في الطائرة، على مقعد 33

2017-03-09
حكايتي مع كندا بدأت قصيرة ومفزعة، وأصبحت طويلة وجميلة . لقد هربت من بلدي كما هرب  كثيرٌ من الناس، أعدادهم مهولة ومصائرهم  مخيفة .
منذ عشرون سنة اعتدت ركوب الطائرة، من المغرب إلى كندا سنويا في فزع جميل . لم أكن  أتخيل يوما وأنا صغيرة أنني سأعبر هذه المسافات الطويلة فوق بحر الظلمات، لكن كنت أتخيل أني على "بساط الريح". وكنت أصنع طائرة بورقة من دفتر التربية الإسلامية، وأخرى من دفتر التربية الوطنية . ألهوا، وأرمي بهما، يجنحان في الفضاء. وكنت أقول لصديقاتي الطائرة كذبة . وعندما كبرت عرفت أن الطائرة حقيقة، وبدأ يرسخ في ذاكرتي كل حدث يحدث في الطائرة . حدث يوما أن سقطت طائرة فوق ناطحة السحاب 11 سبتمبر .  وحدث يوما أن  سقطت  هيلاري بعد دخولها إلى الطائرة  خلال مشاركتها في إحياء ذكرى 11سبتمبر . وحدث يوما أني كنت داخل الطائرة وأنا في حذر شديد خوفا من السقوط، ومن 11 سبتمبر، لهذا مددت سفري إلى 24 سبتمبر . ملتح بجواري يترقب حقيبتي الثقيلة، لا يملك هاتفا ذكيا، وحتى إذا كان يملكه لن يحظى بزوار كثر بمقدار ما حضي به " زدنيك جازدا" الذي حقق أكثر من 10 مليون مشاهد . لأن الطائرة ليس فيها من تشبه هيلاري . السقوط يحقق أهمية كبرى لتكنولوجيا في توثيق الواقع وجعل من الصعب على السياسيين إبقاء الأسرار بعيدة عن العباد .
منى تتجنب ملتحيا وتتساءل في صمت شبيه بثقافة القتل :
- من هذا الشاب قميصه غير موقع  كعهدي بشباب اليوم ؟ من دفعه  إلى ركوب الطائرة مثلي، هل يحتمي بقومية عربية ؟  ما معنى القومية العربية ؟
هذه الجملة أصبحت بائدة، سمعتها  في البيت، وفي الجامعة،  وفي... منذ أربعين سنة . كانت الشيوعية ضاربة أطنانها، ندرس في الثانوية ماركس، وفي الجامعة ماركس، ونتحدث ونحن تلاميذ وطلبة  ماركس، ونقرأ  لشعراء وأدباء متعاطفين مع ماركس . ونلج قاعة المحاضرات لنستمع إلى المحاضر جمال الدين ماركس،  ونغني مع عبد الحليم "بستان الاشتراكية " ماركس . العالم هكذا لا شيء فيه يتغير، يجب أن نتشبث بأي شيء . الآن الأصولية الدينية شعشعت  وفرقت  الأخوين " قتل أخاه". في زمن انقلابات العسكر، كان الطلبة  يلجون قاعة المحاضرات  بفرح نافع، الآن يلج الطلبة بفرح ضار، لهذا وجوههم حزينة. بينما كانت وجوهنا مستبشرة نظرة، رغم أننا كنا نزامن انقلاب العسكر . أقول بصدق إنه جمر نافع .  الآن ما بعد الجمر، رماد ضار، خلق الأوبئة والأمراض، والمتاهات والضلال . بعض الطلبة يلتحون يختفون  وراء جلال الدين الرومي، ويرتلون  شعرا صوفيا، وآخرون تعلوا أصواتهم أمام البرلمان، والبعض يغني  ويتسابق للوصول إلى  برنامج قناة فضائية       
THE  VOICE 
يتسابقون نحو الحصول على أحلى صوت . أنا أحب  أحلى  شعر، وأحلى ....وأحلى..  لكن أخاف أن أقع في  شرذمة  الأصوليين المتطرفين .  بصدق أقول، ابحث عن شاعر لا أذكر اسمه،  لكن اذكر انه يتلو  شعره بنغم حزين، يعجبني أن أقرأ شعره دون أن اسمع صوته، لأنه كان يبدو عند القراءة خجولا، تحمر وجنتاه،  كان يظن انه يوما ما سيلج  سجن عين قادوس بمدينة فاس، ولجه وصدق ظنه . 
الذي حدث ومازال يحدث، هو فوضى القتل، الصحافة خاطئة يسمونها ثقافة الموت، الموت طبيعة الحياة، والقتل اعتداء على الحياة. أرى القتل وأنا داخل الطائرة . أناس مشردون،  يندرجون ضمن قضايا إنسانية لا يعرفون أبعادها . الإنسان يقتل بعضه بعضا " قتل أخاه" 
أشم رائحة دخان "حمص" و"اللاذقية"و"حلب"و أشاهد حزام نازف  "  باريس " ،"برلين     " ، "بروكسيل  "...
