لغة الجسد .. كيف نفهمها ؟ وكيف نؤديها ؟

2014-09-08
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/e06dedac-612d-41ba-8ba5-e4ec928cdd73.jpeg
 لا شك بان التفاعل والتعاطي بين الفرد وبقية الناس يشمل التحدث اليهم من خلال جمل وكلمات ونبرة صوت، اضافة الى حركات الجسد، التي نَستطيع بأن نَجزم بأنها اللغة التي تعتبر من أقوى وأهم شكل من أشكال التعاطي بين الناس، فهي اللغة المثيرة، لأنها تسمح لنا بقراءة أفكار من يبادلنا الحديث . لغة جسد شخص ما يوحي أو يفسر لك مدى إنجذاب أو نفور هذا الشخص لك ومنك، أو حتى تنشأ قصة غرامية من خلال معرفتك أو قراءتك الاشارات الجسدية الصحيحة! ولكن هل خطر ببالك أنك أيضاً تستطيع من خلالها ان تتحقق من الحقيقة والخداع، وأنك قد تُظهر الثقة والأحترام بتعاملك مع أي شخص وفي أي حال ؟ وأنك تستطيع أن تتحكم بمعظم المواقف الصعبة التي قد تواجهك ! أضف أنك قد تستخدم لغة الجسد لتكسب صداقات فورية أو للاقناع والتأثير على الآخرين أو حتى لبيع المزيد من البضائع، إن كنت صاحب متجر وهي تمنح الأشخاص فوائد وحسنات في كلا المضمارين الأجتماعي والمهني.

ان لغة الجسد أبلغ وأقوى من كل اللغات الشفهية، وقد تكون ذات تأثير فعال عندما نلمح الى شيء نوده أو نرغب به كثيراً، على سبيل المثال، اذا أردت أن تنشر جواً من الطمأنينة وتزرع الثقة في شخص ما، فعليك أن تبتسم، وتوجه جسدك اليه، وتكون الذرعان مفتوحتين والرأس مرفوعاً غير منخفض، وتوميء به بين الحين والآخر، كذلك يجب سحب الكتفين الى الخلف . كما يجدر الأنتباه الى مضمون الكلام أيضاً.

أن تعلم لغة الجسد، يعتبر بمثابة قراءة ما يدور في العقول ! لأن لغة جسد الشخص تعكس ما يفكر به، ولأن التلميحات غير الشفهية قد تناقض كلامه الشفهي ! لذا يجب تعلم قراءة هذه اللغة ومعرفة كيفية السيطرة عليها . وهنا يجب ان نشير الى حقيقتين :-
أن تقنيات لغة الجسد هي بحاجة الى ممارسة.
وعلينا ان نمارس لغة الجسد، عندما نشعر حقاً ما نقوله أو نشير اليه.

وبهذا يمكننا تعريف لغة الجسد بأنها الدراسة الشاملة للتعاطي والإتصال غير الشفهي بين الأشخاص، والتي تحدث أو تترجم باستخدام الحركات والوضعيات، والمسافات .

وبلا شك فان هذه اللغة تعلمنا كيفية التعاطي مع الاشخاص الذين ينتمون الى ثقافات ومجتمعات أخرى .

تعتمد لغة الجسد على دراسة معمقة للاتصالات الغير محكية وعلى أمرين مهمين يجب تعلمها ودراستها من جهة، ومن جهة أخرى فهي غرائزية ! كالابتسام عند الفرح، أو البكاء عند الشعور بالحزن، أما الباقي فيعتمد على كيفية نشوئها ومتى وأين ؟ فالاشارات الكونية التي يتشاركها كل الناس تُرسَلْ بواسطة المخ الاوسط الى عضلات الوجه ونتيجة ذلك، فليس هناك من فرصة لأي شخص أن يغير فيها!

ملاحظة هامة يجدر الأشارة اليها، أن هز الرأس الى الاعلى لقول لا أو الأسفل لقول نعم ليست ضمن الاشارات المرسلة "فهناك مجتمعات تستعملها عكسياً نذكر على سبيل المثال بلغاريا ومقاطعات في الهند"
هناك عوامل عديدة في لغة الجسد تختلف من شخص الى شخص ومن مجتمع الى آخر والتي قد تدل على ان لغة الجسد هي عملية تعليمية بحاجة الى دراسة!

