مهلاً فكل عروش الظــــلم تندحـــــرُ الشعب يعرف كيف الثـــأرُ والظــفرُ
وفــــوق تيجــان أوغـــادٍ مشانقـــهم والنصرُ للشعب إن قروا وإن نكروا
تبـــــارك الظلمُ عن نــــارٍ يؤججـــها ونارهُ النـــــــارُ لا تُبقي ولا تـــــذرُ
هذي الجموع التي من جوعها هَدَرت هي البـــــــقاءُ لمن قد ناءه الكَــدَرُ
مَهدّيـــة * النـاس في أيامـــها الأولِ فيك الرجـــاءُ ومنك النورُ ينتـــــشرُ
منـكِ النبؤات ، مِنكِ جــاءنا الخَبـــرُ وطـــــافَ منك نداءٌ كان منتظــــــــرُ
هي تونس الخضراء حمراءً مُذ استعرت وشـــب فيها لهيب الشوق يستــــــعرُ
كنـت الولادة بعد المـــوت نطلبــــها حيث النجوم استجارت وهي تحتضرُ
ما أوهم الزبـد الخدّاع إذ رعـــــدت حنــــاجر الحق ، بالإيمان تنفجـــــرُ
آمنت بالثورة البيضــــاء تصنعـــها أيدي الشباب فتضحى المُبتدى الخبرُ
الشعب يرسمُ بالحجارة غيضـــــــه أيأتــــي يومٌ يفهم سـرها المتجبــــــرُ
والحكمُ لا حكماً ، إذا زيفت ركائزهُ أ و استعانَ بمن بالشعبِ قد كفـــــروا
تبكي الطيورُ على أعشاشها كمــداً فأصبـــح الشجـــر المحروق يعتـــذرُ
كم جاءنا غاشـمٌ باغي ليحكمنــــــا وكم ملـــــوك على راياتنا انكســـروا
هذا الدم الفوّار مهـراق يعاتبنــــــا والأرضُ عطشـــى لنصرٍ ظل يُنتَظَـرُ
وطن الكنانة كم زففتِ الى الثـــرى ورد الرُبـــــى من طيبـــــه نتعطـــــرُ
هذي الزهور التي في القبرِ نودعُها أوصى بها الله من ضحوا ومن صبروا
نم يا شهيــــد ظلام الليل ينحســــرُ بعد الظـــــلام بهيـــــــاً يطلع القمر
نم يا شهيد ستاتي باسماً فرحــــــاً يوم النشــــور ويزهو وجهك النضــرُ
يا راكبين خطوب الموت عفوكـــمُ إن نستغيــــثُ بمن للموت قد نُــــذروا
يا صابريــــــن على بلواكمُ زمناً لا تأمنــــو القــــدر الآتي وتنتظـــــروا
ثوروا على نكد الدنيا ، إذا نكدت ومن يثــــورُ على ضيمٍ سينتصـــــــــرُ
* المهدية : العاصمة الأولى للفاطميين على الأراضي التونسية ومنها تم انتقالهم لعاصمتهم الجديدة ، القاهرة في مصر.