قرى ومُدناً يتصاعد منها الدخان و...
جلست على  مقعدي رقم  33   وأنا أهمس بصوت منخفض لا تسمعه إلا جوارحي :
-  يا رب يكون الجالس بجواري غير ملتح .... 
أنا انتمي لزمن ماركس لا معرفة لي ب   - داعش - ومن يختفون وراء الإسلام، والإسلام  بريء من أفعالهم، وأقوالهم.
من علمهم حرفة الجهاد ولقنهم" اشهد لا إله  إلا الله" قتل أخاه؟
مثلهم مثل من يقبل على السرقة وهو يردد باسم الله .
...
جاءوا بخرافاتهم  البالية، ومناظراتهم التعسة، وشعاراتهم البائسة . جاءوا وحدانا وزرافات. يقال أنهم جاءوا من الشرق بلد العجائب والأساطير والأديان . هاربين من الشر بدون أية فكرة عمّا ينتظرهم . جاء اغلبهم من اجل الأكل ورغد العيش . وهاهو بجواري  في الطائرة ملتح، أشعر أنه لاجئ يتضوع  جوعاً، سحنته تفصح عن حزن كبير، لعله هرب من ولوج  السجن، ولم يعد يتذوق طعم خبز منقع  في حساء زيت الزيتون  صباحا، وطاجين السرديل بالطماطم غذاء، وشربة الحريرة  بالقزبوز والحمص عشاء . كل ما يرغب  فيه هذا الشاب البائس أن يختفي القمل من رأسه ويغسله بماء  معطر.
...


أسرتي مثل أسر أخرى عديدة،  تمكنت من أن ترى العالم  عن طريق التواصل الالكتروني، والفضل في ذلك  يعود للمخترع  "  Martin Cooper 
"  وسيطرته على العالم بطريقة ذكية . نحن لم نعد تحت سيطرة فرنسا،  لكن عدنا تحت سيطرة  الهواتف الذكية... لا اعرف هل أحب فرنسا أو اكرهها . أبناء وبنات أخواتي وصديقاتي درسوا فيها وفضلوا العمل في بلد باركنا إنسانيته بعد ثورة  1968 . في بلدي لا ثورة . كل شيء يرتبه  العسكر .
...
أترقب مقعدي وأنا  أنظر إلى بعض الوجوه  الشرسة  ليس لها أي  طموح ؟ طموحهم  الخروج  عن  حدود مدينتهم قد تكون الرباط، بغداد، بيروت، دمشق، القاهرة... عكا. جلست على مقعدي.أعدت جلستي، وسويت  مخدتي  خلف ظهري . وأغمضت عيني واستلمت إلى سنة لا 
إلى نوم ، وبدأت  أتذكر عكا.  وسرد عالية وsylvia سيلفيا، وشعر سونيا وسرد chantal شعر شانطال، ومشاهدة لوحات أفانين وماري . وذكريات  الكاتبة  ليلى قالت لنا :
 - انتبهن  إلى  الحدود الجغرافية، التي كتبها الشعراء، ورسمها الفنانون، وغناها المطربون، و...
وانتقلت على الفور تسألنا :
- هل تعرفن كم من ساعة  وقفت في طوابير لا نهاية لها أمام مقر الهجرة ب مونتريال من أجل استلام  تصريح الإقامة ؟
قالت لها منى :
- يبدو وقوفك أخف من الوقوف أمام قبة البرلمان. المتظاهرون لا يحضون بالإقامة في وطنهم يسعون إلى مغازلة وطن جديد . يطلبون شيئاً على قدر من العبث ... استحالة ما يطلبونه . يدفع بهم إلى مسابقة أحلى  صوت، أتعجب كيف يهرولون والعصي وراءهم . 
أحلى صوت معطل،ي حمل شهادة الدكتوراه الوطنية في الفلسفة، العصا وراءه يهرول مسرعا . عندما يكون الجو لطيفاً  يجلس على مقعد أمام قبة البرلمان، صاحب أحلى صوت يشاهد الحمام يقتات حبات من الأرض ويطير . أحلى صوت شاب وسيم .  يقف يجرجر قدماه بتثاقل إلى غرفته النتنة .  وينتظر لعل الحظ  يسعده هذه المرة . شارك مرات عديدة دون يأس في  قرعة  كندا . حصل عليها، هاهو الآن بجاني  نائما على  مقعد الطائرة . من الرعاة ماضيه مشوه .  سألته:
- ما معنى الهجرة، المنفى، الغربة...
