يا صديقتي الهمسة
رحباً وسعةً بك وأنت تغازلين مسمعي
لستِ سوى برهةٍ زمنيةٍ لاعبتْ أُذني
أخذتْ تتناجى معي
مازحتْني قليلاً، دغدغتْ مخيلتي
أسرَتْ خاطري بِطلّتِها
هدّأَتْ من فورةِ دمي
وراحت تتطايرُ في الأكوان الفسيحة
مثل أدعيةٍ عاجزةٍ تتهادى في مهبِّ الريح
أوصتْني أن أستكينَ ولا أحرّكَ ساكناً
لكنّما الرّيحَ قذفتْني
رمتْني بتيّارِها وانسلّت
فأنا لستُ كمَن يحملُ أسفارا
أقطع بحارا وأنهارا
لِهذا التقطتُ وحْيَ نبوءةٍ شاردة
ونثاراً من عشب الكلمات المتساقطةِ
هنا وهناك من تلكم الأسفار
رششْتها في خيالي الجانحِ حينا
والساكنِ أحايينَ أخرى
لم أكتفِ بهذا
فأطعمتُ فمي الجائعَ النهْمَ باخضرارهِ
لكنّي لم أتخم
فهذه المضغةُ كما القات لا تسدّ رمقي
بيدَ أنها تبقيني حيّاً، يقظاً
أتطلّع للجَمال كيفما يتشكّـل
مفرحا، محزنا،
موجعا، شافيا
حلواً، مُرّاً، لاذعا؛ سيّان عندي
أتحسبني صغيرا إذا لاعبتُ برهةً ردحاً ؟
من زمنٍ مغمسٍ بدهانٍ خانقٍ للأنفاس
ومازحتُ اللمحةَ الخاطفة أمامي
وأقعدتُ البرهةَ في أحضاني؟
لستُ سوى جُرْمٍ آدميّ الهوى
حباني الله خِفّة اللعبِ مع صغيراتي
بناتِ الأزمان المدلّلات
تلك هي ذخيرتي المُقترة
ثروتي في حسبان الأزمان العاقّة بي
كم أنا زاهدٌ بضآلة من تراقص مسمعي !!