تجربة التشكيليّ، ( حامد سعيد ) متواترة، وهي تتلخص حاضراً، بمجاورات الأبيض، والأسود، فالأول، الأكثر سطوعاً لقدرتهِ على خفض قوّة أيّ لون، بجانبه .
ما يجاوره، هو اللون الضديد، ممثلاً بتشظيات الجسد المتفحم.، إذ يأخذ كتلة متشظية، تتفرع إلى تكوينات سوداء، تتناغم مع فضاء اللوحة المشغول بالبياض .
إنّ تذويت اللونين المتضادين، مهمة الرسام في ترجمة هواجسه الخاصة .
اللوحة الأولى

الأبيض المشوب، تموسقهُ الفرشاة، بينما الأنامل تمارس المسح والدعك . الخلفية تتكشف بـ(ا لأوكر الفاتح= العاجي )، مع بعض البقع، ( البني الفاتح، والمطعمة بالبرتقاليّ المهدّب بالسواد ) . تكوينات هي، بقايا الشخص، في ذاكرة الفحم، بعد أن جفّت الدماء . التناسق في التشظي، يسوده الصمت، الفحم يناسق خطوطه، في مشهدية الأبيض، الملتاع، غير الناصع .
اللوحة الثانية

كأّنّها شاشة، بعدما عُولجت، بـ ( الأكريلك الأبيض )، لقطة ثابتة، تتوازى فيها الأشكال الشائهة، ثلاثة رؤوس بلا عيون، لأنّ الوجوه مشوّهة. داخل الأول، شَكل مضبّب، بالبرتقالي، والأسود، أما الثاني فعيناه ممسوختان، إلى الأعلى، كتلة مبهمة خارج المتن . في فضاء الرأس الثالث، هناك ما يشبه، تخطيطاً مبهماً . إلى الأسفل، لمسة وردية فاتحة . الكتل المتوازية، دون أيدٍ، حائرة بالروح المستلب. بينما التوازي الموحي، يراقب العدم .
اللوحة الثالثة

التشظي أكثر . في مسرح اللوحة، إنزياح من الوسط إلى الأطراف . الشكل الأيسر، هو المغري، جسدٌ بكامل عنفوانه، تتمركز في منتصفهِ كتلة تختصرُ محنته . إلى اليمين تكتلات متشظية، يأخذ السّرد التشكيلي، عدة مستويات . التناغمُ يتغير، على السطح التصويريّ، وينداح إلى الزوايا .
اللوحة الرابعة

إنسياب مع دراما، تفحم الجسد، وكأنّ التكوين يأتي من أتون الواقع إلى فضاء اللوحة . في جهة اليمين، يتشكل الفم المفتوح بصرخة مكتومة . أسفل اليسار، شبه مربع، يرمزه الأسود، مطعّم بخربشات البني الفاتح . بينما الأطر بيضاء، ذلك يعطي للعين، حريّة أكثر لتأمّل الإمتداد البصريّ . ما يخففُ، من قلقنا، الإصرار على المثابرة، حيثُ يثابر، الفنان (حامد سعيد)، في إنجاز وثيقتهِ البصريّة، فهي تُرجمان، لمحنة الإنسان، في بلادنا .