سبع قصص.. تتخلى عن البلاغة اللغوية

2010-07-17

القصة الأولى: المنظمة التي لها قلب

لاحظ ويلكنز في أحد الشركات التي درسها أن الموظفين لا زالوا يتحدثون عن حكمة الإدارة العليا، وتمسكها بموظفيها خلال أحد الأزمات الاقتصادية التي مرت بها. فالخطة المعروضة لمواجهة ذلك الانكماش، كانت تقترح تسريح 10% من الموظفين. وفي الوقت الذي سرّحت فيه بعض الشركات المماثلة في الصناعة نسبة من موظفيها، لم تستغني هذه الشركة عنهم، ولجأت لحلٍ آخر يتمثل في تقليص 10% من مرتبات جميع الموظفين بما فيهم موظفي الإدارة العليا. مع تخفيض أيام العمل لتصبح 9 أيام في كل 10 أيام. مع ملاحظة أن الشركة تعمل 5 أيام في الأسبوع واليومين المتبقية إجازة نظامية. هذا الحل قابله الموظفون بالاستحسان ورسّخ فيهم الولاء للشركة، وكلما مرّت عليهم أزمة اقتصادية أخذوا يُطمئنون أنفسهم بأن الشركة لن تستغني عنهم لكونها ذات قلبٍ يشعر بأهمية العاملين.

القصة الثانية: اهتم بالعاملين معك

يقول بيل جبرت مدير عام شركة كوكس كيبل الأمريكية للخدمة التلفزيونية: "إهتم بالعاملين معك وسوف يهتم العمل بنفسه". ولكي يُثبت جربت صحة النصيحة السابقة، فهو يروي للآخرين قصة فني الإنشاءات بالشركة بريان كليمونز. حيث خرج في صباح أحد الأيام لشراء بعض الأخشاب من أحد المتاجر المحلية، ورأى رجلاً يتضجّر من خدمات شركة كوكس، وتجمّع حوله مجموعة من الأشخاص يستمعون لقصته، فما كان منه إلا أن تدخل في الامر، وتجاهل عودته للمنزل بسرعة. تقدّم بريان إلى الرجل وقال له: سيدي لقد سمعتُ ما قلتَ وأنا في تلك الشركة، وأضمن لك حل المشكلة إذا منحتني الفرصة لإصلاح الأمر. وافق الرجل، واندهش المجتمعين حوله وهم يرون الشاب بريان يهتم بحل المشكلة وهو بملابسه العادية وليس بملابس العمل. أي أنه في ذلك الوقت لم يكن يعمل ضمن فترة الدوام الرسمي، ومع ذلك توجّه إلى تلفون العمل، وطلب من فريق الصيانة التوجه إلى منزل الرجل بسرعة لمعالجة مشكلته على نحوٍ يرضيه. وفي اليوم التالي قام بخطوة أخرى حيث اتصل بالعميل ليعرف مدى رضائه عن النتيجة، ومنحه ضماناً لمدة أسبوعين على الخدمة، وقدّم له إعتذاراً عن المعاناة السابقة. لقد استطاع بريان تحسين سمعة الشركة، وتحمّل المسؤولية بجدارة، وهذا ما يُريد جبرت تعليمه لبقية الموظفين داخل الشركة عندما يسرد هذه القصة.

القصة الثالثة: القيادة والتمتع بالروح الرياضية

كان تشارلز شواب يتقاضى راتب مليون دولار سنوياً نظير إدارته مصنع للحديد الصلب، وكان يقول أنه يتقاضى هذا المبلغ الكبير بسبب قدرته على التعامل مع الناس. ومن القصص التي تُروى عنه أنه كان في أحد الأيام يمشي بأحد ممرات المصنع، وقابل مجموعة من العمال يدخنون تحت لافتة "ممنوع التدخين"، فهل تظنون أنه وبخهم؟ بالطبع لا، فقد تجاذب معهم أطراف الحديث بطريقة ودّية، ولم يذكر كلمة واحدة عن التدخين تحت تلك اللافتة. وعندما همّ بالانصراف أخرج من جيبه مجموعة من السيجار، وقال وهو يخاطبهم مبتسماً "أكون شاكراً إذا دخنتم هذا السيجار في الخارج أيها الأصدقاء". عرف العمال أنهم خرقوا القواعد الخاصة بمكان التدخين، ولكنهم أعجبوا بأسلوبه الحكيم في توجيه النصح بطريقة غير مباشرة تنم عن روح رياضية عالية وحنكة قيادية في التعامل.

القصة الرابعة: استمع لموظفيك

تُشجّع شركة موتورولا فرق الموظفين الصغيرة على إبداء آرائهم والتعبير عن أفكارهم أمام كبار المدراء التنفيذيين بالشركة. يقول ريتشارد بوتيو المدير العام لموتورولا لقد تعلّمنا من الاستماع لهؤلاء الموظفين المئات من الأفكار الجديدة التي ساعدت على بناء مستقبل الشركة.