 أجاب بسرعة
-  أن تحمل ماض مشوه .
انتبه سيسألونك مثل هذا السؤال . 
بمجرد أن فتح فاه، وسمعوا لكنته العربية. عرفوا الحقيقة . أجوبته غير واضحة بين الصدق والكذب . تغمض عينيها تدعي النوم، عادت تذكرت سهرة في بيت صديقتها عالية بمونتريال، سهرة جميلة  اليوم 11 من شهر رمضان، أكل عراقي شهي . عيون سوداء وزرقاء . قرأن شعرا وسردا بالعربية والفرنسية والإنجليزية. وشاهدن لوحات تشكيلية . ضحكن ومزحن . كن سعيدات يغمرهن فرح وحبور ورقص وجنون . الشاعرة سونيا تطلعهن على باكورة  ديوان" شوق وعشق "، وعالية تقرأ قطعة سردية بلثغة عراقية، والفنانة أفانين يشاهدن معها  لوحة "  الياسمين "، وشانطال  تقرأ شعرا بالفرنسية وبلثغة كندية . ينتظرن  آذان  المغرب . وقبل الآذان  ناقشن" ثقافة القتل "و " دور الثقافة والفنون  ب كندا في مواجهة الارهاب"و.... مع آذان المغرب شربت منى  كوبا من الحليب وسبع تمرات، وبادرت لتأدية صلاة المغرب، لم تشعر سونيا ولا شانطان ولا سيلفيا بأي مضايقة ومنى تؤدي صلاة المغرب . كانت ضيفة السهرة الكاتبة  " ليلى السايح" سيدة عجوز مسحية  كندية  من أصل فلسطيني . تحكي لهن  تاريخا حقيقيا . عندما  هاجرت  إلى كندا سنة 1970. جف لبنها، رضيعها طارق يتضور جوعا . خلصت مئونتها من الطعام ما خزنته نفذ  وهي مازالت في البابور، أم طارق  تحكي عن خروجها من عكا إلى صور إلى  ميناء بيروت تقطع بحر الظلمات . من الحكايات الطريفة التي حكت لهن أم طارق أنها عندما اشتد بها الجوع داخل الطائرة علمت أنه  بإمكانها الحصول على دجاجة مقابل ساعتها اليدوية السويسرية . الساعة كان يرقبها رجل غريب يجلس في اتجاهها . وكانت تحمل معها رزمة بداخلها مزهريّات الكريستال، فكرت في مقايضة الدجاجة  بالساعة السويسرية . أقامت أم طارق أسابيع طويلة في البابور، كانت  تنظر إلى رجل يبدوا انه ثري . أسنانه الأمامية من الذهب، يضع أكثر من ساعة سويسرية  في كل يد ساعتان، كانت تحدق النظر إليه وهي خائفة من بعلها أن يظن بها سوء . تزداد نظراتها إليه عندما يتحرك بعلها  داخل البابور، يغمره فرح وحبور، وكأنه يقف مطمئنا على خيط ارق من شعرة  الرأس، يعبر ليصل إلى جنة النعيم . أم طارق  تتجسس على أغراضها  وتقيم حصيلة ما حملت معها، مزهريات كريسطال . أبو طارق  أكثر حركة من كل الرجال يتأمل البحر وكأنه في بيته بعكا، نسي  صور وبيروت، وتخيل انه مقيم  بمونتريال . وقف أبو طارق  يتأمل  بحر الظلمات، وكأنه بحر الأنوار. لا يعرف أن الرجل صاحب الأسنان الذهبية والساعات السويسرية قد وقع  في غرام قرينته . ولا يعرف أن " الغرام ماعندو دوا تيطيح مولاه ف...  ". عرض صاحب الساعات السويسرية على أبو طارق في مقابل سمره معهما أن يتقاسما معه دجاجة ثم دجاجتيْن . لسبب ما أصبحت أم طارق مكشرة . لقد أردت قسمتها من الدجاج أرضا، مدعية أنها فلتت من بين يديها، صاحب الأسنان الذهبية والساعات السويسرية، أصبح غضبانا، لأن أم طارق أردت قسمتها من الدجاج أرضا .  ليلى تحمل شموخ قيم أخلاق مسقط رأسها عكا..  تقلب مزهريات  كريسطال، تعبر خيطا أرق من شعرة الرأس، لا تسقط تدخل الجنة تحلم بمدينة مونتريال . عندما سقطت قطعة الدجاج على الأرض، نظر إليها العاشق الولهان، وانصرف إلى مقعده . وقف يحدّق في البذلة التي  يلبسها، وكأنه يريد أن يتخلّص منها، وفي نفس الوقت يسدد نظره إلى أم طارق، عاشق ولهان . في النهاية، تنفّس الصعداء، كرجلٍ عربي  يتخذ قراراً صعباً  وهو يجنح  للوقار . مشدودة بقوة نظرها الثاقب إلى المزهريات، يتبين لها أنها ملفوفة بثوب من الصوف سميك يحفظها، تعيد لفها حفظا من الكسر، مزهريات كريسطال على الطاولة، تحدب عليها كرضيعها "طارق".  