بالطين الالهي يلج النص متمرغا بعتمة البياض
خطواته .. خرائط ممالك منسية في رحم الملح
وحدها الشمس تحفظ لكنة سمرته المقدسة
واصطخاب الحروف في صدره
كلما تناهى الى مدامعه رقص النصال الحميمة
فاض بحبره على رمال الورق
ومضى ..
معانقا الريح وزرقة الليل الفائض عن حاجة القبيلة ..
(انج بنبضك وامنح أناشيدك لبريق التيجان ) .. يهمس خوفها المتدثر في ملح جلده ..
لكنه ينصت لزرقة الوشم الغائر في عظمها العاجي
يغسل قدميها بماء الحروف
هل كان وشما أم خرائط سرية لخطى المهزومين في حرير العشق
.. الواقعين في فخاخ العويل والدم
يقتفي وشمها ويتعثر بأصداف بحر معتق في خدرها
فيستفيق الوقت المتمدد على راحة الرمل ..
ويدرك صباحات ..
عبثا تنازل الليل في دمه الفائر ..
يسيح وجه الشمس على غابة تستنبتها القصائد
يعبق المدى برائحة مطر بعيد
يعيد تشكيل الوشم في القيض المتربص بوردة اللقاء ..
(يا وجهك الماثل بين الأبواب المؤصدة .. دثرني بسمرتك .. فما زادتني القصائد الا بردا مستوحشا ومازادت في دمي الا دورانه المحموم في وريد يتوق للنزف في ملحك المقدس ..
دثر عراء الوشم وقل لعزف الحجول أن يستقيم في حضرة ليل لم يجرحه سوى برق قامتك الرمح ..
وحدي في مخدع الصمت الملم غنائم عرقك المقدس لئلا يستنبت الورد في مجراه ويفضح الصحراء بما تيسر من خضرتك ..
وفي الليل الآثم .. ارخي عتمة الضفائر وأطوف حول جثتي التي استحالت في حضرتك ضوءا وريحانة وإيقونة عطر ومطر ..
هو الجسد ذاته الذي تحدى الجاذبية
وصار رشة عطر تتدثر بصدر عرائك ..
احوم حوله وأرثي انطفاء فضته وأبخرته
جثة منسية في اقبية قبيلة تخشى الربيع ..
وحدي اكابد لعنة حضورك التي يفشيها الغياب ..
وحدي ارقي دمي بتعاويذ النسيان
كي لايحرقني الدمع
حين يفضحه السؤال .. )
* * *
أنّى لك عطرها وخيامك بلا وتد .
قل للشفق المعلق في صورة الصحراء
أن يرفق بخزف قلبها لئلا يفتته الحنين ..
قل لخيلك أن تتهجا الرمال حبة حبة
وهي تنزع صهيلها عن الليل الغائر
في عطرك.. وليلها
قل لحبرك
أن يصمت في حضرة صوتك
وهو يعلو عند كل غياب
في نشيجها المفتون ..
قل لنهرك
أن يجري بصمت
لئلا يتناهى جريانه لشقوق عطشها المقدس
وقل لقبيلة أطفالك
انها تمنت أن تنجبهم حلما تلو آخر تلو آخر
حتى تغسل وجه الصحراء
بالقصائد والحب والمطر البعيد ..
وقل لفوهة الغياب أن تتسع أكثر ..
لتبتلع ذاكرتها المثقوبة بالحنين ..
* * *
طريدتك التي تسعى خلفك أنا ..
مرة أكون لك حانة
ومرة بلادا
* * *
لي في الرمال وشيجة رحم
وحدها تحفظ قصيدتك التي قدّت من دبر
ووحدها من تحفظ عن ظهر جمر
حكاية الأخوة المستذئبين
والصبي الماكث عند ضفاف المغيب ينتظر
وحده رمل المسافة يحفظ العتاب الأخير
وشكل قلبك المذبوح الى نصفين
نصف ينزف منهم
ونصف عليهم
ليتك تخلعين الليلة خمار النشيج
وتراقصينني قليلا
لعلنا ننجو من حصار وجوههم الغارقة في دمنا
ولعلي أبتكر لموتي قصيدة أخرى قبل المغيب ..
أو أرسم صليبا جديدا
* * *
ابتلعك المغيب ..
وانكسر الخلخال في عروقي
واستحال خناجر بلون أصابعك
هكذا خانتني الرؤى وأيقظت حلمي الغابر بك
كنت لصق دمي ولكن النداء ارتد في الحنجرة الثكلى
هكذا صحوت الملم ريش جناحيك
وهما يرتقيان بك سماوات
لايطالهما وقع الخلاخيل
ولا اصطفاق الخناجر
وحدي الملم أطراف الحكاية
بقايا قصيدة مكسورة الأبيات
ووشم عار من أصابعك
وليل مطفأ القصائد
ودمع مقيم ..