مقدمة في صحة المهاجرين

2007-08-31

(يسعدني ان اساهم في ردف هذه المجلة الوليدة, ببعض الملاحظات و المعلومات الصحية التي ياعتقادي سوف اكون قد ساهمت في دعم مكوناتها المتنوعة , ولعلي اعمق لدي القارئ الكريم الجانب الصحي في المهجر, خصوصياته, تداعياته و تاثيره في ظهور العديد من الحالات المرضية الغير المحسوبة او المتوقعة لدي العديد من المهاجرين. اعتبر شخصيا ان هذا المجال مهم جدا في وضع تركيبة و منهاج صحيحين لخصوصيات الانسان المهاجر و ما يتبعها من صعوبات في فهم و استعادة نمط حياته من جديد بالشكل المتطور, تمشيا مع متطلبات الحياة الجديدة و تطورها.)

 ما هي الهجرة(Immigration)؟ و من هو المهاجر(Immigrant)؟

 منذ القدم تعود الناس في ترك اماكنهم و الانتقال الى اماكن مناسبة لاستكمال ما تبقى من حباتهم و حياة اجيالهم,وكانت اسباب التنقل في اغلب الاحيان هي الركض وراء اسباب العيش, ولكن الهجرة كانت بسيطة و تاثيراتها الصحية متواضعة , و تعقدت الهجرة بتطور المواصلات و الاتصالات بين الشعوب, كذلك تعددت اسباب الهجرة و تعقيداتها ان كانت بخصوص الشخص او الجماعة.

وصلت اعداد المهاجرين في العالم حوالي اكثر من 20 مليون انسان في عام 2005 و اكثر اسباب هذا التنقل للاشخاص او الجماعات هي الحروب و النزاعات الاقليمية في انحاء مختلفة من العالم, التعذيب و القهر القومي والديني , الكوارث الطبيعية. حرية الفكر و المعتقد..الخ. ان هذه الاسباب ادت الى عدم امكانية الشخص او الافراد في الاستمرار بحياة طبيعية خالية من المشاكل و المنغصات ، له ولاجياله و اخذ حقه في التطور و العيش السليم , لذلك اجبر على تغيير مكانه لعله يجد حياة افضل .

اهتمت الامم المتحدة بمسالة الهجرة و المهاجر في العالم ووضعت القوانين التي تحدد حقوق المهاجر الى دول الهجرة, كما ودابت في معالجة الكثير من المشاكل التي تواجه المهاجرين, تتابع المنظمات الانسانية في انحاء العالم هذه الحالات وتضع الحلول لها وفق متطلبات حقوق الانسان التي سنتها الامم المتحدة. ان الحديث عن هذا الموضوع له تداعياته الاجتماعية و السايكلوجية و كذلك التداخلات السياسية التي تتحكم بحالة وضع المهاجر و الحصول على حقوقه وغيرها من المْؤثرات المباشرة او الغير المباشرة, ولكن ما يهمنا في هذه الصفحة هو التداعيات الصحية التي تؤثر على حياة و تطور نمط حياة المهاجر. نمط الحياة(Life styl) ان تاْثرالناس بمكونات المحيط الذي يعيشون فيه و التاثير عليه هي عملية متبادله و متطورة في ان واحد, فالمهاجر الذي حمل في كيس رحلته الطويلة و المتنوعة الكثير من العادات و التقاليد التي تعلمها من ثقافته الام و ترسخت و تأصلت جذورها عميقا فيه, فهل من السهولة ان يرفضها و يتخلى عنها في فترة قصيرة من الزمن في بلاد المهجر .

 ان تعدد الثقافات في بلدان المهجر(Multicultural) نتيجة حتمية لوصول اعداد كبيرة من المهاجرين من مختلف بلدان العالم ادى الى تداخل الثقافات(Intercultural) و التاثير المتبادل لبعضها البعض بالرغم من سيادة ثقافة الاكثرية و هذا لا يمنع ان تتاثر الاغلبية ايضا بالعديد من بعض جوانب ثقافات الاقلية. من هنا نرى ان الاقلية لزاما عليها العمل على التأقلم او بكلمة ادق الدخول في عملية التطور في المجتمع الجديد(Natural developing process), اي عملية التغيير في نمط حياة المهاجر للمستوى الذي يتمكن هو وعائلته الاستمرار في حياة خالية من الازمات و المنغصات .ان تاثر المهاجر بالمحيط الاجتماعي, السايكولوجي و الفيزياوي لمكونات الحياة اليومية, تؤثر بشكل مباشر في صحته, ان تطور هذه المكونات و سلامتها تكون المعيار المهم في قياس صحة الاشخاص و اي تغير يحصل في احدى هذه المكونات تؤثر بهذا الشكل او ذاك بتدهور صحة المواطن . هل يمكن للمهاجر الوصول الى قمة التطور إسوة بالاغلبية؟ وما هي معاناته في سلم التطور هذا؟ هذه وغيرها من الاسئلة سنحاول التعمق في شرحها مستندين بذلك الى النظريات و التجارب الشخصية و العامة في هذا الموضوع.

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved