ذكرى " تومان "
لا أدري يا تومان، لماذا إختزنتُ ظلك الأخير في ذاكرتي .. بالرغم من عقود السنين الموجعة التي مرت على خاصرة المدينة .
كنت أدري بأن السحاب إذا غادر سماء المدينة، لن يترك عنوانا له .. وأنت يا سحابة الربيع، ويا وجع السنابل، لا أدري أين أنزلت دموعك الأخيرة، وفي أي أرضِ قد سقطت !
أتدري أن شواطئ أنهارنا صارت تغادر آماسيها بلا فوانيس، لتنهض بلا حلم .. على ضجرِ في الصباح ِ؟
هل تركت نايك يأنُّ في مدنِ بعيدة، وإستحيت بأن تعود بلا نايِ إلينا ؟ .. ولم تزل ضحكات العابرين وقهقهاتهم على طرقاتنا القديمة عالقة على هامات نخيلنا الخاوية ..
نم ياقرير العين، في أي أرضِ من أراضي الله . فنحن لم نزل ننصت لصمت نايك يا تومان !