القصة الخامسة: الدعوة للكرسي والمصالح المؤقتة

الدكتور غازي القصيبي له فراسة وفلسفة في التعامل مع الناس. وهو يكره التزلّف والمجاملات الفارغة. يُذكر أن أحد رجال الأعمال البارزين بالمنطقة الشرقية زاره بمكتبه بعد تعيينه مديراً عاماً لسكة الحديد. وحاول الاعتذار عن قبول دعوته له، ولكن رجل الأعمال أصر على الدعوة. فداعبه القصيبي قائلاً: أنت تعرفني منذ أن كُنتُ أستاذاً بالجامعة وكُنتُ أزور الدمام مرة كل شهر على الأقل، فلماذا لم تدعني آنذاك؟ فردّ عليه بصراحة آسرة: "هذه الدعوة ليست لك وإنما هي لهذا الكرسي الذي تجلس عليه" فردّ عليه القصيبي: قبلت الدعوة لصراحتك. فقال له رجل الأعمال: ومتى الوعد؟ يقول القصيبي: وقفتُ وأشرتُ إلى الكرسي الذي أجلسُ عليه: "خُذ ضيف الشرف معك، وأطعمه متى شئت".

القصة السادسة: الرشوة التي أصبحت حلالاً

يذكر الدكتور غازي القصيبي أنه عندما كان وزيراً للصناعة والكهرباء أنه حارب دفع العمولات والرشاوي ودُهش عندما جاءه المهندس محمود طيبة محافظ المؤسسة العامة للكهرباء يُخبره بأن أحد الشركات التي تُنفّذ المشاريع عرضت عليه مبلغ ثلاثة ملايين ريال نقداً. وأبلغته أنّها ستدفع له 5% من قيمة كل عقد توقّعه مستقبلاً. قام الوزير بالتنسيق مع وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز وتم عمل كمين لمندوب الشركة، وضُبط وهو يُقدّم الدفعة الأولى المتمثلة في مليون ريال نقداً للمحافظ. ثم قام القصيبي بإخبار الأمير فهد بن عبد العزيز عندما كان ولياً للعهد بما حدث، بالإضافة إلى إيضاح أن المحافظ لا يملك هذا المبلغ فقال له الأمير فهد: "ما دام قد رفضه حراماً فسوف يأخذه حلالاً". وتم منح المبلغ لمحافظ مؤسسة الكهرباء مكافأة على نزاهته، مع وسام تكريمي من الدولة. كما تم فرض عشرة ملايين ريال غرامة على الشركة المنفّذة. ويُضيف الدكتور القصيبي في تعليقه على هذا الموقف: "لو تلقّى محمود طيبة عمولة عن كل عقد وقّعه لكان اسمه الآن في قائمة كبار الأغنياء في العالم. إلا أنّه حقّق ما هو أعظم من الثراء. سوف يظلّ اسمه يلمع ويبرق في كل قرية نائية دخلتها الكهرباء بفضل جهوده وجهود زملاءه، وما عند الله خيرٌ وأبقى.

القصة السابعة: دروس في احترام مواعيد العمل

يحكي الدكتور القصيبي أنّه عندما عُيّن وزيراً للكهرباء لاحظ عدم وجود الانضباط الوظيفي بالطريقة التي كانت في مؤسسة السكة الحديد التي كان يعمل مديراً عاماً لها. فقد لاحظ أن بعض كبار المسؤولين في الوزارة لا يتقيدون بمواعيد الدوام الرسمي. وفي إحدى المرات طلب من أحد كبار الموظفين مرافقته في زيارة تفقدية خارج الرياض، فتعذّر الموظّف بأن الموعد لا يلائمه واقترح موعداً آخر. فوجّه إليه رسالة بسيطة مفادها: أنه إذا لم يجده في الموعد الذي حدده فسوف يعتبر غيابه استقالة وسوف تكون الاستقالة مقبولة. حضر ذلك الموظف الكبير في الموعد الذي حدده إلا أن بقاءه في الوزارة لم يطل. حيث خرج لاحقاً من وزارة الكهرباء، ولم يمانع الوزير القصيبي في الموافقة على خروجه.

وكان هناك موظف آخر يحضر عندما يروق له، في منتصف النهار غالباً، ويخرج عندما يروق له، بعد حضوره بساعة غالباً. فأرسل إليه الدكتور القصيبي من يخبره بان هذا التسيب غير مقبول. فما كان منه إلا أن أخبر المرسول: بأنه مستعد في أي لحظة لتسليمه مفاتيح مكتبه، كناية عن الاستقالة، ولما تكررت قصة المفاتيح مرتين طلب منه الوزير القصيبي أن يسلّمها، فأرسل الموظف استقالته وقبلها على الفور. وبعد عدة أسابيع أدرك الجميع بالوزارة أن الدوام وضع ليُحترم، واحترمه الجميع.

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved