صورة عاشقتي المعلّقة قُدّامي تقول لي :
أيها العاشق التائب الساكنُ الهانئ
إن نسيتُك بغمرة مشاغلي
فاذكرني وأنت بجذوة شوقك
وان أغضبتكَ لنزقٍ يتغلغلُ فيّ
فابتسمْ وأوقد رضاك بوجهي
وان بعدتُ لعنادٍ يعشعشُ داخلي
فَاقتربْ مني بسماحِك الواسع
وإذا نمتَ عن ضيق وامتناع
سأوقظك على قُبَلٍ حرّى تُكويكَ
وان غفوتَ على حزنٍ
أضع وسادة صحْوٍ تسند رأسك
وان باتتْ غانيتُك على عسرٍ أو جفاء
فافرشْ مَلاءةً من رخاء قلبك لي
وان سرحتُ في سرد أشعارك
فافتح أذنيك لتسمع صبابتي
وان كنتُ مذنبةً عاقّةً
فانتزع إثمي بملقط عفوك
يا هذا المُعنّى ، قد عشتَ الحزن
مذ أنجبته أمُّه مدمّى الجسد
فهو يذيبك في مصهر النحول
يشتتُك كالموج العارم
يسكبك كالماء في أرضٍ سبخة
يسقطك كورق الخريف يابساً اجرد
يبعثرك كرمال الصحاري
كثبانا تائهة تتنقلُ هنا وهناك
أتدري أيها النائم عسرا !؟
هو ذا سعاري
يُشعلك كحطبٍ يابسٍ
يوقدك كالجمر ، ويتركك رمادا بخساً
والحزن أيّها العاشق
يُعميك وأنت المبصر المتوقد الرؤى
ويطفئ فوانيس روحك
يسرقُ ضوءك الدافق بالسناء
يُعتمك كالليلِ البهيم
يخيفك كالأشباح المفزعة
يلاحقك كالوحوش الضارية الجائعة
يكتم أنفاسك ، يخنقك ، يسرق نسائم هوائك
يُحنيك كالأغصان الرخوة
يهدّ جدرانك المنخورة بالانتظار والترقّب
عدْ من حيثُ أحببْتَ أيها الصامت
دع الهجر يشذِّبْ نحولَك
والفراق يُبري عظمَك
وينحت روحك
خيرٌ لك أن يتلبسك جلبابُ الهوى
من أن يعفّرك الكتمان
فوعثاء السفر الى قلبي العَصِيّ اللاهب
أكثر نضارةً من تبْرِ الحرمان
عدْ لجمرك الحارق
وتصبّبْ عرَقاً
فالثلجُ لا يؤازر الحمّى
خذ مني مناسك العشق
عِشْ أوجاعه الجمّة الهائلة
ومباهجه الشحيحة النادرة
أليس أفضل من أن تكون ..
خاليَ الوفاض
عارياً من كسوتهِ الممزقة ؟