كم أمقتُ ورودَك أيها الحبّ التجاري
وأنا أرى بضاعتك المكدّسة
تتراصف في أرصفة الموانئ
في مخازن الجمارك
في المطارات، في قاطرات الشحن
حزمتَ باقاتك عوجاً تتعجّل المكوث في خرائبنا
استكنتَ في رفوف تاجري الفرص الثمينة المُربحة
أدميتَ الدببة الحمر دماً في بلادي
استبدلتَها بخناجرَ تقطر وجعا على خاصرتي
عدّ من حيث أتيت الى سجنك ايها القسّ العاشق
أما استحيتَ منّا نحن اللاعبون على الحبال
نشتري الضلالة بالهدى
وتبقى تجارتُنا رابحة رغماً عنك
تفهمْ أين ومتى يأنس الحبّ
أنت لم تُعلّمْ سماسرة ديننا شميم العبير
وكيف يتسلل خلسةً الى مخدع العاشقين
لم تبُحْ لهم همسةً تُرخي أذانهم نشوةً ليطربوا معك
كفَّ عن مشاكستي وإغراقي بالكذب
ليست زهورك الاّ من سرقات مقابر الموتى
ليست أغانيك الاّ مشروخةً
مدفونةً في أشرطة تسجيلٍ بالية
نساؤنا اكتحلن بالعباءات السود
نسين إكسسواراتهنّ وحِلِـيَّهـنّ في المدافن
في صررِ نذورهنّ
في الأضرحة المزيفة
في تكايا الهوس الصوفيّ
في مساجد الندب واللطم وشقّ الصدور
خذ حقيبتك الملأى بالهدايا الملوّنة
رأيتُها أمامي؛ وروداً بلاستيكية مصنّعة بلا إتقان
دببة رثّة الثياب، مشوّهة الملامح
كن عازما على السفر وارحل سريعاً
لا وقت لديك لطرح حقيبتك أرضاً كي تعانقني
أزفَ وقت الرحيل
معذرةً، أنت أخطأتَ طريقك سيدي فالنتاين
لسنا أسوياء كما تتوهّم