ذُبِحَ الهديلُ، فجالَ في زيتونِهِ نوَّاحُ................. وبكت حجارةُ قدسِنا،فسقوطُها ذبَّاحُ
وتساءلت آهُ الحمامةِ في مناحةِ نايٍ............. أهديلُها وجعٌ يصيحُ ودمعُهُ لمَّاحُ؟
تركَ العتابُ على رصيفِ هزيمتي أعذاراً............. فلمن بكى ولمن تباكى عذرنا فضَّاحُ
ما عدتُ أسألُ لونَ ذاتي فانكساري عارٍ................جوابُنا آهٌ وهمسُ سؤالنا جوَّاحُ
وعلى القرنفلِ دمعةٌ تمشي خريفَ مكانٍ................فتساقطتْ أوراقُ قدسي وانتشى ردَّاحُ
والدمعُ أسكرنا وما صحت الرجولةُ يوماً..........والكأسُ فاضَ وما تنادى لثَملنا جراَّحُ
نسجتْ على ورعِ الجمالِ فصولها تاريخا........ غابتْ فصولٌ وانزوتْ في حزنِها أفراحُ
سبحتْ على صفصافِ ذاكرتي الندامةُ يوماً....... فأتى اغترابٌ، هاجَ في دمنا دجىً سبَّاحُ
وقصائدي سكنت على أمواجِ حُبِكِ همَّاً...............والهمُّ ذلٌّ في بحارِ همومِنا ملاَّحُ
وقفتْ قرنفلتي على بابِ المدينةِ دمعاً .........والدمعُ في أحشاءِ روحي، هاجسٌ سواَّحُ
عطِشَ النداءُ وغابَ عن زمنِ النخيلِ سحابٌ...فمتى يُبِّللُ صرخةَ الأقصى ندىً وكفاحُ
وعلى المآذنِ والكنائسِ دهشةٌ تمشي فو ............قَ مذلَّتي، يا ويحَ قلبي ما استجابَ سلاحُ!
وأحسُّ حُلمكِ في صدى حلمي،توَّجُعَ أرضٍ.........وكأنَّ حارسَ حلمنا في حلمِهِ سفَّاحُ
كذِبُ الكلامِ يجولُ في حدقاتها مرتاحاً.........والقدسُ أينَ من الدموعِ، دموعها ترتاحُ؟
عِشْقُ الفداءِ تكسَّرتْ فيهِ الشهامةُ.. ويحي.............لا ينحني عشقٌ يدقُّ وجمرهُ قدَّاحُ!
ثغرُ الحياةِ يزورُ دمعَ هزيمتي إذلالاً............ هل يُستطابُ بغير شمسِ كرامةٍ تُفَّاحُ؟
ألقيت هذه القصيدة في رحاب جامعة القدس – أبو ديس كلية الآداب بمناسبة حصول الشاعر الدكتور جمال سلسع على جائزة أفضل ديوان شعر عن القدس