هو ذا قلبي نأَى عن مسالك التوباد
تنحّى عنها جانبا
مشى وئيدا منزويا عن المارّة
من عاشقي بني عذرة
انتبذَ مكاناً رصفَ بالخلوة والوحدة
بدأ يعوذ بالعشق من مواجعهِ الرجيمة
ومن البعاد وتباريحه
يستجيرُ بالسكون ويلوذ بالوحدة
هو ذا يرتّق شغاف فؤادِه
يعيد ترميم جدران جسدهِ
ويُظهر بريقَ وجههِ
ينزع الصفرة والرِبْكةَ عن ملامحهِ
يشذّب مرآه من عصف خياله الهائم
يرطِّبُ جفوة الفراق ببلسم النسيان
يغتسلُ من شوائب أرذل العشق
يكيلُ لعناته على الصدّ والتمنّع
وما كان يرجف جسده ويهدّ أركانه
ويكلّ ظهره ويسكت لسانه
مِن ماردةٍ جارفة
لا شريك لها في عنتِها وجبروتها
ها أنذا أتجرد من رداء العشق
ممزِقاً كساءه الأخرق
ما أسعدني كائنا خَلِيّاً
أتعّرى بالسكينة والهدأة