالمة وآسرة في آن واحد، فلم يمدح ملكاً او اميراً او رئيس دولة ولا حتى ببيت شعرٍ أو سطرٍ واحدٍٍ في زمن إكتض بالمتساقطين . ورغم الزهد وشظف العيش الذي أحاط به فقد واصل كتابة الشعر الأصيل المبوح عن حبه لشعبه، منفتحا على كل أجناسه
.
وقد صدرت له بعد ( اغاني القافلة ) سبعة دواوين وهي :
ملحمة الحرب والسلم، الى الامام ابداً، فصول الريح ورحيل الغريب، قصائد للرصاص، قصائد للمطر، رياح هانوي، الى اللقاء في منفى آخر، وآخرها في عام 1999 "كردستان وردة النار ... ودرة الحلم".
وظل كما هو مكابر، حيث يقول في إحدى قصائده :
" انا إن خسرت العمر لم أخسر خطاي
حاصرت منتفضاً حصاري
ليس من احدٍ سواي
فأنا التوازن والتناقض والمصير
وانا خطاي "
ولكنه في آواخر سنواته المضنية وقد ضج في ألمه وهو في الغربة مرتلاً :
"ها انت مرتحلٌ ... وكم هاجرت
با الله كم دال الزمان ... وكم تهاجر
ماذا تبقى من لهاث العمر يا شيخ المنافي
الليل يطفئ نجمه .... الطرقات موحشة
وليل الصمت ... ملح "
هذا الصوت الهادر والمتواضع رحل عنا بعد تاريخ طويل من النضال في سبيل السلم العالمي، وقد مثل العراق في مؤتمرات ومهرجانات عالمية للسلام وقابل شخصيات عالمية مهمة مثل ( ماوتسي تونغ ) و( سوكارنو ) و( أنور خوجه ) وغيرهم وأصدر جريدتة"الانسانية " التي كانت تمثل حلم كل الناس الطيبين من كل القوميات ليعيش البشر في سلام ووئام .
دعوة لتكريم المناضل والشاعر العراقي كاظم السماوي
ومن المفارقات ان دعوات كثيرة كانت توجه للدولة والحكومة بعد سقوط النظام الدكتاتوري لتكريم الشاعر الكبير كاظم السماوي، غير ان هذه الدعوات لم تلقى بالاً لدى المسؤولين في العراق والمشغولين بقاضيا اخرى غير قضايا الثقافة والادب والفنون . فهي قضايا لا تمت بصلة الى ( دولة القانون ) ! هاهو الشاعر الكبير رحل عن هذه الدنيا الفانية ولم يلق تكريماً من احد شأنه شان الكثير من مبدعي العراق وافذاذه الا من اهل الثقافة والادب المشردين المنفيين في اصقاع المعمورة .
سيرته
ولد السماوي في العراق عام 1919 وعمل في الصحافة لسنوات طويلة وتعرض للاعتقال والسجن لمواقفه السياسية والانسانية وقصائده الجريئة المنتقدة لموقف الحكومات العراقية منذ مطلع خمسينات القرن الماضي، وهو مادفعه للهجرة عن العرق، وطالت غربته عنها حتى وصف بانه شيخ المنافي, حيث عاش نحو 50 سنة من عمره بعيداً عن وطنه .
نشر السماوي قصائده للمرة الاولى في الصحف والمجلات العراقية في اربعينات القرن الماضي وهو يعد واحداً من كبار الشعراء العراقيين في القرن العشرين، واصدر ديوانه الاول في 1950 وهو عضو جمعية النشر .
دواوينه
1. اغاني القافلة – شعر.
2. ملحمة الحرب والسلم – شعر.
3. الى الامام أبداً – شعر.
4. فصول الريح ورحيل الغريب – شعر.
5. قصائد للرصاص قصائد للمطر – شعر.
6. رياح هانوي – شعر.
7. الى اللقاء في منفى اخر – شعر.