أي سماءٍ قاحلهْ

قرحتنا ..

مذ ولدنا تحتها

أي سر ..

بات يقفو خطونا

يرصد الاحياءَ ..

والموتى

بأوجاع المنافي ..

أي ريحٍ قاتلهْ

قَذَفَتْنا من سنين ..

بين فكينِ رُحى

لا تستكين

ثم ظلّت تقتفي ..

آثارنا مثل الزؤام

وطني .. جَرّعتنا ..

مُرّ التشردِ والضياعْ

منحتنا سرَّ التجافي ..

و البكاءْ

ما بين أهوالٍ ..

من الخيباتِ ..

نَنْشرُ خَيمنا ..

فوق أوتاد الرثاء

أيصحُ إنّا ..

قد خُلقنا ..

كي نموت مُهجّرين

كطيفِ أحلامٍ ..

تُحلّقُ بالمدى

لا مُستقر ولا هُدى ..

و لا ظلالٍ من أمانْ

كم عددنا من مَصائدْ

وشحذنا من سكاكينٍ ..

لعادية الزمانْ

غيّر إنّا قد كُسِرنا ..

وإنتهينا ..

أيها الأرضُ ..

أغيثي الخاسرين

لَمْ تَزَلْ يا وطني ..

تُهدي نياشين الوفاءْ

للأفاعي و الجنادبْ

ليموتَ في كَنفِ العَراء ..

ألفُ شاعرةٍ و شاعرْ

 

لم يبقَ منكَ يا وطني ..

سوى جوازٍ للسفرْ

وبنشرةِ الأخبارْ ..

في حزن نراك

خُلَّب الصخبِ ..

وأصداء حروبٍ للعشائرْ

أأنتَ ميراث العقارب ؟

و خلاعاتٌ

على الفُسق تعوم

فوق بترولٍ ..

كنُطفات زِنى

وسطَ أكفانِ الضمائرْ

يا عراقْ الأنبياء

وبغايا العهر..

في كل العصور

كيف عاشرت الزمان ..

بصراخ مُستغيثْ

بنبؤات عقيمهْ

ما بخلنا في المنافي

فمنحنا الأرض

قتلى ورثاء

ومواقيتاً أليمهْ

نحن يا وطن المحبة والشقاء

روّضتَ فينا الكبرياءْ

جعلتنا نحلم ..

يوما أن نراك

نخلة ً ..

في فَيْئها نغفو

وبجذعها ..

نجدُ إتكاء   

لكن فألك ..

قد يطول ..

وقد يطول

بلا إنتهاء .

 

 

 

د.هاشم عبود الموسوي