يُظهر أغلبية الناس إشارات جسدية دون إدراك أو إنتباه! فتعتبر هذه الاشارات غير مُعتمدة بل أوتوماتيكية (اي دون تفكير مسبق بفعلها).

لغة الجسد اذن هي انتاج للعوامل الوراثية والتأثيرات البيئية. ولنضرب مثالاً آخر على ذلك فأن الطفل الذي يُولد أعمى، يبتسم عند شعوره بالفرح ويبكي عند شعوره بالحزن مما يؤكد أن هذا النمط من لغة الجسد هو غرائزي .

بالرغم من ان الناس عموماً لا يعون ذلك، فأنهم يبحون ويتلقون رسائل وأشارات غير محكية طول الوقت، هذه الأشارات تشير الى حقيقة ما يشعر به هؤلاء الأشخاص . إضافة الى ذلك، فان لغة الجسد تُعتبر مُهمة أكثر في بث الاشارات عندما تكبر المجموعة .

لقد أصبحت لغة الجسد أكثر شيوعاً بين رجال الأعمال وفي كافة أنواع البيع والشراء، حيث أصبح يتوجب على البائع أن يراقب تعابير الزبائن وذلك من خلال دراسة لغة جسدهم . ان البائعين الذين تدربوا وتمرسوا على قراءة لغة الجسد أصبحوا يتميزون عن غيرهم في بيع منتوجاتهم بطريقة أسرع، وإنتاجية أكبر وكميات أكثر، خصوصاً في مضمار شركات التأمين والشركات التي تروج لبضائعها الخاصة وشركات بيع السيارات .

واذا ما اردنا أن نقيس نسب كيفية أستقبال الناس الرسائل من بعضهم البعض؟
وجهاً لوجه فنجد بأن إستقبالها من خلال:
55% من لغة الجسد
38% من نبرة الصوت
7% من الكلمات التي تقال

هل تحسن التقاط التناقض في لغة الجسد ؟

لقد تطور بمرور الزمن موضوع مراقبة الناس للغة الجسد لدى السياسيين في كل مكان لأن الجميع يدرك بأن أكثر السياسيين يَدعّون في بعض الاحيان بأنهم يؤمنون بشيء ما وهم حقيقة لا يؤمنون به، أو يصرحون بمواقف لا تعكس حقيقة وجهة نظرهم، فهم يمضون أوقاتاً كثيرة يتجنبون ويدعون، ويكذبون، ويكتمون شعورهم واحاسيسهم، يستعملون حاجباً أو مرآة ويلوحون لأصدقاء خياليين بين الجمهور، ولكن غرائزياً نعلم بأنهم وبدون شك سيقومون بحركات متناقضة في لغة الجسد ونحن نهتم بمراقبتهم عن قرب لأكتشاف الاعيبهم .

أي اشارة تحذرك بأن السياسي يكذب حينما ترى شفتاه تتحركان.

ومن ناحية أخرى فأن الأنسان يستطيع أن يعطي وصفاً في غضون دقائق عند دخوله غرفة مليئة بالأشخاص عن علاقات أولئك الأشخاص ببعضهم البعض وبماذا يشعرون . حيث ان القدرة على قراءة تصرفات الأفراد وأفكارهم من حركاتهم كانت جهاز التواصل الأصيل الذي أستعمل من قبل البشر قبل تطور اللغات المحكية .
ومن المعروف بأنه قبل اختراع الراديو، كانت معظم الأتصالات خطية من خلال الكتب والرسائل والصحف، مما ساعد المتكلم الضعيف مثل "أبراهام لنكولن" على النجاح باستقطاب الجماهير عند مثابرته الطويلة واخذ وقته بكتابة خطاباته، أما الراديو فقد فتح المجال للأشخاص الذين يجيدون الكلام والخطابة مثل "ونستون تشرتشل" للنجاح والشهرة ولكنه كان يمكن ان يعاني في عصرنا الحالي الذي يعتمد على الرؤية والسمع .

يدرك أغلب السياسيين هذه الأيام بأن السياسة هي كناية عن الظهور في أنطباع جيد ولائق، وأكثرهم شهرة في هذه الأيام لديه مساعد شخصي لينصحه بكيفية اظهار اخلاصه واهتمامه، من خلال لغة الجسد وخاصة عندما يكون على عكس ما هو عليه .

