أُمُّ السَّفَائِنِ تَشْتَكِي رُبَّانَهَا

2010-09-02
مَنْ ذَا الّذِي خَرَقَ السَّفِينَةَ واحْتَفَى؟
وَيْلٌ لَهُمْ
خَرَقُوا السَّفِينةَ وَامْتَطَوْا خَلَجَاتِهَا
وَتَنَاوَمُوا كَيْ لا يَرَوْا زَفَرَاتِهَا
لَمْ يَعْلَمُوا غَضَبَ البِحَارِ وَكَيفَ تَكْتُمُ غَيْظَهَا
وَيْلٌ لَهُمْ
لَوْ مَدَّ رَهْطٌ كَفَّهُمْ لادَّارَكُوهَا قَبْلَ أَنْ تَتَبَلَّلا
لَكِنْ تَثَاقَلَ جَمْعُهُمْ وَكَأَنَّهُمْ خُشُبٌ عَلَى أَكْنَافِهَا
وَيْلٌ لَهُمْ وَيْلٌ لَهُمْ
*****
أَخَرَقْتُمُوهَا كَيْ تَغُبُّوا خَمْرَهَا؟!
أَفَتَطْمَعُونَ بِأَنْ تَشُمُّوا حُوْرَهَا؟!
وَالأَرْضُ حُبْلَى بِالْشَظَايَا وَالدِّمَا
فَتَذَكَّرُوا
تِلْكَ الْحَبِيبَةَ كَيْفَ كَانَتْ تَضْرِبُ الأَمْوَاجَ تَنْشُرُ حُبَّهَا
في كُلِّ بَدْرٍ تَسْتَحِمُّ وَتَمْلأُ الدُّنْيَا وَضُوءَاً لِلْفَلاحْ
والْبَرْقُ يَلْمَعُ لِلْسُيُوفِ لِتَقْطِفَ السُّبُحَاتِ مِنْ عُنُقِ الصَّباحْ
وَتَعَطَّرَتْ بِالنَّفْلِ فَازْدَانَتْ حَلاوَةُ رِيقِهَا
لا عَتْمَةً تَكْبُو لَهَا
فَالنَّجْمُ مَزَّقَ لَيلَهَا
تَطْفُو وَتَغْفُو في حَرِيرِ الشَّمْسِ تَجْنِي قُوتَهَا
مِنْ كُلِّ حَقْلٍ أَوْ نَشِيدٍ يَجْمَعُ الأَنْغَامَ دَرْءَاً لِلْرِيَاحْ
رُبَّانُهَا مَسَكَ الشِّرَاعَ وَلَمْ يُجَارِ هَوَاءَهَا
وَعَلَى الْفَرِيضَةِ يِرْتَقِي صَهْوَاتِها
لَمْ يَرْسُ في عَينٍ جَوَارِيهَا غَفَتْ في خِدْرِهَا
حَتَّى إِذَا أَخَذَتْ حَرَائِرُكُمْ زَخَارِفَهَا نَسِيتُمْ طُهْرَكُمْ
وَتَشَمَّرَتْ بَقَرَاتُكُمْ لِلْحَرْثِ وِالنَّسْلُ امْتَطَى شَهَواتِهِ
وَهُنَاكَ مَنْ يَتَرَبَّصُ
لَمّا تَرَكْتُمْ رُمْحَهُ
وَصَلاتُكُمْ رَقَصَتْ عَلَى طَرَفِ الْهَوَى
فَخَرَقْتُمُوهَا وَالْرُؤُوسُ تَفَرَّقَتْ مِنْ قُرْبِهَا
وَتَقَلَّدَتْ نِيْرَ الْحُكُومَةِ والجِرَاحْ
أَسْلاكُهُمْ قَدْ أَقْفَرَتْ وَجَهَ الثَّرَى
رَكِبَ الْخَطِيبُ مَرَاسِمَ الشُّهَدَاءِ زُلْفَى وَاشْتَرَى
وَهَجَ اللَّظَى حَتَّى اصْطَلَى
ثُمَّ اسْتَجَرْتُمْ بِالّذِي رَسَمَ الْبَلاءَ وَلَمْ يَقُمْ مِنْ ظِلِّهِ
الآنَ قُمْتُمْ تَذْرِفُونَ الدَّمْعَ وَالْمِينَاءُ صَارَ مُسَوَّرَا
الآنَ هِجْتُمْ في الْبَرَارِي وَالورَى
هَلاّ تَذَكَّرْتُمْ فِرَاخَاً فِي الْقُرَى
تَأْتِي خَوَابِي قَمْحِنَا
وَدِثَارُهَا مِنْ قَشِّنَا
وَالْعَيْنُ تَبْكِي السُّمَّرَا
وَيْلٌ لَكُمْ وَيْلٌ لَكُمْ
ثُمَّ اسْتَفَقْتُمْ بَعْدَمَا هَامَ الْعَرِيفُ وَأَسْكَرَا
يَا لَيتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ
صِرْتُمْ نُخَالَةَ كُلِّ مَنْ نَبَذَ الْكِتَابَ وَزوَّرَا
أُمُّ السَّفَائِنِ تِشْتَكِي رُبَّانَهَا
فَلْتَرْفَعُوا مِنْهَا الْمَرَاسِيَ رُبَّ نَجْمٍ قّدْ يُرَى

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved