الناس في بُشرى تعيشُ و تحلمُ
وأنا المُوَلّهُ لم أزلْ أتعلمُ
النملُ يَخزنُ للشتاءِ مؤنةً
وأنا أُفرطُ بالفصولِ و أهرمُ
فتحتُ عيني كي أرى ماذا أرى
عمري على وأدِ السنينِ مُقسّمُ
ما زلتُ أحسبُ بالحصى و أعدّها
وكأنني الطفلُ الغريرُ الواهمُ
كمْ خِلتُ أني لم أزلْ مستأنساً
فوق الرمال على الشواطئِ أحلمُ
ياصيفُ مالكَ جائراً لا ترحمُ
صار التولهُ في السرابِ مُحرّمُ
كمْ كنتَ تزهو بالضفافِ و تبْسِمً
وتَبثُ أشرعة الضياءِ تهدّجاً
في لهوها وصلاتها للعاشقين تُهُوّمُ
وتراقصت في أفقها للحالمين الأنجمُ
لم يبق شئٌ من رحيقِ حبورها
شوقاً يُسربلُ في الحشا يتضرّمُ
لا طير يصدحُ في الهجيرِ مُغرداً
فوق الغصونِ الذاوياتِ مُرنّمُ
سبعون عاما و السنين على طوىً
يجري بي العمرُ العضوضُ و أكضمُ
كم زهرة في البرِّ يقتلها الظمى
وبفيئها تلهو الجنادبُ تنعمُ
دعني أُسِرُكَ ما أنوءُ و أكتم ُ
لصفاءِ صحوكِ لم أزل أتوحمُ .