مما يثير الصدمة بأن خلال آلاف السنين من تطور البشر، لم تتم دراسة "لغة الجسد" على اي قياس الا منذ عشرات السنين، ومع هذا فما زال معظم الناس يعتقدون بأن الخطابة هي اهم وسيلة للتواصل . في قديم الزمان، أي في مرحلة نشوء الأنسان القديم قبل أن يتعلم النطق، كانت لغة الجسد والاصوات الصادرة من الحنجرة هي الاشكال الرئيسية التي تنقل الى الآخرين العواطف والاحاسيس وما زلنا نستعمل الشيء نفسه في هذه الأيام، ولكن لأننا نركز على الكلمات التي ينطقها الأشخاص فأن معظمنا غير مطلع جيداً على لغة الجسد وعلى أهميتها في حياتنا .

ان اللغة المحكية تؤكد أهمية لغة الجسد في التواصل مثل الأمثال الشعبية الآتية : "خلي رأسك عالي" "ما تخلي شيء بقلبك" "افتح عينيك جيداً".


لقد تمكن ممثلو الأفلام القديمة الصامتة الرواد مثل : "شارلي شابلن" من إظهار موهبة لغة الجسد، لانها كانت الوسيلة الوحيدة للتواصل التي يمكن نقلها في الافلام القديمة .

وقد صُنّفت خبرة الممثل بأنها جيدة او سيئة بقدرته على إستعمال حركات جسده للتواصل مع المشاهدين، وعند ظهور الافلام الناطقة قل التركيز على لغة الجسد، مما حدا بالممثلين الصامتين الذين لم يحسنوا التكيف مع أظهار مواهبهم بالنطق الى الاعتزال .
     
ولكن أحياناً تبدو الأمور عكس ما نقول، فلماذا ؟

عندما نقابل أناساً لأول مرة، نسرع في الحكم على مدى صداقاتهم وسيطرتهم واحتمال ان يكونوا شركاء في العمل او اصدقاء شخصيين ونحن ننظر الى اعينهم اولاً .

معظم الباحثين يوافقون ان الكلمات تستعمل بشكل رئيسي لنقل المعلومات، بينما لغة الجسد تستعمل لقراءة التصرفات الداخلية . وفي بعض الاحيان، تستعمل بديلاً عن الرسائل المحكية . فمثلاً تستطيع امراة ان تبعث برسالة ما الى رجل بنظرة قاتلة والعكس صحيح .

هناك قواعد بيولوجية تتحكم بأعمالنا وردات فعلنا، وحركة لغة جسدنا، والشيء المذهل هو ان الانسان نادراً ما يلاحظ بأن وقفته، وحركاته وتصرفاته، تقول شيئاً ما بينما كلامه يقول شيئاً آخر.


اذاً لماذا لا يجب ان نكون نحن كما نحن ؟
لطالما ركزت الابحاث والمحاضرات على اهمية ان يتصرف الانسان وفقاً لمعاييره الذاتية او لمقولة "كن نفسك" ولا تحاول التصنع !

لسوء الحظ فان هذه الدلالة تنطبق جيداً على العلاقات الاجتماعية والعاطفية في وقتنا هذا ! قد لا يكون أمراً خطراً وغير منطقي ان تكون نفسك وتتصرف وفق ما ترغب! فقد تواجه عدة مشاكل بلا حلول ! وبدلاً من الانتظار بشغف ولوم النفس لعدم بلوغ الاهداف، قد يكون من الافضل القيام بخطوات شجاعة واخذ القرارات المناسبة ليتعلم كل رجل كيف يجذب انتباه واعجاب المرأة التي يريد !!! لقد ولى زمن الجهل وعلى المرء ان يستفيد من هذا العلم ليضع أسسا جديدة لمعرفة نفسه والاخرين، بدلاً من الاستسلام او الاستماع الى ما ينصح به الاصحاب وننصح بأن تبادر بفهم الاسباب والنتائج وقد تحظى بفرص تخولك الشعور بالسعادة وقراءة أفكار الحبيب!