لم يكن باستطاعتها أن تغط الطرف عن صاحب الأسنان الذهبية . السارد يعرف أشياء كثيرة عن ليلى، قبل زواجها، لقد أمضت طفولتها مند سنة  1943 مع  الراديو، إنه أنسها عند الأرق . لم يكن ممكناً أن تبعد يديها عنه . حتى بعد أن تتوقف المحطات عن البث. تستمرُّ في تحريك زرّ التحكّم ولا تضجر من  الضوضاء المختلفة . مرة سمعت صفارات . فكرت أن هناك لصوصا داخل البيتـ، وتذكرت أنها تركت باب السطح مفتوحا. صعدت وجدت الباب موصدة، لعنت الشيطان، نزلت بسرعة كادت تسقط .  التقطت محطة بعيدة خافتة وضعت أذنها اليمنى على خشونة الغطاء التي تغطي مركز الصوت . كانت تندلع موسيقى رقص  جذابة جداً فتستمع إليها مدة طويلة، تستمتع بأغنية عربية وفرنسية وأخرى إنجليزية، تشعر أنها على وشك أن تفهم اللغتين الفرنسية والانجليزية. الموسيقى توحد العالم . السهر في بيت والدها بعكا بالقرب من المذياع كان ممنوعاً منعاً باتاً .  المفروض أن تكون نائمة على بساط الريح تعبر بحر الظلمات . أم طارق تفكر أن العالم هكذا لا شيء فيه  يتغير، لا فرق بين بساط الريح وبابور . منى داخل الطائرة،  تعبر بحر الظلمات . تراودها شكوك . ملتح بجوارها، عندما ولجت باب الطائرة كانت حذرة أن تسقط مثل هيلاري . التي علمت بخبر  سقوطها أخيرا .
أشياء كثيرة لا تعجبها  حدثت في الطائرة . الشاب الذي  بجوارها  يسألها :
- هل تستطيعين أن تجدي لي عملا في مونتريال ؟ 
لا تجيبه، أدعت النوم وهي تتذكر حديث الشاعرة ليلى في بيت عالية :
- في يوم رهيب كنت عروسا بلباس ابيض جميل، كان عمري اقل بكثير من عشرين سنة، ضربت قنبلة في المبنى المقابل من الشارع الذي نسكنه، مما أدى إلى اشتعال النار في عكا التي وُلدتُ فيها، قصفها  المحتلون، عدد القتلى في ذلك اليوم  يتراوح بين أف وألفين وأكثر . أكبر عدد  القتلى المدنيين في يوم واحد حصل في العالم وسمي على إثره يوم القتل . أول شيء رسم في ذاكرتي المبكرة وأنا ببذلة العرس الجميلة  اقترن  بقتل والدي . يسمونه اليوم ثقافة القتل . كانوا يفتشون عنه  في كل مكان محدثين ضجة كبيرة . كان والدي قد ارتدى ملابسه وخرج لمواجهة المحتل. قتل والدي في عكا داخل وطنه..
منى داخل الطائرة تقلب غلاف شريط فيديو الذي حملته معها من سوق السويقة لحفيدها سمير، أشرطة الفيديو في بلدها سعرها  منخفض جدا. ستعجبه سمير لأنه  يشعر معها أنه بطل من عالم الخيال .
 Spider man
الرجل العنكبوت
Hulq 
الرجل الأخضر
 بالقرب من سمير، لا يتحرك من مقعده . البطل يتحرك.Hulq البطل  
نزلت الطائرة الخطوط الجوية الفرنسية  بمطار  "  تريدو"Trudeau
وهي ما زالت تفكر في ثقافة القتل . فتحت ملفا على شاشة الكومبيوتر وكتبت عليه :
ثقافة القتل . وبدأت تكتب
إن العلماني المتطرف، لا يختلف في شيء عن الأصولي المتظلم . 
وقعت على قدمها اليمنى بعد ان نزلت من الطائرة  ..
 





لطيفة حليم

 أستاذة جامعية وكاتبة حاصلة على شهادة الدكتوراه، تعيش ما بين كندا وبلدها المغرب، صدرت لها روايتان “دنياجات” عام 2007 عن منشورات زاوية الفن والثقافة، و“نهاران” عام  2012   عن دار فكر المغربية بالرباط . بالإضافة إلى نشرها العديد من المقالات والمواضيع في مطبوعات متعددة .

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved