لو عزمت على كتابة شعرٍ مؤثر
ينزف صدقاً
يكون صيحةً مدوية تهزّ الأسماع
تفجّر قريحتك قنابلَ موقوتة
تستصرخ الثكالى والمحزونين
ترفع لافتة اليتامى والباحثين على هدأة الخلاص
احملْ قلب امرأة يغادرها ابنها ..
الى دارهِ الآخرة دون وداع
امرأة لا تعبأ بمداواة نفسها بذريعة الشهادة
لا تبالي بالخلود في جنات الله الرحيبة
املأ عينيك بخزائن دمعٍ مديد عمرك
اترك بيتك، منبتك، ملاذك الآمن مرغما
محتدك ومولدك وملاعب صباك وميعة فتوتك
وعش نازحا بين أكوام المكدودين المهجّرين
انسَ طاولتك وحاسوبك وفراشك الوثير
خزانة ملابسك المرتّبة بإمعان
نم على وسائد العشب والصخر في هجير الصحراء
احتمل رجفات البرد أيام الزمهرير
مثل عنكبوت في البيداء ...
لا يريد ان تشهق أنفاسه
انظر الى نفسك وأنت ترى ابنتك سبيةً
مباعة في أسواق النخاسة
يقودها خرتيت متوحش الى عنبر المغتصبات
لا تكن راجفا ، خائفا
ابحث عن سلاحك المترب القديم
اصقله وامسكه بيدٍ حازمة الساعد
لتقاتل برباطة جأش وعزمٍ محال ان يلين
قلْ ان القصيدة وشجاعة الموقف
صديقتان لا تفترقان
لو أردت ان تبكيا معاً أنت وقصيدتك
انظر الى الأطفال المتسولين
وهم يتوسلون إليك من اجل عملة نحاسية بخسة
دع قلبك يبصر آلاف البيوت المهجورة
المعتمة ؛ الرابضة بلا سكّانها
اشتم الساسة العاهرين فاقدي الضمائر
ممن يعتاشون على بلايا الضعفاء الواهنين
مَن يخسف صدور المحزونين
من يقود الفتية الى سعير الحروب
هؤلاء الخسيسون صانعو النزاعات
مبتكرو أبشع دنايا العذاب
وجوههم يومئذٍ خاسئة ملوِّعة
الى أهليها مروّعة
إن كان سلاحك الشعريّ ماضيا حادّا
حروفُهُ صقلت جرأة وعزما
لا تخفْ لومة حاكم سافلٍ عاهر
تعفَفْ عن دنانيا مطامعه
من رقرقة أخضرهِ
من لمعان أصفرِه
ممن يشتهيها الأوغاد المردة
رعاة الكلمات الوسخة ...
المدماة من دماء المحزونين
لا تعبأ بسيفه المسلّط
على رقاب صحبك الانقياء
هنا يجدر بنا ان نسميك شاعراً
تتحلى بالنبل ؛ تتزين برباطة الجأش
تلتفّ بحشمة العفّة
تتعطّر بالطهر ، تتصافح بالوداد والمحبة
أيها الجدير بان نسميك " تاج الرأس "