
مقالي هذا، هو بمناسبة حصول المعماري المتميز وابن العراق التاريخ والحضارة رفعت الجادرجي علي جائزة التميز والي الأبد من جامعة كوفنتري البريطانية والتي نشرت علي البوابة العربية للأخبار المعمارية .
- يسرني ان أدلي بدلوي لما لمسته فيه من شخصية مرموقة وموهوبة منذ ان التقيت به وتعرفت على شخصه الكريم لدي دعوته بإلقاء محاضرة عن الحداثة في جمعية المهندسين الكويتية بمنتصف الستينات من القرن الماضي...
- لقد كانت القاعة مزدانة بلوحات المباني الجميلة التي صممها الجادرجي في بغداد الرشيد ... وقد لفتت نظري احدي واجهات المباني التي صورتها بنفسي عندما زرت بغداد بان الواجهة الرئيسية المطلة علي الشارع كانت في الظل فترة الصباح، كما انها كانت ايضا في الظل في فترة ما بعد الظهر وحتي المساء، وتساءلت في نفسي كيف لهذة الواجهة أن تكون بها كاسرات الشمس ولا يوجد شمس...
- وفي هذة اللحظة لم أتمالك من ان اطرح السؤال علي استاذنا الضيف عما شاهدته واذا بة يبادرني بابتسامة رقيقة ويقول " هذا هو موضوع محاضرتنا اليوم" ثم طلب من الجميع ترك قاعة المعرض للبدء بالمحاضرة...
- نعم أيها الزملاء انه الفكر الذي يطرحه الجادرجي ليعبر عن همومه لمعالجة الجو القاسي والحرارة المرتفعة وشدة الضوء Glare
انه اول من فكر بذالك، واهتم بمعالجة الشكل الخارجي للواجهات وإيجاد كاسرات الشمس بطريقة ابداعية محمولة على ممر خارجي يحيط بالمبني لتوفير الظل، لتقليل الحرارة اولا، وثانيا لتكسير شدة الضوء وتخفيف حدتها وانتقالها الي الداخل بعيدا عن الزغلله للعين المجردة .
- لقد انعكست هذة الأفكار الفنية والعلمية في نفس الوقت على كافة المباني التي صممها بالتعاون مع المكتب العربي للاستشارات الهندسية والذي عملت معهم كنائب لرئيس المهندسين المعماريين قرابة ثلاثة عشر سنة كانت رائدة في الابداع ونموذجا يحتذي به في كافة المجالات الهندسية سواء في التصميم او الإشراف...
- ويسرني ان اذكر لكم بعضا من اعمال الجادرجي وعلى سبيل المثال لا الحصر؛ مجمعات مبارك الحساوي في حوللي وفي السالمية وفيلا عائلة الحمد، لقد كانت هذة المشروعات منارة ساطعة وابداع ما بعده ابداع ...
- اشكر مرة اخري البوابة العربية للأخبار المعمارية لاتاحة الفرصه لي لإثراء هذا المبدع فله مني كل الاحترام والتقدير، لهذا الانسان النبيل الراقي بعلمه وفنه والذي كرّمه الغرب وتم منحة جائزة التميز المعماري مدي الحياة والي الأبد...
مبروك الف مبروك الي عملاق العمارة العربية رفعت الجادرجي حفظة الله وادام في عمره الصحة والهناء...
آمل ان تنال هذه المداخلة اعجابكم ورضاكم :
عن الجائزة التي منحتها له احدى كليات الهندسة في جامعة كوفنتري البريطانية
اعلن عميد كلية الهندسة في جامعة كوفنتري البريطانية البروفيسور مايكل فيتزبترك عام 2015 اختيار لجنة تحكيم جائزة تميّز المعماري رفعت الجادرجي لنيل جائزة تميّز للانجاز المعماري مدى الحياة ، وسلم الجائزة احمد الملاّك مؤسس الجائزة للمعماري في منزله في لندن .

مشروع المجمعات السكنية في الكويت
اطلقت هذه الجائزة عام 2014 كأحدى جوائز برنامج جائزة تميّز الذي يهدف الى الاحتفاء بأفضل انتاجات العمارة العراقية . تهدف هذه الجائزة التي تعد الاولى من نوعها الى تكريم رواد العمارة العراقية الذين اثروا بتصاميمهم وافكارهم الرائدة منجز العمارة العراقية . كل عام ستختار لجنه تحكيم الجائزة شخصية معمارية اسهمت بتطوير العمارة العراقية لنيل جائزة تميّز للانجاز المعماري مدى الحياة. وستكون المساهمة الفعالة في تحقيق منجز العمارة العراقية هي المعيار الوحيد لاختيار هذه الشخصية .
رفعت الجادرجي (1926) معروف عالمياً كأحد اهم المعماريين والمفكرين المؤثرين في الشرق الاوسط، واستطاع من خلال تصاميمه وكتاباته تحقيق اكثر المحاولات الجدية في المزاوجة بين عمارة الحداثة والعمارة المحلية. وهو مؤلف ومنّظر اسهم من خلال مؤلفاته وكتبه في اثراء اللغة والفكر المعماري العربي، وتستخدم مؤلفاته كمراجع تأريخية للعمارة والحياة الاجتماعية في العراق.

ادار رفعت الجادرجي مكتب الاستشاري العراقي الذي اسسه مع زملاءه عبد الله احسان كامل واحسان شيرزاد عام 1952 و الذي رفد الحركة المعمارية العراقية بتصاميم اثرت بدورها وتأثيرها حركة الابداع المعماري العراقي، نذكرمنها: نصب الجندي المجهول العراقي (1958) وقاعدة نصب الحرية (1958)، بناية البريد المركزي في السنك (1970)، ومبنى اتحاد الصناعات الوطنية (1966)، ومبنى مجلس الوزراء (1975) والمجمع العلمي العراقي (1966).

قال البروفيسور مايكل فيتزباترك، عميد كلية الهندسة في جامعة كوفنتري اثناء اعلانه اختيار لجنه التحكيم: " تعد محاولات رفعت الجادرجي في الجمع بين العمارة الاقليمية وتكنولوجيا البناء الحديثة من الانجازات الاكثر فاعلية في الشرق الاوسط و منها حصل على اعتراف عالمي كأحد اهم المعماريين الذين طورا فكر العمارة الاقليمية في القرن العشرين. ان عمل رفعت الجادرجي الجاد، وتفانيه، وحرفيته وافكاره هي ارث قومي عظيم والهام للاجيال المعمارية الحالية واللاحقة."
وفي تعليق مؤسس جائزة تميّز، الاكاديمي احمد الملاّك قال: " نحن سعداء وفخورون لكوننا استطعنا الاحتفاء بمنجز رفعت الجادرجي، احد اهم المعماريين والمنظرين في الشرق الاوسط والذي استطاع من خلال اعماله وكتاباته الهام اجيالاً من المعماريين العراقيين والعرب. من المهم جداً بالنسبة لنا في تميّز تسليط الضوء على انجازات واسهامات كل من رفعت الجادرجي ومحمد مكية ( نال جائزة تميّز للانجاز المعماري مدى الحياة 2014 ) لانهما يمثلان الجيل الذهبي من المعماريين والفنانين و المفكرين والمثقفين الذين اسسوا نواة المجتمع المدني الحديث في عراق القرن العشرين، والذي كان في فترة ما، بيئة ثقافية غنية بنتاجاتها الفكرية والفنية."
صبحي قحاوش
معماري ومخطط مدن
استشاري العمارة الخضراء
مونتريال
يونية 2015