النمـط لغوياً :
تعد فكرة النمط وتكوين الأنماط، من مظاهر المنهج العلمي، ولذا لم تكن حكراً على علم بعينه، للإتساع في استخدامها كما استخدمها كل علم بمفهوم مغاير. والنمط هو منظومة أعراف مرتبطة في هيئة معينة تصبح مألوفة لدى المتلقي من خلال آليات التداول والتعلم ويمكنه التعرف عليها ويكفي ان يعطي دليلاً كافيا ًلتوليد النمط من الأعراف المخزونة في ذاكرة المتلقي .
جمع النمط - انماط. ويطلق على جماعة من الناس عند الاتفاق في المذهب أو الفكر او الطريقة ويطلق على الأشياء التي تتشابه في الصنف والفعل من الاسم يأتي كالآتي النمط، نمط له الشيء تنميطاً أي دل عليه، يقال من نمط لك على هذا أي من دلك عليه .
النمط اصطلاحاً :
تهدف هذه الفقرة التعرف على معنى مصطلح النمط في حقل الفلسفة والعمارة .
النمط والنمط المعماري في الطروحـات الفلسفية :
تتناول الطروحات الفلسفية فيما يتعلق بالمفهوم إلى جوهر الاشياء الاساسية في العالم المادي، حيث في الكثير من الحالات تتوصل إلى الاشكال النموذجية في جواهر هذه الاشياء . وتعتبرها اشكال نمطية من خلال هذه الرؤية، ترتبط المثالية الافلاطونية والواقعية لدى ارسطو بجوهر الاشياء في الطبيعة، حيث تعتبرها اصول للأعمال الابداعية لدى الفرد ... حيث الفن لدى افلاطون-:- هو محاكاة مثالية، ولدى أرسطو هو :- محاكاة لجوهر الطبيعة من الجانب الواقعي، وليس المثالي .... أي أن النمط لدى فلاسفة الاغريق هو ( الجوهر-Essence ) الذي يمثل الطبيعة في العالم المثالي .. عكس هذا التوجه ربط ارسطو الفن بالعالم الواقعي والملموس .
ولقد شهد منتصف القرن الثامن عشر تطور ونضوج المفاهيم نتيجة الثورة المعرفية والفلسفية التي واكبت حركة التنوير ( enlightenment )، وتطور المفاهيم الفلسفية على يد الفيلسوف "ديكارت"، وبرز عدد من الفلاسفة والمنظرين من ابرزهم" Quatremere De Quincy" والذي اعتبر النمط، الشيء الذي يشع بالمعنى، وليس صورة يمكن تكرارها أو تقليدها ولكنها فكرة لعنصر يعمل كقاعدة للنموذج {Nesbitt،1996.p.243} . ولذلك فقد ربط النمط بالأصول والأسباب البدنية، وأكد علاقته بالمعنى بينما اكد المنظر ( Durand ) على حقائق واضحة للعقل المعتمدة على المنفعة والجوانب العملية للموضوع ، وربط النمط بأصل الأنماط وجوهرها المرتبط بالعمارة كظاهرة مستقلة بذاتها .
وقد عرّف المنظرRykwart النمط بأنه يحمل الأبعاد الفكرية ( للشيء ) وهو غامض وعام وذو ابعاد رمزية كامنة في العقل ويتجسد فيزياوياً . أما De Quincy فيرى " ان النمط لا يقدم بصورة كبيرة صورة شيء يمكن استنساخها او محاكاتها أو تقليدها بشكل مضبوط بقدر ما تمثله كفكرة للعنصر الذي بدوره يعمل كقاعدة للموديل أو النموذج. ولايمثل النمط قيمة شكلية ثابتة، بل علاقة فكرية وقيم اساسية دون عرض قيم محددة أو العلاقة التي تمنح شخصية أو هوية مميزة للمبنى . وذهب De Quincy إلى ان النمط يميز صنفاً من الموجودات المعمارية مرتبطاً بمزيج معين من الممارسات الاجتماعية، ويعتبر ذلك نتاجاً جوهرياً معيناً ذا زمان محدد مرتبط باستمرارية التركيبات الاجتماعية .