قد يظن الآخرون بان هذا نوع من الخداع، او التمثيل او ربما التلاعب بمشاعر الآخرين الا انني استطيع التاكيد بان هذا كله يندرج ضمن تطور الذات والمشاعر الانسانية لترقى الى الافضل ! وقد لا تحصل على هذه المعرفة او الادراك بين ليلة وضحاها، بل قد يتطلب ذلك منك مجهوداً وتمرساً !

وهنا نأتي إلى الأسئلة الآتية :-
كيف يمكن إستعمال لغة الجسد لكسب الاحترام، والاصدقاء والنجاح في العمل ؟
هل ترغب في ان تتعلم اسرار كيفية تأثيرك على الآخرين بطريقة لم تحلم انها قد تتحقق؟ كتثبيت الثقة، الاحترام والاعجاب في نفوس الآخرين!
هل تعلم بأن كل هذا، بل وربما أكثر، اصبح في متناول يدك؟ عليك فقط ان تستعمل لغة الجسد بالطرق الصحيحة!
كيف يمكن ان تستعمل لغة الجسد بطرق صحيحة؟

ان معظم الناس يلغمون تصرفاتهم باشارات غير محكية ولكن عندما تعرف جيداً وبالتحديد اي إشارات، حركات، وإيماءات و وضعيات جلوس عليك إتخاذها وفعلها، فقد تصبح انت سيد الموقف! بالاضافة الى ذلك، فتعلم قراءة هذه الاشارات هي بمثابة قراءة عقول الناس!
     
تعلم ان تفعل شيئين أساسيين:-
حاول السيطرة على لغة جسدك.
حاول قراءة اشارات لغة جسد الآخرين.

حوالي 65 الى 70% بالمئة من الإنطباع الاول الذي تتركه في نفوس الآخرين يأتي من لغة جسدك، وكيفية تصرفاتك واشاراتك.. فقد اثبتت الدراسات المختصة بأن الشخص يعطي حوالي عشرة الاف (10000) اشارة جسدية في الدقيقة الاولى من التعاطي...

ولنعود فنؤكد بان لغة الجسد هي اكثر بلاغة من اي كلام! ابسط واصغر إيماءاً وكيفية الوقوف والاتصال بالعين ومعدل الطاقة وطريقة التصرفات تبعث الرسائل التي تريد إيصالها الى الاشخاص وكلما إستطعنا ان نتحكم بهذه اللغة، سوف نحصل على ثقة اكبر بالنفس وبذلك فاننا نفرض إحترامنا وارائنا على الاخرين .

إن معرفة اسرار لغة الجسد تهبنا القدرة على كشف ما يجول في عقول الحكام ومدى إستعمالهم لهذه اللغة من اجل مصالحهم الخاصة والآن نطرح السؤال: 

كيف تستطيع ان تتقرب من الاشخاص وتجعلهم يشعرون بالطمأنينة!

أن تدع الاشخاص يشعرون بالطمأنينة وبسهولة التعامل معك ليس بالأمر الصعب. والخطوة الاولى تبدأ بك! وعندما تصبح انت والشخص الآخر في حالة سلام وراحة تستطيع ان تستعمل الاشارات القوية الغير محكية لجذب الانتباه ولكسب الثقة والاحترام!

وما هي هذه الاشارات؟
الاتصال المناسب بالعين
وضعية صحيحة للجسد
الابتسام وهز الرأس
وضعية الجلوس
إستعمال اسلوب "المرآة والربط" او ما يسمى بالنسخ الكربوني والذي يعتني بقراءة الافكار والكلام الغير محكي بواسطة فهم الاشارات للتقدم والعمل على إنجاح الأهداف!
الطريقة التي يجب ان تتحرك او لا تتحرك بها لتولد تأثيراً فعالاً وايجابياً عندما تدخل غرفة مليئة بالأشخاص!
الطريقة الصحيحة للاتصال بالعين مع الاشخاص وماذا يجب ان تعرف عن فعالية النظرات .
كيفية الوقوف .
وكيفية السيطرة على الاجواء (حتى لو كنت ترتعش) .

هذا هو شيء قليل من كثير، مما يقال عن لغة الجسد . أرجو أن اكون وفقت في طرح ما قد يكون مهماً، ومفيداً .
     

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved